أخبار البلد
ليس سرًا أنّ الحكومة الإسرائيليّة دخلت في مأزقٍ لم تستطع الخروج منه بسبب العدوان على غزّة، علاوة على ذلك، فإنّ الخلافات داخل المجلس الوزاريّ السياسيّ والأمنيّ المُصغّر (الكابينيت) باتت معروفة للجميع، واليوم صباحًا، قال مستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق، الجنرال في الاحتياط يعقوف عميدرور، لإذاعة الجيش الإسرائيليّ إنّه من المستحيل أنْ يتمكّن الكابينيت من اتخاذ قرارات ومن مناقشة التقايرير السريّة التي تُقدّم إليه من قبل أجهزة المخابرات، لأنّ العديد من الوزراء في هذا المجلس المُصغّر يقومون بتسريب المعلومات الحساسّة للإعلام الإسرائيليّ، الذي يكشف عن عمق الشرخ في المواقف داخل الكابينيت، على حدّ تعبيره.
على صلة بما سلف، نقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) على موقعها الالكتروني صباح الاربعاء عن وزيرة القضاء في الحكومة الإسرائيليّة تسيبي ليفني، قولها أنّ المفاوضات مع حركة حماس كانت خطأ، وإنني لا أعتقد أنّه يُمكن وقف حركة حماس عن طريق عملية سياسية، على حدّ تعبيرها. وتابعت الوزيرة الإسرائيليّة قائلةً إنّه يتحتّم الاستمرار في ردع حركة حماس، حتى تُدرك أنّها لا تستطيع أنْ تُحقق أكثر باستخدام الإرهاب، وإنمّا ستخسر، مشدّدّةً على أنّه طالما لم تُغيّر حماس جوهرها الأيديولوجيّ الداخليّ فإننا سنبقى أمام تنظيم إرهابيّ، على حدّ قولها.
وأردفت الوزيرة ليفني، المسؤولة أيضًا عن ملّف المفاوضات في الحكومة الإسرائيليّة، أردفت قائلةً إنّها لا تعتقد أنّه بواسطة عملية سياسية يمكن وقف حركة حماس، وأنها لن تطلب موافقة حماس على ما تقترحه، لافتةً إلى أنّ هناك منظمة إرهابيّة أيديولوجيّة إسلامية لا تعترف بوجود إسرائيل، مقابل جمهور إسرائيليّ موحّد هنا ويدرك لماذا تفعل إسرائيل ذلك. وتطرّقت ليفني إلى المفاوضات التي تجري في القاهرة برعاية مصريّة وقالت إنّها لا تجري مفاوضات سياسية مع حركة حماس، وإنمّا مع جهات دولية، وبحسبها فإنّ السؤال الجوهري الذي تعتبره استراتيجيًا هو هل إطلاق النار هو الذي يجعل إسرائيل تدفع أكثر حتى عندما تتوقف؟، وبحسبها فإنّه على الجمهور الفلسطينيّ أنْ يختار بين قيادة تستطيع أنْ تُحقق له حياة جيّدة، وبين قيادة لا تستطيع ذلك، مُشدّدّة على أنّ الجمهور الفلسطينيّ يدعم المقاومة.
ورفضت ليفني التحدث عن محاولة الاغتيال الفاشلة لقائد كتائب القسام، محمد ضيف، إلا أنّها قالت:كل من ينشغل بالإرهاب فإن اغتياله ليس شرعيًا فحسب، وإنما مطلوبًا، مضيفة أنها تدعم اغتيال قادة الإرهاب، على حدّ قولها. على صلةٍ بما سلف، قال مراسل القناة الثانية الإسرائيليّة للشؤون السياسيّة، اودي سيغال، نقلاً عن مصادر سياسيّة وصفها بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، قال إنّه لا يُمكن القضاء على منظمة أيديولوجيّة مثل حماس بالوسائل العسكرية ولكن يمكن إضعافها، ويجب استغلال وجود الرئيس المصريّ عبد الفتّاح السيسي في هذا المجال بشتى الوسائل، بما فيها الدبلوماسيّة، كما قالت المصادر. أمّا المحلل السياسيّ للقناة العاشرة الإسرائيليّة رفيف دروكر، فقال، نقلاً عن مصادر إسرائيليّة رفيعة، إنّ هناك ضغوطًا تُمارس على نتنياهو من داخل الحكومة للقيام بردٍ قويٍ على إطلاق الصواريخ، وهو لا يرغب في ذلك، لافتًا إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ حاليًا يقوم بردٍ مدروسٍ.
وخلُص إلى القول إنّ المفاوضات ليست معقدة كما يعتقد البعض، وأنّ هناك إرادة لدى الطرفين للتوصل إلى حلٍ، لا سيما أنّ هناك موافقة مبدئية على المعابر وتقديم تسهيلات أخرى.