بينما تعمل فرق امانة عمان ببطء شديد على نبش ميدان جمال عبد الناصر "دوار الداخلية" الذي ذاع صيته بعد اعتصام 24 اذار الماضي واعادة تأهيله وزراعته بالاشجار بما لا يسمح لتجمع ثلاثة اشخاص, تحاول الاجهزة الحكومية معرفة موقع الميدان الذي ينوي شباب من حركة 24 اذار تنظيم اعتصام مفتوح فيه يوم الجمعة المقبل او ما بات يعرف باسم اعتصام 15 تموز.
يساور المسؤولين في الدولة قلق كبير من فكرة الاعتصام المفتوح, ويخشى كثيرون من سيناريو أسوأ مما حدث في 25 اذار الماضي, وتقول اوساط مقربة من الحكومة انها لن تسمح ابدا باعتصام مفتوح والتخييم في ساحات عامة. ويحذر هؤلاء من ان الاعتصام المفتوح يعني ان شعاراته ستكون مفتوحة ايضا على كل الاحتمالات ومن غير المستبعد ان يقدم المعتصمون على رفع شعار الثورات العربية الشهير: "الشعب يريد اسقاط النظام " عندها ستكون المواجهة كذلك مفتوحة على سيناريوهات مأساوية تجر البلاد الى صدام اهلي كارثي.
هل يمكن للحركة الاسلامية ان تذهب في المواجهة مع الدولة الى هذا الحد?
نطرح هذا السؤال لان المعطيات المتوفرة تشير الى ان فكرة الاعتصام المفتوح يتبناها شباب الحركة الاسلامية في "24 اذار", ودار حولها جدل طويل مع الاتجاهات اليسارية والقومية الفاعلة في حركة شباب 24 اذار, انتهى الى رفض هذه المجموعات مقترح الاسلاميين, وصدرت مواقف علنية بهذا الخصوص من عدة اطراف, لكن شباب الحركة الاسلامية ظلوا مصممين على الاعتصام, رغم مقاطعة شركائهم.
ثمة شعور لدى الحلفاء التقليديين للحركة الاسلامية انها تسعى لتوظيف اللحظة التاريخية باقصى قدر ممكن, او" ركوب " موجة التغيير كما تتهمها الحكومة للاستئثار بالسلطة مستندة في ذلك على حضورها القوي في الشارع كقوة وحيدة منظمة. وزاد من شعورها في القوة برأي هؤلاء توجه الولايات المتحدة الامريكية لفتح حوار مع الحركات الاسلامية في العالم العربي - "الحركة الاسلامية في الاردن رفضت الدعوة للحوار ووضعت شروطا لقبولها في المستقبل" - مما يؤهلها حسب الرأي نفسه لتكون شريكا مقبولا في الحكم من الجانب الامريكي.
يصعب على اي محلل مستقل ان يسلم بأن الحركة الاسلامية تتبنى رسميا سياسة التصعيد وفق المنطق المذكور, لكن المؤكد ان في اوساط الحركة تيار يحمل هذه القناعة ولا يبالي بنتائج المواجهة مع الدولة ورفع شعارات تخرق السقوف, وهذا ليس حال الحركة الاسلامية فقط, انما تيارات وحركات عديدة في البلاد, غير ان خطورته في حالة الحركة الاسلامية تأتي من كونها الحركة الاكبر والاكثر تنظيما.
ويبدو ان الحركة الاسلامية بدأت تستشعر المخاطر المترتبة على خيار الاعتصام المفتوح, خاصة بعد انفضاض الحلفاء من حولها ورسائل التحذير التي تلقتها من الدولة, اذ تشير آخر المعلومات المتوفرة الى ان قيادات الحركة الشبابية ستعقد غدا اجتماعا لحسم القرار النهائي بشأن اعتصام الجمعة وعلى الطاولة خيارات بديلة من بينها تأجيل الاعتصام, او الاكتفاء بتنظيم اعتصام لعدة ساعات في احدى الساحات العامة.
