اخبار البلد- منذ ثلاثة أشهر وهناك تحريض واضح وتغييب للعقلانية ، يمارس من قبل المشحونين من تونس ومصر، حالة هيجان سياسية لا تهدف سوى إلى توتير الشارع و أدت إلى انفجار يوم 25 آذار ومع أن هؤلاء الإعلاميون والسياسيون شاهدوا ما حدث بفعل تصريحاتهم وسقف طلباتهم الخيالي إلا أنهم ما زالوا مستمرين.رافضين الاحتكام إلى طرق الحوار السليم وتهدئة الشارع.
يرفضون رمي الحجارة، والبلطجة، وهذا لا يقبله أصلا كل المجتمع الأردني، ولكن يجب ان يتوقف التحريض السياسي والإعلامي، ويضع كل شخص ميزان لحجمه الطبيعي، فوالله جيفارا نفسه تواضع أمام ثوارنا الجدد، حينما تشاهد شاب يهدد جهاز المخابرات، ولا تعجبه حكومة ولا نواب، ويعطي الدولة فترة زمنية، ويدعوا شيوخ العشائر للانضمام له.
فمن المؤكد أن هذا استفزاز لمن لم يعد يطيق هذا الحال.المعارضة الأردنية الطارئة تمارس ما انتقدت به غيرها، فقد أعلنت الأردن حالة طوارئ ، مسيرات، مهرجانات، بيانات كل "عشرة في بيان" ولولا الهزة التي حدثت في 25 آذار لحتل دوار الداخلية، وتحول لكوفي شوب "للراب" ، والتنزه مثلما شاهدنا، من يصطحب والده المسن وأمه المسنة ، وأطفاله ولا اعرف هل هؤلاء لا يفرقون بين مكان اعتصام أم منتزه أم مستوصف.
وليت الأمر توقف عند هذا، فأي رأي تواجهه بهم يكيلون إليك التهم، وأنك تدعم البلطجية، وتدافع عن الفساد، وتحرض على قمع الحريات، وتابع للمخابرات، وجبان ، وبإمكان أي شخص أن يقرا مقال لهم او يشاهد صفحة للفيس بوك ليخرج بقاموس من الشتائم، التي تختلف عن مسرحيات الوداعة والسلمية التي تعرض بالظاهر.
التحريض الذي يستعمله البعض اليوم هو الذي يخرج الشباب إلى الشوارع، للاعتصام دون إدراك لصعوبة مطالبهم، ومن وضعوا أنفسهم ناطقين عليهم فقط أن يقدموا هذا كمطالب وهذا حقهم وليس كشروط، لا لاستعمال لغة القوة والتهديد فهذا جلب لنا ولهم العنف الذي حصل، فهناك من يتقن لغة الكلام والوعيد وحكاية الفساد من الفوسفات الى البوتاس و امنية وغيرها، وهناك من قابله ليس دفاعا عن الفساد أو محاربة في الإصلاح بل شعر أن الأمر صار تخريب وتهديد ووعيد فتحدث بلغة الحجارة.
استغرب كيف يسمحون لأنفسهم بالتظاهر لنفس الأسباب بينما، يحرمون هذا على غيرهم، وصار من الواضح أن خروج مسيرة تأييد لأجل إصلاح عقلاني ، ويعتبرونها لعبة أمنية، وطبعا هذا نتاج سبب واحد أن مسيرة تأييد واحدة تقدم عشرة أضعاف مسيرات المعارضة التي تجاهر بتحديد صلاحيات الملك، ومن ثم تدعي حبه .
منذ الأحداث المؤسفة مساء 25 آذار والتحريض مستمر ، من جميع الجهات، وانتقلنا من حرب الاعتصام والحجارة إلى التوجيه المبطن ، والبحث عن من رمى الحجارة ومن حرض 24 آذار على الاعتصام وكل هذا يبعدنا عن الإصلاح السياسي ويقربنا من مصادمات جديدة.
ماذا ستخسر كل قوى المعارضة من 24 اذار الى 33 شباط لو صبرنا حتى انتهاء ثلاثة أشهر، ونترك الشارع الأردني يعيش بهدوء ، ونرتاح من هذا التوتر ، الذي أرهقنا ونحن نتابعه، وأرهق الأجهزة الأمنية ، وحتى أرهقهم هم، وفي حال لم نقتنع بما ستقدمه لجنة الحوار الوطني سننزل مع كل المعارضة لنطالب بإسقاط الحكومة ولجنة الحوار.
البلطجة السياسية وتخوين الأخر وتجريم مسيراته ومنع حتى إبداء ولائه ، يعتبر بلطجة سياسية ، واستفزاز، يؤدي إلى هياج شعبي ضد كل هذا التصعيد ، وتحويل الوطن إلى أسلوب لم نقبله ومن يدفع ثمنه هم السياسيون، الذي يرفعون شعار السلم ويلغمه بألف جملة ومطلب.
كلنا نعاني من الفساد والمديونية، ولكن هذا لا يتم عبر إعلان حالة مسيرات دائمة، فالسياحة شبه مدمرة، وكذلك التسوق، والاستثمار، وكل هذا نتاج حالة الخوف والتصعيد وقريبا ستزيد حجم المديونية كثيرا وبدل علاج الأمر سيحدث انهيار اقتصادي وكما قال القذافي لن ينفعها وقتها الندم.
Omar_shaheen78@yahoo.com