بقلم - سيف بن ذي يزن
أخبار البلد - أكثر من ملف أسود أداري ومالي بالمؤسسة يفتح الباب أمام كثير من التساؤلات عن حقيقة ما يجري هناك ب"ام الحيران " ، فالمؤسسة الاكثر أهمية بالاعلام الرسمي تحولت الى جزر تتحكم بها قوى العبث ، وتدار بعقلية التنفيع والمحسوبية و الشللية .
أكثر من 200 شخصاً من خارج المؤسسة يعملون على نظام المكافأة المالية ، فاتورتهم تشغيلهم السنوية تتجاوز مليون دينار "رقم تقريبي " ، وفرق أخرى دخلت المؤسسة تحت ذريعة التعاون و الشراكة بانتاج برامج تلفزيونية ، اغلبها يكتس بطابع واحد ، وهو حواري يقتنص شخصيات أقتصادية و سياسية تهوى الاعلام ، و لا تردد في دفع أموال تحت الطاولة مقابل الظهور على شاشة التلفزيون الاردني .
هذا اللون الاعلامي أصبح يسيطر على مفاصل الادارة البرامجية لتلفزيون ، وبعض ما يروى من حكايات عن أستسهال في انتاج هذه البرامج و الترويج لها ، و أستغلالها لمقاصد ومنافع ذاتية بحتة ،تقشعر لها الضمائر المسؤولة و الحية أن وجدت بطبيعة الحال .
أدارة التلفزيون تركت الباب مشرعا على مصراعيه لمجموعة لا تعرف ما هو تصنفيها المهني أعلاميين أم منتجين أم تجار أعلام توصفيات حائرة ، ولادة الفضائح في المؤسسة الاعلامية الرسمية الاولى غير منقطع و غير قابل للتوقف ، أنها مغارة "على بابا " بلد الغرائب ، يجري عبرها ممارسة كل المحاذير ، أعتداء على هيبة المؤسسة و انفاق غير رشيد و لا عاقل للمال العام .
الاذاعة و التلفزيون صارت "أقطاعية اعلامية " تدار بالعصا ، و خراجها و لا يعرف طريقا قانونيا الى مصافي خزينة المؤسسة ، اعتداء على كل أصول الرقابة المالية و المحاسبية ، و تلاعب مكشوف و استغلال لرمزية المؤسسة و هبيتها التي تكسرت وضاعت أمام غوايات أدارة مترددة و محبطة .
ما يروى من قصص فاضحة في مؤسسة الاذاعة و التلفزيون يفضح أن حالها بات اليوم يرثى له ، جزر متقاطعة تتحكم بالمؤسسة ، و جيش موظفيها الذين يقارب تعدادهم 3 الاف موظفاً وعاملاً ، يجنحون تحت كبوة البطالة المقنعة و فلتان جماعي منظم ... سياسة أدارية و أعلامية أفضت الى أفلاس المؤسسة من أي قيمةأو دور أعلامي وطني "محلي " .
جيش موظفي المؤسسة يحرمون من حقوقهم الطبيعية : العلاوة و الزائدة السنوية وامتيازات أخرى ، و يذهب سيل من الاموال للانفاق على فرق العمل "الاضافي " بالمكافأة ، واقع أداري محير ، لا يعلم لمصلحة من يكرس هذا النهج .. علما بان هناك المئات من الكفاءات الاعلامية في المؤسسةمحرومة من أي دور وظيفي ذو قيمة ، و ممنوعة من الاقتراب من دوائر القرار وطبخة البرامج
الاذاعية و التلفزيونية .
الاذاعة و التلفزيون مصابه بمرض عضال أفشلت كل محاولات بناء أعلام وطني ، بقاء هذا الحال يهدد مصير مؤسسة الاذاعة و التلفزيون بالاخطار ، وسط أكثر من تحدي أعلامي منافس محليا وأقليميا ، تمضى المؤسسة على أنتاج " رتابة على رتابة .. اخفاق على أخفاق .. تعيد انتاج تراكم من الازمات و لا بدائل تطرح في الافق لحلها ، و لربما أن هاوية المرض تتفجر بجسد المؤسسة أن أديرت القناة الثالثة الجديدة على ذات المنوال .
وللحديث بقية ...