لكن البلبلة والقلق اللذين تسببهما مثل هذه التطورات ينبغي ان تدفع أصحاب القرار الى تسريع عملية الاصلاح واتخاذ ما يكفي من الاجراءات التي تطمئن الرأي العام بجدية الدولة في التغيير لتنزع بذلك الذرائع من جميع الاطراف, من دون ذلك فأن المواجهة تبقى امرا محتملا في اي وقت وفي اي ميدان وستدفع كل الاطراف تكلفتها ولا الحركة الاسلامية وحدها.
يساور المسؤولين في الدولة قلق كبير من فكرة الاعتصام المفتوح, ويخشى كثيرون من سيناريو أسوأ مما حدث في 25 اذار الماضي, وتقول اوساط مقربة من الحكومة انها لن تسمح ابدا باعتصام مفتوح والتخييم في ساحات عامة. ويحذر هؤلاء من ان الاعتصام المفتوح يعني ان شعاراته ستكون مفتوحة ايضا على كل الاحتمالات ومن غير المستبعد ان يقدم المعتصمون على رفع شعار الثورات العربية الشهير: "الشعب يريد اسقاط النظام " عندها ستكون المواجهة كذلك مفتوحة على سيناريوهات مأساوية تجر البلاد الى صدام اهلي كارثي.
هل يمكن للحركة الاسلامية ان تذهب في المواجهة مع الدولة الى هذا الحد?
نطرح هذا السؤال لان المعطيات المتوفرة تشير الى ان فكرة الاعتصام المفتوح يتبناها شباب الحركة الاسلامية في "24 اذار", ودار حولها جدل طويل مع الاتجاهات اليسارية والقومية الفاعلة في حركة شباب 24 اذار, انتهى الى رفض هذه المجموعات مقترح الاسلاميين, وصدرت مواقف علنية بهذا الخصوص من عدة اطراف, لكن شباب الحركة الاسلامية ظلوا مصممين على الاعتصام, رغم مقاطعة شركائهم.
ثمة شعور لدى الحلفاء التقليديين للحركة الاسلامية انها تسعى لتوظيف اللحظة التاريخية باقصى قدر ممكن, او" ركوب " موجة التغيير كما تتهمها الحكومة للاستئثار بالسلطة مستندة في ذلك على حضورها القوي في الشارع كقوة وحيدة منظمة. وزاد من شعورها في القوة برأي هؤلاء توجه الولايات المتحدة الامريكية لفتح حوار مع الحركات الاسلامية في العالم العربي - "الحركة الاسلامية في الاردن رفضت الدعوة للحوار ووضعت شروطا لقبولها في المستقبل" - مما يؤهلها حسب الرأي نفسه لتكون شريكا مقبولا في الحكم من الجانب الامريكي.
يصعب على اي محلل مستقل ان يسلم بأن الحركة الاسلامية تتبنى رسميا سياسة التصعيد وفق المنطق المذكور, لكن المؤكد ان في اوساط الحركة تيار يحمل هذه القناعة ولا يبالي بنتائج المواجهة مع الدولة ورفع شعارات تخرق السقوف, وهذا ليس حال الحركة الاسلامية فقط, انما تيارات وحركات عديدة في البلاد, غير ان خطورته في حالة الحركة الاسلامية تأتي من كونها الحركة الاكبر والاكثر تنظيما.
ويبدو ان الحركة الاسلامية بدأت تستشعر المخاطر المترتبة على خيار الاعتصام المفتوح, خاصة بعد انفضاض الحلفاء من حولها ورسائل التحذير التي تلقتها من الدولة, اذ تشير آخر المعلومات المتوفرة الى ان قيادات الحركة الشبابية ستعقد غدا اجتماعا لحسم القرار النهائي بشأن اعتصام الجمعة وعلى الطاولة خيارات بديلة من بينها تأجيل الاعتصام, او الاكتفاء بتنظيم اعتصام لعدة ساعات في احدى الساحات العامة.
لكن البلبلة والقلق اللذين تسببهما مثل هذه التطورات ينبغي ان تدفع أصحاب القرار الى تسريع عملية الاصلاح واتخاذ ما يكفي من الاجراءات التي تطمئن الرأي العام بجدية الدولة في التغيير لتنزع بذلك الذرائع من جميع الاطراف, من دون ذلك فأن المواجهة تبقى امرا محتملا في اي وقت وفي اي ميدان وستدفع كل الاطراف تكلفتها ولا الحركة الاسلامية وحدها.