كثيرون منا، أقصد ممن جاوزوا الخمسين عاماً، تدفؤوا عليه في فترات من حياتهم، وكان بحق الملجأ من البرد والثلج والزمهرير.
زمان، قبل ان تدخل صوبات «علاء الدين» بيوتنا، أوخيامنا « خيام البدو واللاجئين والنازحين» كان الحطب و»البريموس» فاكهة شتاءاتنا التي لا يعوزها دف العاطفة والتماسك المجتمعي والأسري والإنساني.
ولمن لا يعرف « البريموس» البادية صورته، فهو « وابور الكاز» ذو الاستخدامات المتعددة، فهو يستخدم للطبخ وقلي البيض وصنع الشاي وتسخين الماء للاستحمام، فضلا عن كونه مدفأة العائلة حين تحتاج إلى الدفء.
واستخدمه لحامون أيضا أيام زمان لتذويب القصدير، كما استخدم لأغراض أخرى متعددة يصعب حصرها.
يتميز « البريموس» بأنه متنقل، إذ يسهل نقله من مكان الى آخر، على العكس من أفران الغاز التي حلت محله، كما يتميز بسهولة إشعاله وناره الحامية.
زمان أيضا كانت ثمة محال مختصة ببيع وتصليح «وابور الكاز»، الذي كان كثيرا ما يستبدل رأسه منه إذا أخرج « شحبارا».. يا الله كم من الرؤوس هذه الأيام تُخرج « شحبارا» ولا تستبدل.
ومن قطع صيانته الضرورية قطعة تدعى الإبرة، وهي عبارة عن قضيب معدني ينتهي بسلك رفيع، كان يستخدم لتسليك القناة التي يخرج منها الكاز إلى الرأس ليشتعل.
ذهب « البريموس» في طريقه وحل الغاز وصوبات الكهرباء مكانه، دون أن ننتبه الى أننا أيضاً لم نعد في أمكنتنا وأوقاتنا.
يذكر ان أشهر عبارة قيلت عن وابور الكاز جاءت على لسان دريد لحام « غوار الطوشة» حين قال مقبلا رأس المختار حسني البورظان « رأس بريموس يا عمي!». ومن يومها ما زال غوار وأمثاله يقبلون حتى اليوم رؤوساً يظنونها بريموس!.