عمر شاهين يكتب : يكفي مبالغة وتهويل ل 24 آذار فهي ليست من شروط الإسلام
- الخميس-2011-03-30 23:47:00 |
أخبار البلد -
أخبار البلد- ثمة فرق كبير بين التعاطف مع ما حدث لشباب 24 آذار ،من ضرب حجارة وشتائم بذيئة، واتهامهم بألفاظ إقليمية،وهذا ما استنكره حتى جلالة الملك نفسه...واعتبر اعتداءا وتقصيرا امنيا، هذا إن أردنا تجاوز الرواية الأمنية التي قالت إنها تصرفت هذا بعد توافد الآلاف للهجوم على المعتصمين، وبين التهويل بمحاولة صناعة المعتصمين أبطال أسطوريين، وتقسيم الأردن إلى 24 آذار وغيرهم، وشطب تاريخ المعارضة السياسية الأردنية، وكأنها ابتدأت منذ عصر يوم الجمعة.
بصراحة لم يتبق عند بعض الإعلاميين، إلا أن يضعوا ما حدث من شروط الإيمان،والإسلام ، وأن من لا يؤمن بحركة 24 آذار ناقص الإيمان، وكأن الأردن كان يخلوا من أي حراك أو مطلب سياسي، أو أن يصنعوا من جوار الداخلية ما يشبه الكعبة المشرفة، أو مغطس التعميد، ولا ادري صدقا عن الأسباب الخفية لهذه المبالغة، فقد سبق 24 ثلاثة أشهر من المسيرات، ومئات البيانات، والشعارات والمطالب الإصلاحية ، والتي لم تبدأ كذلك منذ أحداث تونس بل منذ استقلال الأردن، فلما هذا التعظيم لشباب عارضوا واعتصموا وابعدوا. مع رفضنا للنهاية المساوية وأسلوب الضرب والعنف . وهل علي اليوم إعادة طباعة مقالاتي والجلوس لليلة أسفل جسر الداخلية مع المبيت حتى أصنف معارضا ورافضا للفساد ومواطن أردني صالح وغير بلطجي.
في المقابل لا يجوز زيادة التحريض على الشباب ، بل تقبلهم بكل شكل طبيعي، فالتعامل السيئ الذي تم الجمعة لا يجوز أن يتكرر أو لنقول يؤجج، الخلاف كان على المبيت، أما إذ استمر الشباب بطرق مقبولة قانونيا فلا يجوز أن يصنف أي طرف نفسه ضدا لهم ، ويسعى للتحريض عليهم ، فنجن نريد ساحة للحوار وليس للاعتصام، مع إصراري على سؤال واحد لماذا تتكرر المسيرات بنفس المطالب، وما دام كل ما طلبوه يتم العمل لحلة، هل للإصلاح حقا يخرجون أم فقط للتظاهر بالشارع,
ومع ذلك من حق الشباب أن يعتصموا ويتابعوا مشوارهم السياسي ، مع مراعاة اختيار مكان ووقت مناسب ، والإفصاح بشكل علني عن أسمائهم، فالركون على عدد المعجبين بصفحة الفيس بوك حتى لو وصلت لعدد مليون مشارك ، وليس 26 ألف لا يعد إظهار للهوية، وان وصل عددهم إلى هذا الذي يظهر في صفحتهم في الفيس بوك فليؤسسوا حزبا، ويخوضوا انتخابات قادمة، فنحن بأمس الحاجة إلى نواب وحزبيين شباب، وهذا سيظهر جدية العمل لا أن نتعامل مع خيالات ، واستعراض لا نعرف عدده الحقيقي من متعاطف إلى متحمس و متفرج .
في العامين الأخيرين استخدم الدرك العنف المفرط ضد مئات المشاجرات العشائرية، وفرق عدة اعتصامات سياسية، ورميت الحجارة إثر خلافات وحرقت بيوت، وضرب أناس،في خلافات جامعية، ومشاجرات، ولكن لم نجد هذا التهويل الذي يمارس حاليا، وأنا بكل صراحة أقولها لست معنيا لا برفض أو قبول هذه الحركة أو الدعوة ولا أجد أي تميز بها سوى أنها وضعت النقاط على الحروف لحالة تسيب استغلت في الأشهر الأخيرة، بحيث صرنا وطن الثورة في كل يوم اعتصامات ومسيرات وبيانات.
