رأى الخبير الاستراتيجي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ببريطانيا، توبي دودج، أن الانسحاب اﻷمريكي من دول الخليج العربي أدى إلى نشوب الحرب الباردة في منطقة الشرق الأوسط وصعود تنظيم الدولة الإسلامية (المعروف إعلاميا باسم "داعش").
وأوضح دودج، بحسب صحيفة "وورلد تريبيون" اﻷمريكية، أن قرار واشنطن بتقليص التزاماتها حيال الشرق الأوسط، لاسيما في دول الخليج، خلق فراغا كبيرا في المنطقة سعت التنظيمات المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة إلى ملئه.
وأضاف دودج: "إن إعادة تقويم الولايات المتحدة لسلطاتها في المنطقة كانت أبرز نتائج الربيع العربي، ويعتبر حد واشنطن من التزاماتها في المنطقة قرارا واعيا وصريحا".
وذكر دودج، الخبير المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن انسحاب واشنطن دفع بعض الدول مثل إيران وقطر والسعودية والإمارات إلى لعب أدوارا في المنطقة، مشيرا إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي متورطة في الحرب الباردة الإقليمية التي استخدمت وكلائها من الإسلاميين.
وأردف الخبير البريطاني قائلا: "في إحدى الجهات تستخدم إيران والسعودية والإمارات أموالها لشراء وكلاء في الدول المنافسة وتستغل الفصائل المنفورة داخل مجتمعات منافسيها"، مؤكدا "هذه ليست حربا ساخنة، إنها حرب باردة يتم استخدام الوكلاء فيها لتقويض الحكومات المنافسة".
ولفت دودج إلى أنه لم يكن يتصور أي تدخل أمريكي كبير لوقف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا، كما أنه لم يكن يتوقع أن تنهي واشنطن أيضا وجودها العسكري في البحرين، بما في ذلك الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية.
وتابع دودج: "هذا لا يعني سحب الأسطول الخامس من المنطقة، وهذا لن يحدث، لكن من خلال التأكد من أن الأسطول لن يشارك في النشر النشط للقوات".
وقال إميل الحكيم، خبير آخر في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: إن تنظيم داعش كان يوسع نفوذه في جميع أنحاء الخليج، موضحا أن البحرين كان يمكن أن تتعرض للتهديد.
واختتم الحكيم بالقول: "تواجه البحرين – مثل أي دولة خليجية أخرى – آثار صعود تنظيم داعش، إن دول الخليج بشكل كامل غير راضية عن صعود داعش، ومثلما ظن البعض أن الحرب السورية لن تكون طويلة، ظن هؤلاء البعض أن تنظيم داعش يسهل دحره".