اسرار فشل الدول العربية الحديثة!!!

اسرار فشل الدول العربية الحديثة!!!
أخبار البلد -  

نظرة خاطفة على خارطة الوطن العربي،كافية لاكتشاف هشاشة دولها،الغنية منها و الفقيرة.الملكية و الجمهورية.المٌغرقة في الحضارة او الطالعة من قبعة سايكس بيكو،المشيخات المُصنعّة بمعاهدات في الدوائر الاستخبارية البريطانية و الامارات التي جرى تفصيلها حسب مقاس شيوخها. دول هي بلا استثناءات "كلها في الهم شرق" ضعفاً وفساداً وخرابا.ففي الوقت الذي ترتقي فيه الدول المعاصرة على سلم التقدم،تتراجع الدول العربية امنياً واقتصادياً واجتماعيا وعلميا وتعليمياً،حيث تجلى تفككها،وانحلال مؤسساتها،وتمزق نسيجها الاجتماعي،وتدني هيبتها للعيان حتى ابصره العميان، خصوصاً بعد انحسار سلطة القانون والعبث بالدساتير،وطغيان النخب الحاكمة، والتراخي في احقاق الحق، ما دفع الشعوب الى تحدي دولها،و اعلان العصيان المدني عليها، ورفع السلاح في وجهها.

*** أي دولة مهما صغرت ام كبرت،لابد من توفر شروط موضوعية لضمان بقائها واستمرار احترامها، اولها دستور متطور يتلاءم مع متطلبات العصر الرقمي المتسارع ،وقانون فوق الجميع ،ينصاع له الجميع بما في ذلك الحكومة والبرلمان،ولا يجوز لاحد مهما بلغ منزلةً اعتلاء ظهره او التطاول عليه او اختراقه تحت أي ذريعة كانت.ولكي تستقيم معادلة دولة المؤسسات، يجب توفر قضاء عادل،بعيداً عن ضغوط الحكومات و اعلام غير مرعوب و لا تابع الا للحقيقة والحرية .

*** دستور عصري،وقانون يحكم الجميع،و فوق الجميع،يشرف عليه قضاء مستقل تحت خيمة منصوبة في الهواء الطلق،مصانة فيها حرية التعبير والاجتماعات العامة،وتشكيل الاحزاب،مع حرية مطلقة في اطلاق المواقع الاخبارية والصحف الورقية والفضائيات الاخبارية. مقومات ان اكتملت نكون امام دولة عصرية ديمقراطية،تجري فيها تداول السلطة ،وتُحترم المعارضة الوطنية. وتكون الكلمة الفصل والمرجعية العليا، لصندوق الاقتراع ،من دون عبث الاجهزة الامنية به او إستبداله اثناء انقطاع الكهرباء،او في الطريق لمركز الفرز. هذه هي الدولة الديمقراطية الحقة،منذ اثينا القديمة حتى بريطانيا الحديثة.

*** نظرة فاحصة للدول العربية الحديثة نجد ان دساتيرها معطلة او متغيرة بما يخدم "الحاكم بامره" لإطالة مُدَة حكمه وتوريث انجاله،لانه عنترة زمانه،و اسطورة عصره الذي لم تنجب الامهات مثله وامثال ابناءه، انه الآمر الناهي الممسك بكل خيوط اللعبة،بينما مجالس الوزراء الذين جاؤوا بالتعيين بارادته ليسوا سوى موظفين تنفيذيين منزوعي الصلاحية،اما البرلمانات العربية فهي ديكورات جُلها جاء بالتزوير وتزييف الارادة الشعبية،يقف خلفهما اعلام حكومي تافه اخذ شكل بوق ليصدح صباح مساء،وجوقة مرتزقة لا تتقن الا تمجيد القائد الفرد،فيما غابت الاحزاب التقدمية بالتضييق عليها بل وخنقها بعشرات السبل،ولايخفى على متابع انكماش المعارضة بسبب التنكيل بها ،والسعي الدؤوب لاسقاطها باساليب مبتذلة برعت فيها المدارس الاستخبارية العربية من خلال الافلام الجنسية المفبركة،والشائعات المكذوبة ووسائل التعذيب المحرمة،وان لزم مطاردتها في الخارج واغتيال رموزها.لدرجة ان الولايات استعانت بالخبرات العربية وسجونها وسجانيها بعد احداث الحادي عشر من سبتيمبر للتحقيق مع سجناء غوانتناموا."يرجى مراجعة كتاب "السجينة" لمليكة الابنة البكر لمحمد اوفقير، وزير داخلية المغرب الذي اعدمه الملك الحسن الثاني ملك المغرب".

