لم يستهل زعيم عربي علاقته مع الاعلام وحرياته مثلما استهل الملك عبد الله حكمه بشعار استخدمته بعض وسائل الاعلام شعارا لها"حرية الاعلام سقفها السماء"ولا اظن بلدا تعامل مع الاعلام بحرياته كما تعاملت الدولة الاردنية معه ، وظل الملك على الدوام سندا للاعلام وللاعلاميين وكلنا يذكر كيف تدخل شخصيا للافراج عن صحفيين طالهم التوقيف بفعل القضايا المرفوعة من الحكومات .
ويعلم الاعلام الاردني ان خصومته ظلت مع حكومات ورسميين وظل باب المقر السامي مفتوحا للجميع ونذكر كيف كان اعلام الديوان الملكي يوفر المعلومة للجميع ويحمل في حافلاته كل الاعلام الاسبوعي والالكتروني لتغطية النشاطات الملكية ولم نسمع يوما عن قرصنة او اغلاق او تضييق واذا ما حدث فإن الديوان ملاذ الجميع .
وقبل ان يدخل علينا الاعلام العربي صاحب النعمة الحديثة بالحرية الخارجية وليس الداخلية كما في عمان ، ظل الاعلام الاردني بمنأى عن امراض التباين في التغطية بين الخارج والداخل وظل ايقاعه مضبوطا معارضة او تأييدا على ساعة الوطن فقط وما غفلت عينه يوما عن عمقه القومي او قضيته المركزية في فلسطين ، فنما الاعلام الاردني في بيئة امنة قوميا ووطنيا .
يوم انقلب عقل الكون وجاءت الليبرالية المتوحشة واعلامها المفتون بالفتن واثارة البغضاء وثقافتها تسلل بعض هذا التفكير الى اعلامنا دون وعي في كثير من الاحيان وبدعم من مراكز توظيف الاموال اعلاميا وابحاثا في قليل من الاحيان ولكنه مؤثر بحكم القضايا المسكوت عنها او المطلوب نكأ جراحها على طريقة من يدفع وليس على الطريقة المحلية التي يجب ان يراعيها الاعلام في تغطياته ونقاشاته .
امس وبعد ان ظهر بيان يمثل موقعيه لا عشائرهم فاضت علينا المواقع الالكترونية العربية وخاصة زملاء المهنة في الجزيرة نت بالتركيز على ثورات داخل الاردن تقودها كبريات العشائر الاردنية التي لم تنحرف يوما في النية والاهداف الوطنية والقومية والتي هي مخزن الدولة الاستراتيجي على مدى تاريخ الدولة ، ولوت المواقع عنق الحقيقة لايجاد ما تبحث عنه ، لا عن ما هو موجود اصلا وكأن ثمة اصرار عند الزملاء في الجزيرة نت على تعكير صفو علاقات اخذ الدفء يدب في اوصالها مع الشقيقة قطر
فمن قال ان فردا يمثل عشيرة في الاردن ومن قال ان بيانا منقوصا ومعقوصا يطال البيوت والمقدسات والثوابت حتى وان تم تغليفه بورق ناعم من السيلوفان المسموم يمكن ان يجد صدى في الاوساط الاردنية المشغولة حاليا بوضع خارطة طريق للاصلاح على هدي كتاب التكليف السامي يصبح مانفستو اردني الا لمن اراد ان يحرف الامور عن مقاصدها وينثر السم في زوادة الاردنيين المملوءة طيبا وشرفا .
ومن قال ان اجهزة امنية والمقصود دائرة المخابرات العامة يمكن ان تنزلق الى اوهام القرصنة المزعومة او الحقيقية بعد ان استعرت حمى القرصنة عند بعض الباحثين عن شهرة وتخالف امرا ملكيا نعرف انها الاحرص على تنفيذه كما هو دأبها ، والمخابرات في بلادنا منفتحة اكثر من وزارة سياحة في اقطار كثيرة ونعرف اسم مديرها وضباطها ونتكهن من المقبل ومن الراحل في مجالسنا وكتاباتنا.
الملك هو من حلق بالسقف الاعلامي وهو من يحمي الاعلام وحرياته وجميعنا يعرف ذلك جيدا ومنا من رفع الملك الظلم عنه مباشرة وهو الذي سبق الجميع بما فيهم الاعلام نحو الحرية والسماء سقفها ، وهو الذي قال قبل اسبوع فقط للنواب لا تستمعوا لمن يقول لكم"اوامر من فوق"فكل الملفات مفتوحة وكل الاقتراحات ممكنة ، وعلى من يحسدنا على هذه النعمة ان يسعى جاهدا لاستنساخها لا بث السموم في اوصالها وعلى اعلامنا ان ينتبه جيدا وان يبدأ خطوة جريئة في تنظيف بيته الداخلي من شذّاذ الافاق الذين يسعون الى اصابته بفيروسات تقلل من مناعة جسده وروحه .