رؤيا لا تلهث، ومن الواضح أنها تخوض الماراثون الفضائي بخطوات مدروسة، تمنع عنها التعثّر، وتسمح لها بالتقدّم بثقة، وبالتالي المنافسة والدخول إلى بيوت الأردنيين من الباب، وليس سراً أنّ الأردنيّ ملّ من حالة الإنتظار الطويلة التي جعلته أسير مشاهدة ومتابعة فضائيات غير أردنية.
ورؤيا لا تُمعن في محاولة لفت الأنظار والبهلوانية الإعلانية، فهي تعتمد على برامجها الخاصّة، التي تتحدث عن نفسها، وتصل إلى قلب وعقل المشاهد بسلاسة، وهي تتميّز بمحليّتها، وأردنيتها، وتلتفت للخصوصية الإبداعية عند شبابنا، ولأنها شابة وشبابية فهي مستقبلية، ولعلّ هذا أهم ما في الأمر.
نُحاسب رؤيا، هنا، بمعايير تأخذ عمرها القصير بالإعتبار، فهي مطالبة في النصف الثاني من عامها الأول بملء فراغ اليوم كلّه بالبرامج والمسلسلات والتقارير والوثائقيات ومساحات الترفيه الأردنية، وعدم الإكتفاء ببرنامجين فائقي الجودة، هما: دنيا يا دنيا، ونبض البلد، فالبناء على النجاح هو سرّ الإستمرار، ويبقى أنّ أهم ما تقدّمه رؤيا هو الإعلان الواضح من الشباب الأردني المبدع بالقول: نحن هنا!
رؤيا : نحن هنا!
أخبار البلد -
ليس مهمّتنا أن ننتقد فحسب، بل أن نشجّع النجاح والناجحين ونشدّ على أياديهم، ونشكرهم، والآن، وبعد أن قاربت قناة رؤيا التلفزيونية أن تكمل نصف العام من عمرها، نستطيع القول إنه أصبح لدينا شاشة أردنية خالصة، خاصّة، ناجحة، تستأهل المتابعة، وتستحقّ التشجيع.