*** ما فاقم ازمة الدولة والمواطن،قمع النخب الحاكمة للعقول النيرة،والمبدعين من اصحاب الافكار المغايرة لتوجهات الانظمة من خلال ممارسة كل الموبقات لابعادهم عن العمل بالشأن السياسي بتضييق لقمة عيشهم، والضغط عليهم لتهجيرهم،وهو ما يعرف بهجرة الادمغة العربية هربا من جور الحكام،بسبب تحول العمل السياسي عند كبار المسؤوليين الى ميدان لارتكاب الجرائم للحصول على الثروة والوصول الى السلطة.

*** فساد النخب الصارخ ساهم في زيادة البطالة وارتفاع منسوب الفقر والحرمان والجهل والمرض والجريمة،وذلك باستئثارهم الاستبدادي بالاموال وتهريبها للخارج ،اذ اكدت دراسات الامم المتحدة بالارقام ان ثلث الشعب العربي كانوا فقراء في القرن الماضي،لكنهم اليوم اصبحوا تحت خط الفقر.عوامل مما زرع بذور القهر في صدرهم والرغبة بالتدمير والانتقام. ما نراه اليوم في الدول العربية من تخريب على يد ابنائها هو عقابيل ما زرعت الانظمة من ظلم و تغييب للعدالة الذي ادى لتزايد الانماط السلوكية المعادية للمجتمع بارتفاع معدلات الجريمة وتعاطي المخدرات في المدارس والجامعات وامتدادها الى الاناث.اضف الى ذلك تفشي ظاهرة العنف في كل مكان حتى وصلت الى المساجد وصالات الافراح،وانتشار عصابات البلطجة و التقشيط و التشليح
و التشبيح وقطع الطرق الدولية والفرعية في عز الظهيرة.

*** السمة البارزة للدولة العربية الحديثة هي القمع والاستبداد،البرهان ان قوانين الطورائ و الاحكام العرفية مازالت نافذة، والمحاكم الاستثانية قائمة،لكن اللافت اكثر ان اجهزة المخابرات هي الاكثر نفوذاً و تاثيراً في الحياة اليومية والسياسية من الحكومة و الاعلام والبرلمانات مجتمعين،وان وزراء الداخلية ومدراء الامن العام اكثر نجومية من رؤساء الوزراء ورؤساء مجلس النواب ووزراء الاعلام،وفاقت ميزانية الامن في الدول العربية اضعاف ميزانيات البحث العلمي والتعليم والصحة معاً.
*** انتشار السلاح في المجتمعات العربية بصورة غير مسبوقة،وكأن الشعوب تتسابق في تخزين سلاحها كما تُخزن اقواتها. المجتمع اليمني كان استثناءً بامتلاكه حوالي ثلاثين مليون قطعة سلاح.لكن اللافت هذه الايام ان ثقافة حمل السلاح اخذت بالتنامي حتى غدت الشعوب المسالمة شعوباً مسلحة كالمجتمع الاردني والسوري والمصري واللبناني.دلائل تقودنا الى ان فشل الدولة الحديثة وصراع القوى النافذة من النخب الحاكمة وتراجع المواطنة ادى للبحث عن الحماية الذاتية والعودة للعشيرة والتمسك بالهوية الفرعية. وبات انفجار هذه المجتمعات من الداخل وشيكاً مالم تتداركه الدول باجتثات الفساد،وبسط العدالة الاجتماعية.

*** الدول العربية معظمها صحراوية والبقية الباقية في طريقها للتصحر،ومشكلة المياه تقف على راس مشكلاتها،بإعتبارها افقر بقاع الدنيا مائيا وتحتل الاردن والكويت وجزر القمر ذيل القائمة الأممية في الدول الافقر بين الفقراء مائياً.وهاهي انهار الجنة: النيل والفرات ودجلة مهددة بالنضوب بعد تحكم اثيوبيا وتركيا في المنابع في حين ان اسرائيل تتحكم بانهار المنطقة المحاذية لها وتمتص مياهها الجوفية بطريقة جائرة.

*** كما ينفرد العالم العربي بخصائص لا مثيل لها ابرزها: "اللاجئون،سجناء الرأي،سكان العشوائيات التي تطوق المدن كاحزمة ناسفة،المقابر الجماعية ،التطاول على شرعة حقوق الانسان،الارهاب السياسي،غياب العدالة الاجتماعية،تراجع التنمية في الاطراف ،اختراق خصوصية الافراد الشخصية واسراره المالية والعاطفية بالتجسس على الهواتف الارضية والمحمولة وشبكة الانترنيت ورصد الشوارع والمساجد والجامعات والساحات العامة بالكاميرات.الانسان العربي مستباح الخصوصية ومهدور الكرامة من دون مساءلة للفاعلين،مع ان ذات القضايا اسقطت زعيم اكبر دولة على الارض الرئيس نيكسون جراء فضيحة ووتر جيت قبل سنوات و اسقطت قبل اسابيع مدير الـ . C.I.A

*** مشكلة المشكلات عند العرب، ان لا كرامة لعربي داخل الوطن العربي ولا قيمة له عند انظمته ،ما ادى الى تدني الانتماء الوطني عنده،والانكفاء للهويات الفرعية على حساب الهوية الجامعة،وقد بلغ الامر الكفر بالهوية القومية بعد غزو الكويت حتى اصبح الاجنبي اكثر قرباً من العربي لشقيقه العربي،وعندما انفجر الاقتتال في لبنان و سوريا تحرك التسونامي المذهبي حيث اصبح الخطاب الفتنوي التمزيقي، هو الخطاب الاعلامي المتداول،الذي زاد في تعميق الشروخ و شرذمة ما تبقى من لُحمة قومية ونسيج وطني،فالسيد نصر الله يعلن "النصرة" لسوريا، وسي مرسي يدعو لـ "النفرة" على سوريا.

