في فلسطين، هجّر مئات الآلاف من بيوتهم ، خرجت الأمهات مفزوعات وأطفالهن النيام على أكتافهن، آثرن أن يقطعن الماء وظلمة الليل حافيات الا من الأمل.. ولم يصدر من مذياع الإعلام الرسمي سوى قليل من التنديد من الأمم المتحدة وكثير من التشويش بسبب سوء الإرسال..
في العراق ، أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ وأكثر من مليون ونصف يتيم ومثله من النساء الأرامل كان الموت صحراوياً حاراً ومجانياً، كان الموت يزور أطفال العامرية في أسرّتهم، ويدفن الجنود في بساطيرهم وإجازاتهم التي في جيوبهم لم يقضوها بعد ، في العراق صار ينتج النخل رصاصاً ودجلة على اتساعه صار «وحدة دم» زمرة «عربي ناقص»...ومع ذلك خان مجلس الأمن امن العرب، وزوّر الحقيقة ، أبدى انزعاجه لاغتيال الوطن ثم عاد للخطابة المترجمة المتقطعة..
في سوريا ، نصف مليون شهيد ، أكثر من 6 ملايين لاجئ في العالم، أكثر من نصف مليون معتقل، تتكاثر الخيم خلف أسلاك الحدود كما يتكاثر الفطر البري ، ينمو عطشا، يتوالد عطشا، ثم يقطف للتصدير..في البحار جثث مواليد هربوا من صراع البواريد..رسون في بحر الظلمات وعلى صدرهم «تي شيرت» مقدّم من الأمم المتحدة..أمم تموت والأمناء عليها فقط يعبرون عن قلقهم...
أراقب أداء الأمم المتحدة..وأراقب أداء جمعية «كومبيشن أوفر كيلنغ» المسؤولة عن حقوق الحيوان التي أجبرت شركة أميركية تدعى «تايسون فودز» على فصل عشرة عمال لديها لإساءتهم التعامل مع الدجاج في مزرعة تابعة للشركة...
هذا التناقض في الانتفاض لأجل الكرامة «كرامة الحيوان» و»كرامة الإنسان»..يدعونا لأن نتفكر كثيراً إن كنّا أمماً لاحمة أكثر من أننا أمم متحدة...وهل علينا أن نقوم بتركيب 300مليون منقار وعرف وذيل حتى يتعاطف العالم معنا...
أم أن القوقأة أكثر فصاحة من خطابنا العربي المعاصر!!
لا أدري!!
الأمم اللاحمة..
أخبار البلد -
لا أدري ما جدوى وجودنا كعرب تحت مظلة الأمم المتحدة، فأنا أفهم العضوية في جمعية ما أو نقابة أو هيئة يعني «التضامن» والحماية والتـأييد والمحافظة على البقاء والسلامة..نقابة الحلاقين مثلاً تصدر بيانات شديدة اللهجة وتنفذ اعتصامات وتتوقف عن العمل وتحصل على الحقوق فيما لو تعرض أحد أعضائها لظلم أو أذى..ونحن منذ سبعين عاماً ونحن نستهلك الموت النيئ ونتجرّع عصارة الظلم المر ونصدر التشرد واللجوء ولا نسمع الا ولولة مزيفة خلف بابي الجمعية العامة ومجلس الأمن.