ي ظل الظروف التي يمر بها العالم بإنتشار فيروس الكورونا المستجد وتأثيره على كافة نواحي حياتنا اليومية كان لابد من اتخاذ خطوات سريعة للتقليل من تأثير الاجراءات المُتخذة للحد من انتشار هذا الفيروس. من ضمن هذه الخطوات كان انتقال اغلب المؤسسات التعليمية في كافة الدول التي علقت دوام مؤسساتها التعليمية الى نظام التعليم عن بعد.
وقد قامت جامعة عمّان الأهلية ومنذ اليوم الأول من تعليق دوام الطلبة بالجامعة بالبدء بتدريس المواد عن بعد وبنجاح كبير على مستوى كافة الجامعات الأردنية.
هذا النجاح بتجربة التعليم عن بعد لم يكن وليد اللحظة، فهناك عدة عناصر ساعدت على هذا النجاح والتي كان أولها هو ايمان الدكتور احمد الحوراني مؤسس الجامعة – رحمه الله – والدكتور ماهر الحوراني رئيس هيئة المديرين للجامعة بضرورة تطوير التعليم في الجامعة ومواكبة أساليب وادوات التعليم الحديثة والعالمية وذلك لكي تكون منأولوياتجامعة عمّان الأهلية تطوير التعليم لديها وادواته.
وكان نواة هذه الرؤية الثاقبة هي تأسيس مركز الحوراني للتعليم الالكتروني.
تم تأسيس مركز الحوراني للتعليم الالكتروني في عام 2008 وذلك لمواكبة الجامعة للتطورات المُتسارعة بالتعليم وزيادة الاعتماد على المصادر الالكترونية وتطبيقاتها للقيام بالعملية التعليمية بكفاءة وفعّالية.
فمنذ تأسيس المركز قامت ادارة الجامعة بتزويد المركز بأحدث الوسائل التكنولوجية والنظم والبرامج المُستخدمة في التعليم الالكتروني والتي تساعد على تطوير العملية التعليمية التقليدية ونقلها الى التعليم المُدمج والتعليم الالكتروني.
وتم أيضاً دعمها بالتقنيات اللازمة لعمل المؤتمرات عن بعد (Webinar)، وعمل دورات وورشات تعليمية عن بعد.
وقد تم رفد المركز بالأخصائيين الأكفاء والذين عملوا على تطوير المركز وتدريب أعضاء الهيئة التدريسية والادارية في كافة مجالات التعليم الالكتروني الحديث.
هذه الرؤيا الثاقبة جعلت من مركز الحوراني في جامعة عمّان الأهلية من أحدث المراكز بالبنية التحتية والتقنيات المتطورة علىمستوى المنطقة ومماثلاً لنظرائه من المراكز المنتشرة عالمياً.
هذا التطور بالتعليم الالكتروني في جامعة عمّان الأهلية استمر وتعاظم بتوجيه من الدكتور ماهر الحوراني وادارة الجامعة بقيادة الأستاذ الدكتور ساري حمدان رئيس الجامعة والأستاذ الدكتور خالد الكعابنة مدير مركز الحوراني.
فقبل ازمة انتشار فيروس كورونا المستجد كان مايقارب 25% من مواد الجامعة الكترونية كاملةً أو مُدمجة مثل مواد متطلبات الجامعة كمهارات الحاسوب بكلية تقنية المعلومات ومهارات الاتصال باللغة العربية والانجليزية والتربية الوطنية بكلية الآداب والعلوم، وشمل أيضاً مواد متخصصة ببعض الكليات مثل مادة علم التشريح والأنسجة بكلية العلوم الطبية المساندة ومادة الصيدلة الفيزيائية بكلية الصيدلة (على سبيل المثال لا الحصر ومقررات اخرى تدرس بكليات الجامعة المختلفة).
ان البنية التحتية للتعليم الالكتروني بالجامعة وتجهيزه بالبرامج والادوات الحديثة والخطة التي وضعتها ادارة الجامعة بعمل دورات متخصصة لكافة أعضاء الهيئة التدريسية فيها لتطوير مهاراتهم بالتعليم الالكتروني جعلت الجامعة مُستعدة لبدء عملية التعليم عن بُعد وبفترة زمنية قياسية.
واستطاعت الجامعة خلال فترة وجيزة وبقيادة ادارة الجامعة والعمل الدؤوب لفريق مركز الحوراني للتعليم الالكتروني وهمة أعضاء الهيئة التدريسية اان تنقل جميع مواد الجامعة الى التعليم عن بُعد.
بل ونجحت الجامعة وتفوقت بهذا المجال على المستوى المحلي واثبت مدى قدرتها على ادارة الأزمات واستمرار العملية الأكاديمية بالرغم من الظروف الصعبة التي تواجه كافة قطاعات وطننا الغالي.
أن نجاح العملية التعليمية عن بُعد هو نتاج الرؤية الثاقبة للمسؤولين والايمان بقدرة الكفاءات في الجامعة بمركز الحوراني ومركز الحاسوب على تجهيز وتدريب أعضاء الهيئة التدريسية على استخدام هذه التقنيات الحديثة بالتعليم عن بعد.
وهذا النجاح تكلل بهمة أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة الذين يبذلون قُصارى جهدهم لضمان استمرارية التعليم خلال هذه الفترة الصعبة وأيضاً التزام طلبتنا الأعزاء بالعملية التعليمية.
ان هذا النجاح بمجال التعليم عن بُعد وادارة الجامعة للأزمة بمهارة وكفاءة عالية أصبح أنموذجاً لباقي الجامعات على المستوى المحلي والاقليمي، وأثبت بأن الجامعة همها الأول هو طلبتها واستمرار تعليمهم، بل وسوف يضع الجامعة على الخارطة العالمية.
نرجو من الله أن يحمي وطننا وشعبنا الغالي وقيادتنا الهاشمية وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله ابن الحسين المعظم وأن نتخطى هذه الأزمة بسلامة.