هل ما جرى فعلا ضد شبان 24 آذار ومؤازريهم في ميدان جمال عبدالناصر فزعة لرأي آخر غيور على العرش والاردن أم أقنعة لخطاب التحالف الكريه بين الفاسدين ورجال البزنس والعمولات من تحت الطاولة وفوقها, وبين الذين أدمنوا التغول على السلطات الثلاث معا وصاروا »شبكة عنقودية« داخل الدولة ونسخة عن النظام الرسمي العربي من المحيط الى الخليج يستلهمون الخطاب نفسه والاقنعة نفسها.
الازاحة - التجييش- الدمج:-
1- الازاحة بصرف الانتباه عن القضايا العامة التي تطالب بها الطبقات الشعبية والقوى السياسية مثل الاصلاحات الدستورية والديمقراطية ومكافحة الفساد وبناء الحكومات والبرلمانات وفق قوانين ديمقراطية.
2- التجييش الاقليمي او الطائفي او القبلي »الاردن - البحرين - اليمن وليبيا«.
3- دمج المغفلين والموتورين في الخطاب الرسمي وتصوير الحراك الشعبي كحراك لطامعين في السلطة وعملاء لأجندة خارجية رغم انهم هم الاكثر تمسكا بالسلطة وطمعا في مغانمها والاكثر ارتباطا بالاجندة الخارجية ... ولم يكن الاردن استثناء من الحالة العربية.
ففي كل مرة تحرك فيها الاردنيون من اجل قضايا مطلبية تتعلق بالفساد وانهيار الطبقة الوسطى وتردي الاحوال المعيشية وهيمنة المافيات ورجال البنك الدولي, سرعان ما تحالف الفاسدون والنهابون والسماسرة مع قوى نافذة في الدولة والتفوا على هذه المطالب على طريقة الإزاحة وصرف الانتباه عنها الى إثارة اشكال من التجييش والفتنة الاقليمية ولمن لا يتذكر فقد تركز الحراك المطلبي في قطاعات »شرق اردنية« سواء عمالية او معلمين وغيرهم ممن كانوا يوصفون بأنهم القاعدة الاجتماعية للدولة .. بل ان كل الانتفاضات الشعبية منذ نيسان 1989 اندلعت في مناطق »شرق اردنية« ...
اما المطالب السياسية وفي مقدمتها الملكية الدستورية فقد تبلورت في اوساط »شرق اردنية ايضا« مثل ملحم التل وليث شبيلات وارحيل غرايبة ونبيل الكوفحي ونمر العساف ... وخوفا على مصالحهم تحالف الفاسدون مع القوى النافذة للالتفاف على هذه المطالب, واستخدموا »الولاء المفرط« للعرش كغطاء للدفاع عن فسادهم كما استخدموا تكتيك الإزاحة الكريه نفسه, وهو صرف الانتباه عن استحقاقات الاصلاح السياسي نحو تجييش اقليمي اخذ اشكالا خطرة للغاية قد تحول تكتيك حافة الهاوية الى الهاوية نفسها.0