أخبار البلد - ماهر ابو طير
لافتة للانتباه تصريحات القيادي السلفي الجهادي محمد الشلبي «ابو سياف» التي عقّب فيها على هتافات التأييد لداعش في مدينة الزرقاء صبيحة العيد.
إذ يقلل من اهميتها باعتبار ان داعش لها انصار في كل مكان بما في ذلك المانيا،على سبيل المثال في منطوقه، يتقصد خفض رد الفعل ضدها، عبر التهوين من كل القصة.
قلنا سابقا ان السلفيين الجهاديين في الأردن الذين يصل عددهم الى خمسة الاف شخص، والمحسوبين على القاعدة وعلى نصرة سوريا، مؤهلين للانشقاق، مابين من يؤيد داعش، وذاك الذي يؤيد النصرة.
لحظتها لم يقبل احد بالكلام من داخل السلفية الجهادية، وتم الرد بكون لا احد من تيار السلفية الجهادية سوف ينحاز الى داعش، على الرغم من كون جاذبية مايعتبرونه نصراً في العراق، سيكون سببا في اذكاء الانقسام.
عاد ذات ابوسياف واقر بكون تيار السلفيين الجهاديين في الاردن بات موزعا فعليا، بين النصرة في سوريا، وداعش في العراق.
هذا يقول ان احتمال نقل الصدام بين الاتجاهين الى هنا امر وارد، لان هناك صداما بين داعش والنصرة بدأ في سورية، وانتقل الى العراق، والمفارقة هنا، ان بذرة الانشقاق والانقسام والصدام، سيتم زرعها بين انصار التيار السلفي في الاردن.
زاد من الحدة خروج اسماء معروفة من السلفية الجهادية، مابين ابوقتادة وابومحمد المقدسي، ليقولوا رأيهم السلبي في داعش، مما استدعى الرد من جانب سلفيين جهاديين. « البقية ص»
تم الالماح والغمز من قناة الرجلين، عبر القول ان الافراج عن احدهما، وبراءة الثاني تصبان في سياق صفقة وتوظيفات ستتضح لاحقا ضد السلفية الجهادية.
في كل الحالات هذا يقول ان السلفية الجهادية لم تعد موحدة في الاردن، واذا كان بعض السلفيين الجهاديين في الاردن يريد ان يحارب في سورية، فقد نسمع لاحقا عن سلفيين جهاديين تسللوا ايضا الى العراق، في سياق اولويات الساحات وفقا لتبعية كل سلفي جهادي، وامكانات التسلل براً.
التوتر الكبير من داعش واحتمال تدفق عناصرها الى الاردن، حذر مبالغ فيه، لان الحدود مراقبة ومكشوفة، مثلما هي الحدود مع سورية، غير ان الاكثر اثارة هنا، وجود انصار داعش بيننا، فلاحاجة اساسا لتدفق ابناء التنظيم عبر الحدود، وهذا يعني ان قراءة المشهد يجب ان تخضع للتقييم المحلي قبل تقييم الحدود، وماقد يتدفق من الجوار.
مابين مظاهرة معان، التي تم التهوين منها قبل اسابيع، وتلك التي شهدناها في الزرقاء صبيحة العيد، فرق كبير من حيث العدد والمغزى، ومايمكن قوله اليوم يتعلق بأمرين فقط.
اولهما ان السلفية الجهادية في الاردن انقسمت ومؤهلة لصدام بين المكونين الاساس،على خلفية التبعية لداعش والنصرة، وصراع المرجعيات الدينية والفكرية.
ثانيهما ان تقديرات الحذر من داعش والنصرة وراء الحدود، في سورية والعراق، يجب ان تخضع لرؤية اخرى، تقرأ الترابط بين الخارج والداخل،بشكل ادق، بدلا من افتراض ان المواجهة قد تكون خارجية، فيما هي باتت محلية فعليا.
لااحد يعرف على وجه الدقة الكيفية التي ستتم بها مواجهة هذا المشهد، وتبعاته الداخلية والاقليمية، وعلينا ان نتذكر هنا، ان السكوت مشكلة، والمواجهة ايضا في بعض اوجهها قد تؤدي الى استزاف المؤسسة والامكانات، وجرها الى حرب غير منتظرة، او قل حربا يخطط لها لاضعاف الاردن واتعابه.