شيزوفرينيا دينيّة

شيزوفرينيا دينيّة
أخبار البلد -  

لنعترف أنّ لدينا «شيزوفرينيا دينيّة»، وهناك أمثلة عدة على ذلك من بينها ما رواه تاجرٌ صينيّ عن تجّار مسلمين عرب رفضوا دعوته لتناول العشاء، لأنهم غير متيقّنين من أن اللحمَ ذُبح على الطريقة الإسلاميّة. لكنّهم في الوقت نفسه طلبوا من التاجر الصينيّ أن يغيّر «الليبل» الموجود على البضاعة ليصبح «صُنع في ألمانيا» وليس «صُنع في الصين»!

 

 

وتكتظ الذاكرة الشعبيّة بأمثلة عدة تؤكد هذا الواقع، بل ثمة من يقول إن في حوزته ما هو أنكى منها، أبطالها رجال «متديّنون» حجوّا غير مرة، ويزاولون الذهاب إلى المسجد عند كل صلاة، ويؤدّون الفرائض الشرعيّة على خير ما يرام، لكنّ ذلك كله، على ما يستوجب من جهد، لا ينعكس على سلوكياتهم.

 

 

وربما يستدعي ذلك تطوير ما يمكن تسميته «علم نفس الأديان» من أجل اكتشاف «الميكانزمات» التي تخلق هذا الشرخ البيّن بين التعاليم والممارسات، وتكشف المبرّرات التي تجعل، غالبية المسلمين حريصين على أداء فريضة الصوم، مثلاً، مع أنهم لا يصلّون، ولا يؤدّون الزكاة، ولا يغضّون البصر، وربما يفعلون أكثر من ذلك، مع احتفاظهم بـ»الرخصة» الشرعيّة التي تُبيح لهم المساهمة «الفعّالة» في النطق بلسان الفضائل الإسلاميّة، والحثّ على صيانتها من الخدش والأذى!

 

 

وإذا كان الإيمان، «ليس الإيمان بالتمنّي ولا بالتحلّي» كما قال الحسن البصري، ولكنّه «ما وقر في القلب وصدّقه العمل»، فمن شأن ذلك أن يُخرج كثيرين من حيّز الإيمان. ولعل نظرة إلى موسم الحجّ الأخير الذي شارك فيها زهاء مليونيْ مسلم، أنفقوا ما يقارب 8 بلايين دولار، تضعنا أمام السؤال القاسي والمحرج: لماذا، إذاً، يتخلّف المسلمون عن الركب الحضاريّ، ولماذا يقدمون للعالم أبشعَ ما في النّفس الإنسانيّة من شرور، ولماذا لا يتحوّل هؤلاء المليونا إنسان إلى حواريّين ينشرون الخير والعدل والاستقامة في مجتمعاتهم؟

 

 

وربّ قائل إن من يمارسون خلافَ تعاليم الإسلام الحقيقيّة السليمة، هم فئة لا تمثّل الإسلام. لكنّ الوقائعَ الأخرى، التي لا صلة لها بداعش، والقاعدة، وجيش النصرة، وما شاكلها وسار على خطاها الهمجيّة، أشدُّ فداحة. فإحصاءات المنظمات الدولية تشير إلى 250 مليون مسلم فقير، بينهم نحو مئة مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر، ومن ضمن هؤلاء زهاء 40 مليون عربي يعانون من نقص التغذية، أي ما يعادل 13 في المئة من السّكان تقريباً.

 

 

وربما يتعيّن في هذا السياق، التّذكير دائماً، كما فعلنا من قبل، بأن ثروة أصحاب البلايين والملايين من 13 دولة عربيّة تصل مجتمعة إلى 166.07 بليون دولار.

 

 

فلو أن معشر المؤمنين، ممن يطبّقون ما ذكره الحسن البصريّ بخصوص «ما وقر في القلب وصدّقه العمل»، طبّقوا على نحو جوهريّ وخلاّق اﻵية الكريمة: «وفي أموالهم حقٌ معلوم للسائل والمحروم» لجرى القضاءُ على مشكلة الفقر في العالم كلّه. وهنا تتحقق مقاصديّة الأديان واﻷفكار الكبرى، لكنّنا الآن، ولنعترفْ، أضحينا كغثاء السيل، وصدق فينا ما رُوي عن النبيّ الكريم: «توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومِن قلّة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنّكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوّكم المهابة منكم، وليقذفنّ في قلوبكم الوَهَن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوَهَن؟ قال: حبّ الدنيا، وكراهية الموت»!

 
شريط الأخبار سقوط شظية بطول مترين في السلط منفذا عملية يافا طعنا جنديًا واستوليا على سلاحه... وتضارب الأنباء حول عدد القتلى والجرحى إعادة فتح الأجواء الأردنية سقوط شظايا فوق سطح منزل في المفرق بيان صادر عن وزارة الداخلية الأمن العام يدعو المواطنين إلى الابتعاد عن أي جسم غريب والإبلاغ عنه القوات المسلحة تضع كافة التشكيلات والوحدات على أهبة الاستعداد... وتدعو المواطنين للبقاء في المنازل الجيش يدعو المواطنين إلى البقاء في منازلهم بعد إطلاق صواريخ من إيران نحو إسرائيل 200 صاروخ في نصف ساعة.. إيران تضرب إسرائيل والأخيرة تتوعد فيديو || الأردنيون يشاهدون من سماء المملكة صواريخ إيران التي هزت إسرائيل... أكثر من 200 صاورخ استهدفت قواعد عسكرية ومناطق حيوية فيديو || 8 وفايات وإصابات خطرة في عمليتيّ إطلاق نار بتل أبيب ويافا... وتحييد منفذيها “حزب الله” يقصف قاعدة عسكرية جوية في ضواحي تل أبيب- (فيديو) هآرتس: هكذا أخرس “ميكروفون الصفدي” كل الإسرائيليين وحكوماتهم من منصة الأمم المتحدة أسعار النفط قفزت بنحو 3 بالمئة بعد تقارير عن استعداد إيران لشن هجوم صاروخي على إسرائيل الحوثيون يحرقون ثلاث سفن أجنبية في ثلاثة بحار... وبيان تفصيلي حسان يفوض صلاحيات لـ 6 وزراء - تفاصيل تأهب في إسرائيل عقب توقع هجوم باليستي من إيران.. والبيت الأبيض يؤكد ويحذر ايران إعادة تشكيل محكمة أمن الدولة - أسماء الجمارك تدعو هؤلاء للامتحان التنافسي - أسماء ماجد غوشة: التوترات الإقليمية والحرب في لبنان وغزة تعمق أزمة العقار وتزيد من قلق المستثمرين