البرلمان البريطاني يصوت على مذكرة لحجب الثقة عن "تيريزا ماي" غداة هزيمتها القوية
- الأربعاء-2019-01-16 | 11:31 am
أخبار البلد - اخبار البلد - تواجه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاربعاء مذكرة لحجب الثقة يمكن أن تسقط حكومتها غداة الهزيمة القوية التي منيت بها في البرلمان الذي رفض بغالبية ساحقة التصويت على الاتفاق الذي ابرمته للخروج من الاتحاد الاوروبي.
وأمام مجلس العموم البريطاني لم يحصل الاتفاق الذي توصلت اليه الزعيمة المحافظة الا على تأييد 202 من الأصوات المؤيدة، فيما رفضها 432، في أفدح هزيمة تلحق برئيس حكومة بريطاني منذ العشرينيات.
وهذا التصويت التاريخي أغرق بريطانيا في المجهول بخصوص مستقبلها قبل شهرين ونصف الشهر على بريكست المرتقب في 29 آذار/مارس.
فور إعلان نتائج التصويت مساء الثلاثاء قدم زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة واصفا النتيجة بانها "كارثية”.
لكن مبادرته لا تحظى بفرص كبرى للنجاح، لان حزب المحافظين الذي تنتمي اليه ماي وحليفه الحزب الصغير المحافظ في ايرلندا الشمالية، الحزب الوحدوي الديموقراطي، لا يرغبان في ان يحل محلهم حزب العمال في قيادة البلاد.
واعتبارا من مساء الثلاثاء، أعلن الحزب الوحدوي وعدة نواب يعارضون ماي في حزب المحافظين، انهم سيدعمون رئيسة الحكومة.
ولم توفر الصحافة البريطانية انتقاداتها اللاذعة غداة هزيمة الحكومة.
وكتبت صحيفة "ذي تلغراف” "إذلال تام” أما صحيفة "الغارديان” فعنونت "هزيمة تاريخية”. وفي الولايات المتحدة اعتبرت "واشنطن بوست” ان بريطانيا "تتجه نحو كارثة”.
ورأى كاتب الافتتاحية في صحيفة "تايمز” ماثيو باريس أنه آن الاوان لكي يتولى البرلمانيون المعارضون ملف بريكست. وكتب "ليس هناك أي قيادة، لا داخل الحكومة ولا في المعارضة قادرة على مساعدتنا على الخروج من هذا المستنقع”.
– "مزيد من المرونة”-
يرتقب التصويت على مذكرة حجب الثقة عند الساعة 19,00 ت غ.
وفي حال اعتمادها، فستشكل حكومة جديدة على أن تنال ثقة البرلمان في غضون 14 يوما. وفي حال فشلها فانه سيتم الدعوة الى انتخابات تشريعية جديدة.
وفي حال تمكنت ماي من البقاء في منصبها، فسيكون أمامها حتى الاثنين لكي تعرض "خطة بديلة”. وهناك عدة خيارات متاحة أمامها مثل التعهد بالعودة للتفاوض في بروكسل او طلب تأجيل موعد بريكست.
ورفض نص بريكست يفسح المجال أيضا أمام احتمال حصول خروج من الاتحاد الاوروبي بدون اتفاق وهو ما تتخوف منه الاوساط الاقتصادية.
وماي المعروفة بصلابتها ومثابرتها والمقتنعة بانها ستنجو من مذكرة حجب الثقة، أعلنت انها ستجري محادثات مع نواب من كل الاحزاب "بذهنية بناءة” لمعرفة الطريق الواجب اتباعه.
وقالت للنواب "يجب أن نركز على الافكار التي ستكون قابلة للتفاوض فعليا وتحظى بدعم كاف من هذا المجلس” واعدة "باستطلاع فرصها حينذاك مع الاتحاد الاوروبي”.
لكن المهمة تبدو صعبة، فالنواب البريطانيون بدوا حتى الان غير قادرين على الاتفاق على شروط الخروج من الاتحاد الاوروبي وعلاقتهم المستقبلية مع التكتل وظهر انقسام بين الراغبين في الخروج بشكل قاطع ومؤيدي الحفاظ على علاقات وثيقة مع أوروبا.
ودعا النائب المحافظ اوليفر ليتوين رئيسة الحكومة البريطانية الى إبداء "المزيد من المرونة”.
وقال لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي” إنه "لا يمكن التوصل الى توافق إلا عبر التباحث مع عدد كبير من الاشخاص، من المحتمل أن 400 نائب هم موافقون على رفض سيناريو خروج بدون اتفاق او اجراء استفتاء ثان ويريدون التوصل الى حل”.
– وحدة الاعضاء ال27-
اعتبر بوريس جونسون وزير الخارجية السابق وأكثر المؤيدين لبريكست، ان نتيجة التصويت تعطي تيريزا ماي "تفويضا قويا” للعودة والتفاوض مع الاتحاد الاوروبي.
لكن من غير المؤكد أن بروكسل ستكون جاهزة لهذا السيناريو.
فقد كرر رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر الثلاثاء القول أن الاتفاق الذي رفض "كان يشكل تسوية منصفة وأفضل اتفاق ممكن” قبل أن يقول إن "مخاطر حصول بريكست بدون اتفاق تزايدت”.
من جهته قال كبير المفاوضين الاوروبيين بشأن بريكست ميشال بارنييه الاربعاء إن مخاطر "خروج بريطانيا بدون اتفاق لم تكن أعلى مما هي عليه الآن”.
من جهتها قالت الوزيرة الفرنسية المكلفة الشؤون الاوروبية ناتالي لوازو ان ارجاء موعد بريكست المرتقب في 29 آذار/مارس "ممكن قانونيا وتقنيا” اذا طلب البريطانيون ذلك.
وأعلنت ايرلندا من جانبها أنها كثفت التحضيرات لبريكست "من دون اتفاق” ودعت لندن الى تقديم اقتراحات "للخروج من هذا المأزق”.
وفي أوساط الاعمال لا يزال القلق شديدا. وقالت كاثرين ماكغينيس احدى ابرز المسؤولات في حي الاعمال في لندن إن "الاستقرار المالي يجب ألا يكون مهددا بمناورة سياسية”.
وقالت كارولين فيربايرن المديرة العامة لاتحاد الصناعات البريطانية "يجب اعداد خطة جديدة فورا لحماية الاقتصاد البريطاني”.