ضيق الصدور واختلال المفاهيم

ضيق الصدور واختلال المفاهيم
أخبار البلد -  

بات اللجوء الى القضاء تهمة او عيبا اذا ما تم اللجوء اليه بحق احد الناشطين من قِبل شخصية عامة او شخصية برلمانية , فهل المطلوب ان نعود الى زمن الغابة ويقوم الشخص بارسال موظفيه او افراد عائلته وعشيرته للاعتداء على من يسيء له او يفترض انه اساء اليه , فقد حفلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا بحمّى ضد النائب خليل عطية الذي توعد احد النشطاء باللجوء الى القضاء بعد نشر مادة يرى فيها عطية اساءة له , وهذا سلوك حميد لفض النزاعات فلا احد فوق القضاء والتقاضي سلوك مدني يجب ان نسلكه جميعا لنيل الحقوق وعكس ذلك فنحن نعود الى عصر ما قبل الدولة .
ظاهرة النشطاء وحصانتهم الافتراضية وخاصة الحراكيين منهم او من يفترض في نفسه ذلك تشير الى غاطس مقلق بأنهم فوق النقد وان السحيجة يستهدفونهم باوامر من الدولة او من مرجعيات سياسية , على افتراض ان الشوارع تموج بالحناجر الهادرة رافعة شعاراتهم ومدافعة عن برامجهم لانقاذ البلاد والعباد علما ان معظمهم ينادي بالحرية والديمقراطية وينتقد سلوك الدولة في التراجع عن الحريات وضيق صدرها حيال المعارضين , فهل قدرنا ان نستبدل قيدا بقيد آخر ؟ فالخلاف ليس على نوع القيد بل على التحرر من القيود والجهر بالرأي وفي حال المخالفة او الاساءة فالقضاء فيصل بين الجميع .
سلوك المعارضين الفوقي هو الذي جعل الناس تبتعد عنهم ولا تأنس لرأيهم ولا تثق بشعاراتهم , فمن يخالفهم اما خائن واما مأجور فالباطل لا يأتي المعارضة لا من تحتها ولا من فوقها والغريب ان لحظة جلوس احدهم على المنصب يكون اكثر انغلاقا من المسؤول التقليدي المحسوب على البيروقراطية الرسمية , فالنقد مباح لهم وممنوع على غيرهم لدرجة الاستقواء على الناس بالموت فقد حفلت المواقع ايضا بهجوم على شخص انتقل الى دار الحق بوصفه سحييجا اذاهم كثيرا , فهل هذه اخلاق المجتمع الاردني التي ننادي بها ونحرص على الحفاظ عليها خاصة عندما ننتقد الحكومة على السماح بنشاط ثقافي او فني ؟
ظواهر الانقلاب على ادوات فض النزاعات المدنية والرد على الرأي المخالف اكثر ما يقلق في المجتمع الاردني السائر نحو العنف كما هو الملاحظة , فقد بتنا نخشى ان نضغط على الزامور من اجل ان يتحرك شخص من امام المركبة وهو يتحدث مع صديقه وكذلك بتنا نخشى انتقاد من يغلق باب كراجك او يغلق باب منزلك , وبتنا نخشى ان ننتقد حزبا معارضا او شخصا لديه صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي الذي سرعان ما يستنهض اقاربه او رفاقه لكيل الاف الشتائم لك وبتنا نخشى ان نضع رأينا على صفحاتنا الشخصية خشية قنابل التعليقات التي لا ترحم , فثمة قيود عقلية تحاصر المجتمع بفعل النشطاء والاسماء الوهمية حتى صارت الحكومة واجهزتها اقل ضررا وخطرا منهم فعلى الاقل نعرف الجهة التي تقاضيك او الجهة التي تقوم بالرد عليك .
ابرز سمات المجتمع الحيوي والمدني ان يلجأ الى فض نزاعاته بالطرق القانونية وكذلك استقبال الرأي المخالف باحترام والاجابة عليه بنفس الطريقة , فكل اصحاب المواقف على صواب وكل اصحاب المواقع الرسمية او الادارية على صواب ايضا , فلن تجد مسؤولا في القطاعين العام والخاص يعترف بخطأه وبالتالي بات المجتمع كله على صواب وخسرنا ابرز فرصة لنقل المجتمع الى مراحل متقدمة والى طور جديد يكون فيه الخلاف فرصة لتلاقح الافكار بحثا عن الحقيقة التي نمتلكها جميعا فتراجعنا وسبقنا الاخرون .


 

 
 
شريط الأخبار مدرب النشامى يشيد بمساندة الأميرين علي وهاشم “الهجرة الدولية”: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم أول تشخيص لإصابة يزن النعيمات النشامى يتفوقون ويهزمون العراق .. إلى نصف نهائي كأس العرب الكرك والسلط الأعلى هطولًا .. المنخفض الجوي يرفع الأداء المطري فتح باب التقديم للدورة الأولى من جائزة زياد المناصير للبحث العلمي والابتكار 14.39 مليار دينار قيمة حركات الدفع عبر "إي فواتيركم" خلال 11 شهرا من العام الحالي ولي العهد : كلنا مع النشامى انخفاض قيمة الشيكات المرتجعة 17% حتى نهاية تشرين الثاني خلال أقل من 24 ساعة .. 9 وفيات بحادثي اختناق منفصلين بغاز التدفئة في الهاشمية - الزرقاء تجارة الأردن: ارتفاع الاحتياطيات الأجنبية يؤكد قوة الاقتصاد الوطني جمهور النشامى .. مين بعرف شو احتفالية يزن نعيمات اليوم رح تكون ؟ نفوق سلحفاة كبيرة على شاطئ الغندور في العقبة -صور الأرصاد توضح تفاصيل حالة الطقس لـ3 أيام مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين ينعى الزميل الأستاذ بسام علي الياسين رغم الرسوم الأميركية .. صادرات الأردن تحافظ على زخم قوي في 2025 إخلاء منزل تعرض لانهيار جزئي في الشونة الشمالية الكشف عن بديل توني بلير لرئاسة مجلس السلام في غزة غزة: غرق عشرات المخيمات وانهيارات منازل على وقع خروقات اسرائيلية علاجات منزلية لإزالة قشرة الشعر بطريقة طبيعية وطرق تحضيرها