هذا التجمع الذي بدا ظهيرة الخمس غير متراكب، أو متوحد سياسيا، وبدا الخلاف في نفس اليوم على تقسيم المقاعد ، حسب قواعد الكثافة السكانية وهذا يدل أنهم غير متفاهمين أصلا على الملكية الدستورية،أو معناها، ولا يدرون كيف التقسيم كان في عام 1952، وفي ظهر اليوم التالي نشأ الخلاف، حول توجه الإخوان المسلمين إلى مسجد الكالوتي، وقبل كتابة المقال قرأنا أن حركة جايين اختلفت مع الشباب حول علاقتهم بالإخوان المسلمين، تخيلوا كم انقسام حدث خلال أسبوع واحد ولم يتم بعد حصاد أي مكسب للشباب.
يظهر بوضوح مبالغة كبيرة في الحركة وما نتج عنها، وأكثر من يقوم بهذا الإعلاميون والسياسيون الذين ركبوا الموجة واليوم شعروا بخيبة أمل، كبيرة حينما لم يظهروا كأبطال ميدان الداخلية، ولم ينالوا سوى تصفيق لمدة ساعات قليلة. وما زال هؤلاء يمارسون التحريض وتأجيج الأحداث والكتابة بشكل يومي، بل واستخدموا شعار كلنا "خيري جميل " ليصروا على ان المرحوم قتل مع تقرير الطب الشرعي اثبت انه مات بذبحة صدرية ، ومع ذلك فهذا استمرار لمسلسل التقليد للثورة المصرية.
يصر البعض على صناعة شيء وهمي بأن ما حدث تاريخي، وهنا أسال ماذا طلب الشباب أكثر مما قيل مئات المرات من محاربة الفساد، إلى أن وصلوا إلى تحديد صلاحيات الملك، واستغرب الكثير من الكتاب والسياسيين الذين كتبوا بعد مضاعفة الأحداث بجملة " ذهبت لاتفرج" ويبدوا في التقسيم العمري أن ما حدث اعتصام الداخلية ليس شبابيا كما قيل، إذا حسب أوسط العمر، بيل محاولة لزج انه كان اعتصاما شبابيا فقط.
حتى بعد ظهور ممثلي الحركة قرأت ثلاثة بيانات ، وأسف أن أقول أنها مطالب متناقضة ، وعاطفية، وتفقد لأي جديد وقالها زعمائهم السياسيين، ولا ننكر هنا حق الاعتراض أو التعبير ، ولكن ما حدث لم يكن اعتصاما سلميا كما قيل، فحينما يختار ذلك المكان وتحدد الشروط وإلا البقاء فهذه لغة تحدي ، وحينما يصرخ الشباب "وين رجالك يا رقاد" فهذا طلب للتحدي، وإظهار موازين القوى، وحينما بتم التبرع بثلاثة آلاف دينار في أول ليلة لم يعد الأمر حسن النية، بل ويظهر شاب قيادي من حزب الجبهة في جمع المؤتمرات الصحافية،وتنفي الجبهة أي علاقة بها ومن ثم يقال إن ما حدث سلميا.
لست خائفا من إن أضع بقائمة سواد لما قد يصدر بأعداء الدوار، ولا أن ينقل احد مقالتي إلى الفيس بوك وتنشر أسفله الشتائم ،والتهم ولكني إصر على إن ما حدث درسا كبيرا للشباب أنفسهم، بأنهم أخذوا درسا عمليا بالا يكونوا واجهات ، لغيرهم، ويفهموا خبث الحركات السياسية التي تستغل حماسهم وغيرتهم على الوطن.
الوضع الاقتصادي خطير جدا، ويحتاج إلى عمل إصلاحي لا يؤثر على الحركة التجارية والاستثمارية ، لا نريد أن نزيد الوضع سوءا، لا يمكن أن تستوعب الأردن آلاف الاعتصامات، ولا يجوز أن يجتمع كل أربعين شخصا ويصدروا بيانا واعتصاما، هذه فوضى ليست بخلاقة، ونتاجها سيعود بالضرر علينا جميعا.
Omar_shaheen78@yahoo.com