«حرب السكاكين»

«حرب السكاكين»
أخبار البلد -  

عريب الرنتاوي

يعترف رئيس الحكومة الإسرائيلية، وبحضور رهط من قادة أجهزته الأمنية، وفي مؤتمر صحفي مكرس لمخاطبة الرأي العام، بأن إسرائيل تتعرض لموجة "إرهاب غير منظم”، لكنه لن يفوّت مناسبة من هذا النوع، من دون إن يوجه أصابع الاتهام إلى السلطة وحماس ودول إقليمية (الأرجح إيران) بتحريض الفلسطينيين على العنف وحقنهم بخطاب الكراهية.

لم يكلف نتنياهو نفسه عناء طرح السؤال عن السبب الرئيس الكامن وراء اندلاع هذه الموجة من "الإرهاب غير المنظم”، فمن الأسهل بالنسبة إليه، الاكتفاء بإلقاء الاتهامات يمنة ويسرة على تحمل مسؤولية المجازفة بطرح الأسئلة ذات الصلة، والتي ستفضح إجاباتها، مسؤولية حكومته بسياساتها الاحتلالية والاستيطانية العدوانية، عن اندلاع "الهبة الشعبية الفلسطينية” الجديدة وما صاحبها من "حرب سكاكين”، تكاد تتحول إلى ظاهرة عصية على الاحتواء.

نحن نوافق نتنياهو على تشخيصه القائل بـ "غير المنظم”، فالأطر الفصائلية الفلسطينية باتت أضيق من أن تستوعب حركة الشعب الفلسطيني وأعجز من أن تؤطر طاقة غضبه ورفضه للسياسات العنصرية الإسرائيلية ... ونضيف إلى تشخصيه للظاهرة، أبعاداً جديدة، أهمها اثنان: الأول، انخراط شابات فلسطين وصباياها في "حرب السكاكين” متجاوزات بذلك، قيود الأعراف والتقاليد والنظرة "النمطية” للنساء وتحديداً لصغيرات السن منهن ... والثاني، تزامن عمليات الطعن بهبّة شعبية تكاد تلامس ضفاف الانتفاضة الثالثة؛ ما ينزع عن هؤلاء "الإرهابيين غير المنظمين” صورة "الذئاب المستوحدة” التي التصقت بالقاعدة وداعش، ويجعل منهم امتداداً عضوياً لحركة شعب بأكمله، يبدي جيلاً بعد جيل، إصراراً نادراً على مواصلة مشوار الحرية والاستقلال... ونضيف إلى هذين البعدين، بعداً ثالثاً لا يقل أهمية، ويتعلق بالاجتياز السريع لشرارات "الهبة” و”حرب السكاكين” للخط الأخضر.

ما الذي يدفع شبان وصبايا "في عمر بعض الورد” لامتشاق أول سكين مطبخ يقع تحت أياديهم، والخروج إلى الشارع لطعن أول جندي أو مجندة، أول مستوطن أو مستوطنة، يصادفهم في طريقهم، مجازفين بأرواحهم وحريتهم الشخصية، ومتحملين عن سابق وعي وإدراك، كافة التبعات المترتبة على عملية كهذه، بما فيها القتل أو الحرق أو الاعتقال لسنوات وربما لعقود طويلة ... ما الذي يدفعهم للمقامرة بالزج بأولياء أمورهم في السجون وتعريض منازل عائلاتهم للتدمير، كما قضت بذلك وتقضي، القوانين والإجراءات الإسرائيلية العقابية، ذات الطبيعة الجماعية، نازية المضمون وعنصرية الطراز؟

أسئلة كهذه، لا تقلق نتنياهو، ولا يبدو أنها مطروحة على جدول أعمال المستويين الأمني والسياسي في إسرائيل، إذ يكتفي هؤلاء بإلقاء اللائمة على "السفاح” محمود عباس أو "الإرهابي” إسماعيل هينة، ولا بأس من توريط "الدولة المارقة” على مبعدة آلاف الكيلومترات، كمدخل إضافي للمضي في الحرب على برنامجها النووي، ورافعة جديدة لاستمرار التنديد لـ "اتفاق فيينا” بشأنه.

إسرائيل تغلق أية نافذة للأمل أو الرهان على المسار السياسي – التفاوضي، تسقط عن سبق الترصد الأمني والإصرار الإيديولوجي فرص قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ... إسرائيل تطلق العنان لغول الاستيطان الذي يبتلع الأرض والحقوق الفلسطينية، وتزرع ما يقرب من ثلاثة أرباع مليون مستوطن في الضفة وعاصمة الدولة الموعودة ... إسرائيل، تواصل انتهاك المقدسات وتهويد المدينة و”أسرلتها” ... إسرائيل تصدر من القوانين والإجراءات، ما يجعلها رسمياً، وبالدليل الثابت والملموس، دولة تمييز عنصري ... إسرائيل تعطي الأوامر لجيشها بإطلاق النار على رماة الحجارة من الفتيان، وتحث مستوطنيها على حمل السلاح والتنقل به واستخدامه، تحت رعاية أجهزتها الأمنية وحمايتها ... إسرائيل تفعل كل ما من شانه تحويل المواطنين الفلسطينيين إلى قنابل موقوتة، ومع ذلك، لا يجد نتنياهو وأركان جهازه الأمني والسياسي، ما يفسر اندلاع الهبة الشعبية وانطلاق "حرب السكاكين”، فيلجؤوا إلى كيل الاتهامات وتوزيعها من دون رقيب أو حسيب.

