مع أن الدكتور خالد طوقان رجل علمي، يحمل شهادة دكتوراة في الهندسة النووية مع تخصص فرعي في سياسات الطاقة، الا انه ابن شرعي للثقافة العربية التي تلجأ الى المبالغات والتهويل من أجل تمرير قضية مختلف عليها.
طوقان نقل بُشرى للشعب الاردني بوجود اليورانيوم بكميات كبيرة في الاردن، وانه خلال العشر سنوات المقبلة سوف تأتي دول العالم، ومن بينها الدول النفطية لطرق باب الاردن لاستيراد اليورانيوم.
لم يكتف فقط بالبشرى بكميات اليورانيوم، بل حاول تسييسها ــ مع ان الدولة الاردنية لا تحب التسييس ــ وحاول البحث عن التكسب الشعبي بأن "اسرائيل تعمل على إعاقة المشروع النووي الأردني لأنها لا تريد للقرار السياسي الأردني أن يكون في دائرة الاستقلال الحقيقي".
كلام طوقان الترويجي عن اليورانيوم والنووي، لا يختلف عنه لترويج الصخر الزيتي الموجود في الاردن الذي يفي حاجتنا لاكثر من 1200 عام، ولا عنه للخطط الاقتصادية، والخطاب الرسمي الذي يتفاخر بالانجازات والتحسن الاقتصادي، ولا عن اللجان التي تقدم تصورات للسنوات العشر المقبلة، مع ان ابا مشهور في عيرا، وام صالح في خرجا، وابا درويش في مخيم الحسين، وميسون خريجة جامعة مؤتة ــ قبل اربع سنوات ــ لا تزال تنتظر التعيين، لا يلمسون اي تحسن في حياتهم المعيشية، بل بالعكس يشعرون بضغوط اكثر، ويشدون احزمتهم حتى وصلت الى العظم.
صديق "العرب اليوم" الذكي مأمون العلاونة بعث التعليق التالي على مناقشات موضوع الطاقة امس في البرلمان فيه من الحكمة لعل صناع القرار يجيبون عليه:
"يقولون مفاعلان نوويان بتكلفة 10 مليارات تنتج 2000 ميغاواط، بينما 4 محطات صخر زيتي بتكلفة 8 مليارات تنتج أيضا 2000 ميغا واط.
فلماذا لا يريدون توفير 2 مليار؟ حسب تصريحات سابقة للحكومة نفسها: الفترة اللازمة لبدء إنتاج الكهرباء من الصخر الزيتي 3 سنوات – حسب الاتفاقية مع الشركة الأستونيــــــة لإنتاج 450 ميغاواط سنة 2018 لن ترتب أي أعباء مالية أو ديون على الحكومـــــة.
الفترة اللازمة لإنتاج الكهرباء من المفاعلات النووية 8 – 10 سنوات حسب الاتفاقية مع الشركة الروسية التي ترتب على الحكومة 5 مليارات دينار إضافة الى ديوننا العتيدة.
ثم إن التكلفة التشغيلية للمفاعل النووي أعلى بكثير من تكلفة تشغيل محطة الصخر الزيتي…
ناهيك عن العوامل البيئية التي هي أيضا لمصلحة الزيتي ضد النووي. أفلا تعقلون ؟.