التعديل الحكومي الذي طرق أبواب الأردنيين صباح أمس، بعد أن طال انتظارهم له وأقض مضاجع الكثيرين من "مسنوزرين" أو متابعين للشأن العام والعمل السياسي طيلة أيام وليال خلت... خرج أخيرا من عنق الزجاجة ليحمل آمالا عريضة بالتغيير والإصلاح...
وأنا كأردني... تمنيت كغيري من مئات الآلاف من الأردنيين لو بقينا نحلم بالتعديل أو يراودنا حكم استقالة الحكومة أو إقالتها لكان الأمر ضمن درجات الاحتمال والاستيعاب السياسي الذي نستطيع أن نتماشى معه، ولكن المعركة هكذا حسمت مبكرا وبنتيجة يصعب معها الاحتمال أو امتصاص الصدمة دون الأمل بالتغيير أو الوصول لإصلاح المنشود...
وضمن قراءة سريعة واستطلاع أولي للأسماء التي تضمنتها قائمة التعديل الوزاري فإن الأمر لا يخلو من الاعتقاد الذي يصل حد اليقين عند بعض الأسماء بأن هذا التعديل يبشر في بعض جوانبه بالخير والتفاؤل...
فوزارتي الصحة على سبيل المثال لا الحصر استلمها الطبيب اللواء عبد اللطيف الوريكات مدير الخدمات الطبية الملكية سابقا، وهو رجل يعتد به إذ يمتلك سجلا حافلا بالإنجازات التي تسطر الوفاء والإخلاص للوطن وقيادته بأبهى صورها...
متمنين أن يستمر العطاء و الجهد الوطني المبارك جسرا لتحقيق أمل شعبي كبير بإصلاح دور هذه المؤسسة العريقة في وجودها والرائدة في خدمتها – وزارة الصحة – تحقيقا لرسالتها النبيلة اجتماعيا وخدماتيا وإنسانيا...
ووزارة أخرى عهدت بها الإرادة الملكية شابة تواقة لخدمة الوطن وكلها أمل بالعمل والإنجاز خدمة للمصلحة العامة تلك هي وزارة الإعلام والاتصال التي أنيطت بمعالي عبد الله أبو رمان الذي تدرج في العديد من المناصب الإعلامية المسؤولة الحكومية والخاصة والتي عرفناه فيها شعلة من العمل تتقد أملا وتفاؤلا وحبا للوطن والإنجاز من أجله...
هناك العديد من الملفات العالقة التي تنتظر الأسرة الإعلامية البت فيها وحسمها نهائيا ولعل أولاها تلك الموقعة والمعركة الدائرة كالحرب البارد بين وسائل الإعلام والحكومة والمسماة مدونة السلوك الإعلامية، فقد اغتالت الكثير من جهدنا واستنزفت الكثير الكثير من قوانا وعطائنا ووجودنا دون طائل ومن دون جدوى أو أي عائد يذكر...
لن أكرر ما قلته سابقا وفي العديد من المقالات والحوارات واللقاءات عن ضرر هذه المدونة التي أكاد أقسم أننا أصبحنا بأمس الحاجة لتوقيع ميثاق شرف للتعهد بالعمل الجاد للعمل على إلغائها، وتحقيق مطالب فئة عريضة من فئات المجتمع الأردني ومهنة ذات سيادة باعتبارها السلطة الرابعة...
كلنا أمل وثقة بمستقبل أفضل مستطلعين بعيون الأمل والثقة رموزا بارزة علّها تعيد إلينا ثقة التواصل وجدية العمل والكلمة مرة أخرى!!! وإن غدا لناظره قريب...