أخبار البلد - اسامه الرنتيسي
اذا بقيت لغة الحوار المتشددة بين وزارة التربية ونقابة المعلمين بالطريقة التي يتم التعامل فيها مع اضراب المعلمين، فنحن امام ازمة مفتوحة قد تذهب الى مديات اخرى، لا احد يتمنى ان نصل اليها.
على الرغم من دخول الوساطة النيابية على الازمة منذ ايامها الاولى، المتمثلة بالجهود الكبيرة التي بذلها رئيس المجلس عاطف الطراونة والنائبان خليل عطية ومحمد القطاطشة ونواب آخرون، فالازمة لا تزال تراوح مكانها، لا بل؛ تتعقد أكثر فأكثر، وتضيع الايام على طلابنا الملتزم معلموهم بالاضراب.
الخطاب التهديدي الذي يمارسه وزير التربية، خاصة الذي جاء على شاشة التلفزيون الاردني مساء الاثنين، لا يمكن ان يحقق شيئا في سبيل حل الازمة المفتوحة، كما ان الخطاب الفوقي الذي يمارسه اعضاء مجلس النقابة، لا يمكن ان يصل بالازمة الى منطقة آمنة من المفترض ان تمهد لاتفاق الطرفين.
كما لا ينفع الخطاب الاعلامي التحشيدي، ولا الخطاب الدعوي من قبل دائرة الافتاء، والفتوى التي صدرت بحق الموظف الغائب عن عمله، لانها تتناقض مع مواد الدستور الذي سمح بحق الاضراب، والمعلم المضرب عن العمل، هو على رأس عمله بالقانون، ولا يمكن محاسبته.
الطرفان، صعدا على الشجرة، وحتى لو كان هناك رفض مجتمعي لاضراب المعلمين، وهو كذلك، وهذا ما نسمعه من اولياء الامور، فإن مجلس النقابة مصمم على ادامة الازمة، ولا يريد الا تحقيق مطالبه كاملة.
مطالب المعلمين الرئيسية تحقق منها 90 %، وبقي المطلب المالي المباشر في علاوة الطبشورة، لكن لن يتراجع مجلس النقابة عن قراره حتى لو كانت قناعة الجميع، نعم الجميع، بأن الاوضاع المالية للدولة لا تسمح باية زيادات على رواتب اية فئة من الموظفين مهما قل عددها، فكيف بجيش المعلمين؟.
بصريح العبارة، بما ان الجميع يعرفون ان إضراب المعلمين ينطوي في اعماقه على بعد سياسي حزبي، ومناكفة ابعد من وزارة التربية والتعليم، فنحتاج الان الى حوار صريح مع رأس النبع، ورأس النبع للنقابة معروف، وجالس ينتظر النتائج في مكتبه في العبدلي.
من دون انتظار مراحل عض الاصابع، ومن يصمد اكثر، والتهديد العلني والمبطن، من طرفي الخلاف، فالذي يدفع الثمن مباشرة، هم ابناؤنا، والعملية التعليمية المترهلة اصلا. لنرفع مستوى التدخل لانهاء الاضراب، ونخلص من المناكفة والاستقواء والاستعراض.