قبل أيام، كتبنا في هذه الزاوية عن فرص واحتمالات الانتقال من "الهبة” إلى "الانتفاضة” ... قلنا: إن "الشرط الذاتي” الفلسطيني غير متوافر لإدارة عملية الانتقال هذه، لكننا لم نستبعد في الوقت ذاته، أن تفضي العنصرية الاستئصالية الإسرائيلية، إلى "سيناريو الانفجار الشامل” ... يبدو أن الأحداث في الضفة الغربية، تتطور بهذا الاتجاه.

أمام ثورة الغضب التي تجتاح الفلسطينيين في القدس والضفة وانتقالها إلى مناطق 48، حيث سجل أهلوها سرعة قياسية في الاستجابة لنداء القدس والضفة، فضلاً عن فلسطيني القطاع المحاصر والشتات، تبدو السلطة الفلسطينية في وضع مزرٍ للغاية ... فهي من جهة لا تستطيع الاصطدام بثورة الغضب الشعبية تحت طائلة الخشية من أن تتحول ضد السلطة فتجرفها، وهي من جهة لا تستطيع مواكبتها؛ لأنها تخشى من عواقبها، لا على خيارات السلطة التفاوضية والسياسية فحسب، بل وعلى وجود السلطة ذاتها ... لذلك، رأيناها تستعيد على نحو بائس خطاب "ضبط النفس” والالتزام بالخيارات الفاشلة المجربة، وتعمد إلى تكتيك "الرسائل من تحت الطاولة” للجانب الإسرائيلي، وإلى حلفائها، علّهم يقنعون حكومة اليمين واليمين المتطرف، بالنزول عن قمة الشجرة، والتراجع عن بعض الإجراءات والسياسات، لامتصاص الغضب ووقف التدهور والانزلاق صوب خيارات مجهولة.

لا ندري إن كانت السلطة ستنجح في هذا الاختبار أم لا، لكننا على يقين بأن بعض المتغطرسين في أروقة الحكم في إسرائيل، بدأوا يقلقون، بل ويقلقون جداً، فالفلسطينيون غادروا مربع الرتابة ويومياتهم المعتادة، والاحتلال بدأ يصبح مكلفاً بعد أن ظل بلا أية كلفة تذكر، لأكثر من سنوات عشر عجاف.

 
شريط الأخبار سقوط شظية بطول مترين في السلط منفذا عملية يافا طعنا جنديًا واستوليا على سلاحه... وتضارب الأنباء حول عدد القتلى والجرحى إعادة فتح الأجواء الأردنية سقوط شظايا فوق سطح منزل في المفرق بيان صادر عن وزارة الداخلية الأمن العام يدعو المواطنين إلى الابتعاد عن أي جسم غريب والإبلاغ عنه القوات المسلحة تضع كافة التشكيلات والوحدات على أهبة الاستعداد... وتدعو المواطنين للبقاء في المنازل الجيش يدعو المواطنين إلى البقاء في منازلهم بعد إطلاق صواريخ من إيران نحو إسرائيل 200 صاروخ في نصف ساعة.. إيران تضرب إسرائيل والأخيرة تتوعد فيديو || الأردنيون يشاهدون من سماء المملكة صواريخ إيران التي هزت إسرائيل... أكثر من 200 صاورخ استهدفت قواعد عسكرية ومناطق حيوية فيديو || 8 وفايات وإصابات خطرة في عمليتيّ إطلاق نار بتل أبيب ويافا... وتحييد منفذيها “حزب الله” يقصف قاعدة عسكرية جوية في ضواحي تل أبيب- (فيديو) هآرتس: هكذا أخرس “ميكروفون الصفدي” كل الإسرائيليين وحكوماتهم من منصة الأمم المتحدة أسعار النفط قفزت بنحو 3 بالمئة بعد تقارير عن استعداد إيران لشن هجوم صاروخي على إسرائيل الحوثيون يحرقون ثلاث سفن أجنبية في ثلاثة بحار... وبيان تفصيلي حسان يفوض صلاحيات لـ 6 وزراء - تفاصيل تأهب في إسرائيل عقب توقع هجوم باليستي من إيران.. والبيت الأبيض يؤكد ويحذر ايران إعادة تشكيل محكمة أمن الدولة - أسماء الجمارك تدعو هؤلاء للامتحان التنافسي - أسماء ماجد غوشة: التوترات الإقليمية والحرب في لبنان وغزة تعمق أزمة العقار وتزيد من قلق المستثمرين