أردوغان ليس خليفة المسلمين!

أردوغان ليس خليفة المسلمين!
أخبار البلد -  

أردوغان ليس خليفة المسلمين، ولا قائد ثورة، ولا قديسا، ولم يقدم نفسه باعتباره منقذا للمشروع الإسلامي النهضوي، ولم يدع يوما أنه «أخ مسلم» أو تشي غيفارا، وفي الوقت نفسه هو ليس عميلا لإسرائيل، ولم يؤجر مقدرات بلده لأحد، ولم يتنكر لحقوق شعبه في اقتصاد منتعش، وديمقراطية حقيقية، وكبرياء وطني..


محبوه في الداخل التركي يرون فيه رمزا وطنيا، لا أيديولوجيا فقط، انتشل تركيا من آخر السلم في ترتيب الدول اقتصاديا وسياسيا، ووضعها في مصاف الدول المتقدمة، مهيبة الجانب، وأنعش اقتصادهم، وأطلق طاقاتهم الإبداعية، وحد من سلطة العسكر وتغولهم على كل شيء في تركيا، وصحح كثيرا من الأوضاع العامة، ابتداء من النظافة، وصولا إلى جعل بلدهم قبلة للسياح، مرورا بالصناعات الثقيلة، والخفيفة، وما لا يُحصى من خير، شعر به كل مواطن تركي، سواء كان مؤيدا أو معارضا لأردوغان..


كارهوه في تركيا، يرون فيه «دكتاتورا» صغيرا، يسجن طويلي اللسان من الصحفيين، ويلاحق كل من يمسه بسوء منهم، بل يعتقد بعض من يقف على الجانب الآخر من رؤيته الأيديولوجية أنه يريد «أسلمة» تركيا، (بالمناسبة حين اتهمه بوتين بهذه التهمة، سخر منه بمرارة، قائلا له، كيف نؤسلم بلدا 99 في المائة منه مسلمون؟)..


ما لا يختلف عليه أحد في تركيا أو خارجها، أن حكمه كان خيرا لتركيا، ونقلها من حال بائس إلى حال قوي، بمبادئه وحرفيته ودأبه وإصراره على أن تكون تركيا «غير» وقد نجح في ذلك ايما نجاح، لهذا أحبه قومه، وجددوا له البيعة غير مرة في انتخابات ديمقراطية نزيهة وحرة!


اليوم، يعود أردوغان للواجهة، بعد الحديث عن صفقة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو حدث يستثمره أعداؤه في الداخل والخارج، كمن «خان» مبادءه، وخذل «المشروع الإسلامي النهضوي» ويدللون على أنه لم يكن إلا مخادعا، خدع من اعتقد أنه خليفة المسلمين، وهو لم يدع لك، فهو زعيم بلد وليس ثورة، ويسعى لتحقيق مصالحها، في عالم لا يعترف إلا بالمصالح، أنا هنا لا أدافع عنه، فإسرائيل عدوي وعدو أجدادي وأحفادي إلى أبد الآبدين، ولا أرى في أي عملية تطبيع معها غير مباركة لاحتلالها الوحشي لأرضي وشعبي، ولا استطيع أن أستسيغ أي تحقيق لمصالحها إلا باعتباره عملا بغيضا مرفوضا جملة وتفصيلا، ومع هذا كله، علينا أن نقرأ المشهد بواقعية..


أولا: في ذروة تدهور العلاقات السياسية بين تركيا وإسرائيل، لم ينخفض حجم التجارة بين تركيا وإسرائيل بل بالعكس: فقد تضاعف الى 5.6 مليار دولار في السنة. وكما يقول معلق إسرائيلي: «السفن تنقل البضائع وتتوقف في اسرائيل، تنتقل الى الأردن وتحمل البضائع على شاحنات الى العراق. بضائع اسرائيلية تباع بلا مشاكل في الأسواق التركية، والطلب على المعرفة التكنولوجية والخبراء الزراعيين الإسرائيليين يسجل ارتفاعا متواصلا»!

ثانيا: تركيا في أزمة، مع روسيا، والأكراد، والعراق، وداعش، ودوران العجلة، قربها من إسرائيل، كما قرب من قبل دول عربية كبرى، ترفع راية الإسلام والمسلمين، وتركيا ليست دولة الخلافة، ولا امبراطورية آل عثمان، بل وجدت نفسها، كما غيرها، في لقاء مصالح مع المشروع الاستعماري الأول في المنطقة، كما لا ننسى أنها أصلا في حلف الناتو، وهو ما هو في المعيار الأخلاقي!


ثالثا: كل ما يجري الآن، مفاوضات على تنفيذ شروط تركيا للتطبيع مع إسرائيل، وحتى الآن، لم يتفق الطرفان على شيء، باعتراف سميدار بيري الصحفية في يديعوت، حين كتبت مقالا افتتاحيا أمس الأحد قالت فيه: شروط أردوغان للمصالحة لم تتغير منذ قضية مرمرة: ان يعتذر نتنياهو عن القتل والاصابة للمواطنين الاتراك (نتنياهو «أعرب عن أسفه» فقط)، أن تدفع إسرائيل لعائلات قتلى وجرحى مرمرة تعويضات وأن يرفع الحصار عن غزة!


بالمناسبة، ثمة من يلهث وراء إسرائيل بلا ثمن، ولا شروط، ويتنازل عن مصالح أمته وكرامته، مقابل أن ترضى عنه فقط!

 

 
 
شريط الأخبار القوات المسلحة تضع كافة التشكيلات والوحدات على أهبة الاستعداد الأردن يعلن إغلاق أجوائه مؤقتا أمام حركة الطائرات الجيش يدعو المواطنين إلى البقاء في منازلهم بعد إطلاق صواريخ من إيران نحو إسرائيل إيران تقصف إسرائيل بمئات الصواريخ فيديو || الأردنيون يشاهدون من سماء المملكة صواريخ إيران التي هزت إسرائيل... أكثر من 250 صاورخ استهدفت قواعد عسكرية ومناطق حيوية فيديو || 8 وفايات وإصابات خطرة في عمليتيّ إطلاق نار بتل أبيب ويافا... وتحييد منفذيها “حزب الله” يقصف قاعدة عسكرية جوية في ضواحي تل أبيب- (فيديو) هآرتس: هكذا أخرس “ميكروفون الصفدي” كل الإسرائيليين وحكوماتهم من منصة الأمم المتحدة أسعار النفط قفزت بنحو 3 بالمئة بعد تقارير عن استعداد إيران لشن هجوم صاروخي على إسرائيل الحوثيون يحرقون ثلاث سفن أجنبية في ثلاثة بحار... وبيان تفصيلي حسان يفوض صلاحيات لـ 6 وزراء - تفاصيل تأهب في إسرائيل عقب توقع هجوم باليستي من إيران.. والبيت الأبيض يؤكد ويحذر ايران إعادة تشكيل محكمة أمن الدولة - أسماء الجمارك تدعو هؤلاء للامتحان التنافسي - أسماء ماجد غوشة: التوترات الإقليمية والحرب في لبنان وغزة تعمق أزمة العقار وتزيد من قلق المستثمرين ما مصير تيك توك في الأردن حزب الله يستهدف مقر الموساد بتل أبيب بصواريخ فادي 4 هلالات: الحكومة لا تلتفت الى القطاع السياحي بشكل جدي الملك يوجه الحكومة لإقامة طريق جديد يسهل التنقل للمناطق السياحية الملك ينعم على شخصيات عجلونية بميدالية اليوبيل الفضي (أسماء)