*** الوطن العربي منهوب نفطياً،ومسلوب جغرافياً،ومحكوم استبدادياً. بينما المشروع الصهيوني يقضم فلسطين قطعةً قطعة،والمشروع الايراني يهيمن على العراق وهو في طريقه للخليج عبر بوابة البحرين،اما المشروع العثماني بعد ان استكمل هضم الاسكندرون و تتريكه يسعى للتمدد الى عاصمة العروبة دمشق لاحياء الخلافة العثمانية.ما يبكينا دما ويخنقنا بدموعنا ان السفير الامريكي "المندوب السامي" يلبس العباءة الاردنية في عمان والطربوش اللبناني في بيروت والجلابية المصرية بالقاهرة ويرقص "العرضة بالسيف العربي" بالسعودية،تماماً كما فعل نابليون في المحروسة مصر حين اطلق اللحية وارتدى الجُبة وحمل المسبحة.

*** النخب الحاكمة في الوطن العربي اعتلت ظهور شعوبها،و اذلت مواطنها ومسخت انسانية انسانها. فلا عجب ان يردد مثقف كبير بحجم ادونيس مقولة صديقه بوجوب المطالبة بـرفع منزلة المواطن العربي من "درجة انسان الى حيوان" ليعيش حياة تليق به كباقي الحيوانات المحترمة التي تدافع عن كرامتها وحريتها،و تمنع الاخرين من التسلل الى مناطق نفوذها او التعدي على مصادر رزقها. هنا لابد من الاعتراف ان الامة تواجه خطر وجودي يتخلص بكينونتها، بان تكون او لا تكون مع ان كل المؤشرات لا تبشر الا بشر مستطير،باستثناء سقوط خوف الشعوب من جلاديها وتمزيقها الهالة المكذوبة التي تحيط بحُكامها تلك التي كانت تقشعر لها الابدان هيبة لها، وتنخلع القلوب خوفاً منها.
شريط الأخبار وائل جسار وسيرين عبد النور بالأردن والتذكرة تصل إلى 400 دينار وفيات الثلاثاء 1-10-2024 الزرقاء تفقد أحد رجالاتها .. النائب الاسبق (محمد طه ارسلان) في ذمة الله ترقب لحكم الاستئناف بحق نائب متهم بالرشوة بعد التاج الاخباري .. رجل الأعمال طارق الحسن يخسر قضيته أمام “صوت عمان” في قضية وثيقة مصرف الشمال مقتل نجل منير المقدح قائد كتائب شهداء الأقصى بغارة إسرائيلية على مخيم عين الحلوة بلبنان( فيديو) استهداف قاعدة فكتوريا العسكرية في مطار بغداد بالصواريخ هطول مطري شمالي ووسط المملكة اليوم.. والأرصاد تحذر من خطر الانزلاق انفجارات دمشق... اغتيال إسرائيلي يطال صحافية ويوقع شهداء وجرحى «المركزي»: تعليمات خاصة لتعزيز إدارة مخاطر السيولة لدى البنوك فرنسا ترسل سفينة عسكرية إلى سواحل لبنان احترازيا في حال اضطرت لإجلاء رعاياها الاتحاد الأردني لشركات التأمين يهنئ البنك المركزي الأردني بفوزه بجائزة الملك عبدالله الثاني للتميز عن فئة الأداء الحكومي والشفافية لعام 2024 فيديو || بدء التوغل البري في لبنان... قصف غير مسبوق بالمدفعية والدبابات على جنوب لبنان مع تمركز 100 آلية عسكرية على حدوده إعلان تجنيد للذكور والإناث صادر عن مديرية الأمن العام المستشفى الميداني الأردني غزة /79 يستقبل 16 ألف مراجع الخارجية: لا إصابات بين الأردنيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان الحكومة تقرر تخفيض أسعار البنزين 90 و95 والديزل لشهر تشرين الأول المقبل وفاة احد المصابين بحادثة اطلاق النار داخل المصنع بالعقبة الخبير الشوبكي يجيب.. لماذا تتراجع أسعار النفط عالمياً رغم العدوان الصهيوني في المنطقة؟ حملة للتبرع بالدم في مستشفى الكندي