حكم الرئيس المصري حسني مبارك، الذي تبدأ محاكمته الاربعاء امام محكمة جنايات القاهرة، مصر من دون منازع طوال ثلاثة عقود قبل ان يسقط في 11 شباط(فبراير) اثر انتفاضة شعبية استمرت 18 يوما.
ولم يعرف بعد بشكل نهائي ان كان مبارك سيمثل أمام المحكمة ام ان حالته الصحية لن تسمح بنقله.
وطلب النائب العام المصري عبد المجيد محمود رسميا من وزارة الداخلية نقل مبارك من شرم الشيخ الى المحكمة، لكن الصحف المصرية قالت ان محاميه فريد الديب يحاول الحصول على تقارير طبية تفيد بأن حالته لا تسمح بنقله.
وفي حزيران(يونيو) الماضي، قال فريد الديب ان مبارك يعاني من سرطان في المعدة يؤدي الى اصابته بحالات غيبوبة.ولكن وزارة الصحة المصرية نفت هذه المعلومات.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية السبت عن مصدر طبي مسؤول في مستشفى شرم الشيخ ان مبارك يعاني من "اكتئاب حاد" ادى الى امتناعه عن تناول الطعام غير ان حالته الصحية "مستقرة نسبيا".
وتم انتزاع صور مبارك من مكاتب المؤسسات الحكومية الرسمية واليوم ينتشر في ميدان التحرير باعة يعرضون صورا كاريكاتورية للرئيس السابق. لم يظهر مبارك (83 عاما) علنا منذ اطاحته سواء عندما كان يقيم في قصره في منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر او بعد نقله الى مستشفى هذه المدينة وايداعه الحبس الاحتياطي فيه في نيسان(ابريل).
ويواجه مبارك، الذي حكم الدولة العربية الاكبر من حيث عدد السكان، اتهامات بالفساد وبـ "القتل العمد" وهي جريمة ان ثبتت تصل عقوبتها الى الاعدام. وعند اغتيال الرئيس الاسبق انور السادات على يد اسلاميين في العام 1981 فتح الباب امام مبارك، الذي كان قائدا للقوات الجوية ثم اصبح نائبا للرئيس، لكي يترأس البلاد في وقت لم يكن احد يتوقع مستقبلا كبيرا لهذا الرجل الذي يفتقد الى الكاريزما.
عرف عن مبارك انه رجل براغماتي غير انه فقد شيئا فشيئا صلته بالشعب واصبح عنيدا ومتكبرا وقد اعتمد على جهاز امني مخيف وحزب يأتمر بأوامره ليحكم البلاد بشكل فردي طوال ثلاثين عاما.
وكان التزامه رغم كل الانواء والاحتجاجات بمعاهدة السلام التي ابرمها سلفه مع إسرائيل العام 1979 وحرصه على ان يظل ضمن ما عرف بمعسكر الاعتدال في العالم العربي سببين رئيسيين لتأييد الغرب لنظامه، وخصوصا الولايات المتحدة التي ظل حليفا لها على الدوام.
وظل مبارك بشعره الداكن على الدوام رغم مرور الزمن وبنظرته التي يخفيها في غالب الاحيان خلف نظارات سوداء، وجها مألوفا في الاجتماعات الدولية على مدى سنين حكمه.
ورغم تصديه بقوة للجماعات الاسلامية المتطرفة، لم يتمكن مبارك من وقف تصاعد الاسلام الاصولي الذي تجسده جماعة الاخوان المسلمين وهي تعد اليوم أكثر الحركات السياسية تنظيما على الساحة السياسية.
ولد محمد حسني مبارك في الرابع من أيار(مايو) 1928 في عائلة من الطبقة الريفية المتوسطة في دلتا مصر. وصعد سلم الرتب العسكرية في الجيش الى ان اصبح قائدا للقوات الجوية ثم نائبا للرئيس في نيسان(ابريل) 1975. وخلال مسيرته الطويلة، تعرض لست محاولات اغتيال ما جعله يرفض رفع حالة الطوارئ السارية في البلاد منذ توليه الحكم.
وقد غذى صعود نجم نجله الاصغر جمال القريب من اوساط رجال الاعمال، الشكوك بشأن عملية "توريث" للحكم خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في أيلول(سبتمبر) 2011 ما ادى الى احتجاج المعارضة.
في المقابل فان الانفتاح الاقتصادي الذي تسارعت وتيرته في السنوات الاخيرة اتاح تحقيق طفرة اقتصادية وظهور "ابطال" مصريين في مجال الاتصالات او الانشاءات.
الا ان نحو اربعين بالمائة من 80 مليون مصري ما يزالون يعيشون باقل من دولارين في اليوم وفقا للتقارير الدولية، في وقت تتهم البلاد بانتظام في قضايا فساد.
ولمبارك الذي خضع في آذار(مارس) 2010 لجراحة لاستئصال الحوصلة المرارية في المانيا، ابن اخر هو علاء نجله البكر من زوجته سوزان ثابت "سيدة مصر الأولى" التي يقال ان لها تاثيرا كبيرا على زوجها. ميدانيا دخلت القوات المسلحة أمس ميدان التحرير وقامت بتفكيك خيام كان بها عدد محدود من المعتصمين الذين أعلنت الغالبية العظمى منهم انهاء الاعتصام الاحد.واظهرت صور بثها التلفزيون المصري قوات مترجلة من الجيش والامن وهي تزيل الخيام الموجودة في وسط الميدان.وكانت قرابة 30 حركة وحزبا سياسيا أعلنت الاحد في بيان انها قررت تعليق اعتصامها، الذي استمر ثلاثة اسابيع، خلال شهر رمضان. وقال البيان انه "انطلاقا من اقتناعها بان الاعتصام وسيلة وليس غاية فان الاحزاب السياسية والحركات السياسية قررت تعليق اعتصامها مؤقتا خلال شهر رمضان المعظم". ورغم ذلك بقي بضع عشرات من المعتصمين في ميدان التحرير.وبعد دخول الجيش والشرطة الى الميدان، عادت حركة المرور فيه بعد توقفها لمدة ثلاثة اسابيع بسبب الاعتصام.
الجيش يدخل ميدان التحرير ويفكك خيام المعتصمين
أخبار البلد -