أخبار البلد - غازي الذيبه
ينطوي ما يعتمل في مناخ التحضير لانتخابات رابطة الكتاب، هرج ومرج، من نوع لا يليق بالكتاب، يحتله الإقصاء، ونزعات اللاهثين وراء كرسي الزعامة في رابطة، لم تعد تعمل وفق ما كانت عليه مسنناتها فيما مضى، وتنام في غيبوبة بعيدة عن الواقع، وغير قادرة على النظر إلى زواياه بفاعلية واحترام.
ويستطيع المتأمل لهذا التحرك المشدود إلى "من معي ومن علي" أن يقرأ خريطة واقع الرابطة، ليرى بأم عينيه، ما آلت إليه حالها من تراجع، هذا باعتراف ممن يروجون لزعامتهم أو لزعامة تياراتهم فيها.
لم تقع الرابطة في الحضيض من قبل، كما وقعت فيه خلال الدورات الانتخابية الأخيرة؛ إذ استحوذ على هيئاتها الإدارية حس الإقصاء وتهميش كل من يقف موقفا سياسيا معارضا لهذه الهيئات، لا موقفا ثقافيا، وجلب حمولات زائدة من أشخاص سويتهم الأدبية متدنية، وليس لهم أي نشاط أدبي رزين، كل هذا لرفع سوية هذه الهيئات التي تتحوصل داخل تيارات، يغلب عليها السياسي الثقافي، ليكونوا مجرد أصوات انتخابية، الى جانب ضعف الأنشطة، والتهافت على تبني مواقف سياسية لا تصلح لأن تتبناها مؤسسة ثقافية جامعة لتيارات وأفكار مختلفة، لا جامعة لقطيع أغنام.
لقد تحولت الرابطة إلى مناسبة للتندر لدى كثيرين من أعضائها وغيرهم ممن يراقبون تردي الواقع الثقافي، وأصبح التفاعل معها مسكونا بالحذر مما قد ترتكبه من مواقف سياسية غير رصينة، أو تحضر له من مهرجانات ومناسبات وأنشطة، محسوبة على فئات بعينها، أو يشوبها خلل تنظيمي. وهذا الحال، بدأ ينعكس بوضوح وجلاء على جملة التحالفات المعقدة فيها قبيل الانتخابات، والتي يذهب أبطالها نحو التصالح من أجل الوصول لزعامتها "بأي ثمن"، ما يعني أن مصلحة الرابطة وأعضائها ممن يلعبون في الساحة، ليست بذي بال.
أما مربط الفرس، فإن ما يتطلع إليه كل من يشتاق لاستعادة مكانة الرابطة مجتمعيا ونقابيا، هو إصلاحها، إذ كيف يمكننا مطالبة الحكومة بالإصلاح، ونحن لا نستطيع إصلاح رابطتنا التي يعشش فيها الخراب؟
ولعل استباق الانتخابات بعقد مؤتمر لأعضاء الرابطة يناقش: (1) الواقع الثقافي المحلي والنهوض به، و(2) تشكيل لجنة طوارئ تدير الرابطة لإصلاحها، و(3) التحضير لانتخابات سوية بعد تنظيف الرابطة من حمولتها الزائدة عبر تعديل نظامها الداخلي، حل يمنح هذه المؤسسة التي فقدت بريقها، خطوة أولى نحو التغيير والتقدم للأمام، لتمثل الكتاب ولتكون معبرا عن كيانيتهم.