هرباً من كل هذا الزيف.. ذهبت صباحاً إلى كهربجي السيارات أصلحت الغماز الأيمن للسيارة، واشتريت كوب قهوة من كشك قريب وجلست على عجلين قديمين كان قد وضعها الكهربجي ككرسي استراحة لأحد صبيانه.. مرّ بالقرب من شارع المدينة الصناعية «بكم» يبيع برتقال دم الزغلول.. اشتريت صندوقاً... ثم أكملت جولتي الصباحية، سمنة وأرز ومونة الأسبوع من علب الفول والخبز الأسمر..كما اشتريت قلادة من القطّين أغراني منظرها عند العطّار وباكيت ميداليات «كمون وليمون».. في بسطة خضار على الشارع الرئيس تذكّرت أن زوجتي تحبّ «الخبيزة» اشتريت لها ثلاث ربطات يانعات..عند الظهيرة عدت الى البيت محمّلاً بالأكياس التموينية، حملت أم العيال معي الأغراض وعندما لمحتْ الخبيزة تطل من الكيس الأبيض فرحت أيّما فرح وأغدقتني بأدعية لو استجيب لنصفها لتجاوزت عن الصراط المستقيم بنجاح..
تكريم المرأة لا يحتاج الى كل هذه المظاهر المتكلّفة والزيف في التعامل والاحتفال...عندما تلف الصينية ليكون الفنجان «المشروم» من نصيبك لا من نصيبها كي لا يجرحها تكون قد احتفل بها.
عندما تؤثر ان تأخذ رغيف الخبز المحروق أو المفلوق وتترك لها الصحيح..هذا التصرف الصامت يغني عن كل ثرثرات الدنيا...
تكريم المرأة الأردنية.. لا يكون بباقات الورد، ولا بالكعب العالي، ولا بعطور الشنايل والديور وشعر تم تشقيره خصيصاً للمناسبة وجدّات متصابيات توارثن التكريم لأنهن من أنسال الذوات او أرامل الذوات او زوجات الذوات.. تكريم المرأة الأردنية يكون بالنظر الى عينيّ أم رائد زعيتر، ام معاذ الكساسبة، وام راشد الزيود، وام سائد المعايطة وكل بطل اردني سكب روحه في قنديل الوطن ليظل متوهّجاً...
قبلة على الأيادي التي ربّت، قبلة على القلوب التي صبرت..شكراً لأنكن أمهات وحسب!.