بكل غضب شاهدت الفيديو الذي تم نشره والذي اوضح الطريقه البشعه لاعتداء حراس السفير العراقي وبتشجيع وموافقة سفيرهم في الاردن ضد بعض من عارضه الراي والتي حقيقه اثارت حفيظة جميع الاردنيين واثارت غضب الشعب باكمله واعتبر الكثيرون ان هذا الموضوع يتعلق بكرامة المواطن الاردني وتعدي وتجاوز كبيرين عليها وفي ارض الاردن ومن قبل ضيفا يفترض به ان يحترم الدوله المضيفه وان يحترم مواطنيها .
في البدايه اريد ان نقول بان هذا التصرف القبيح جدا والمرفوض يجب ان لا يخرج من رجل سياسي ومن رجل دبلوماسي بحجم سفير فالعنف امرا مرفوضا رفضا مطلقا ولا يبرره اي فعل او عمل او راي معارض اذا كنا نؤمن بالديمقراطيه وحرية الراي واحترام الراي الاخر , فكان من واجبه تقبل هذا الراي المعارض له ولكلماته واوصافه لرئيسهم السابق وعدم اللجوء الى البلطجه والعنف والاعتداء على من عارضه في الراي او هتف لمن لا يحب سماع اسمه هذا السفير واعوانه .
وثانيا اقول لمن عارضه وهم معارضوه قبل ان يسمعوا كلماته كان من الاولى بهم عدم حضور هذه الاحتفاليه ومقاطعتها وهم يعلمون علم اليقين بانهم سيسمعون منه ما لا يعجبهم وما لا يقبلوا ان يسمعوه , وبالتالي قد نكون بغنى عن تلك الازمه التي ستخلق ازمه سياسيه بين بلدين عربيين ونحن لست بحاجه الى هكذا ازمات في هذا الوقت وبسبب التدخل في موضوع لا شان لنا به فهم عراقيون ومن شتموا هو رئيسهم السابق العراقي ايضا , فالموضوع جله موضوع عراقي وليس للاردن والاردنين شان به وهم احرار بما يتكلمون بحق بعضهم البعض .
اما وقد حصل ما حصل فارى ان الامور يجب ان تحل وبطريقة دبلوماسيه وقبل ان تتطور الامور وتاخذ منحى اخطر مما وصلت اليه وقد يكون من المناسب جدا في هذا الوقت وبالسرعه الممكنه ابلاغ هذا السفير بضرورة مغادرة الاراضي الاردنيه وخلال 48 ساعه تجنبا لحصول ما هو اسوأ , وانا هنا لست من دعاة خلق الازمات مع دول الجوار او الدول العربيه ويمكننا الطلب من الحكومه العراقيه باستبدله كونه شخص تجاوز كل الاعراف الدوليه السياسيه والدبلوماسيه واصبح رجلا غير مرغوبا به , مع الاحتفاظ بحق محاكمة حراسه واعوانه الذين قاموا بالاعتداء على مواطنين اردنيين وعلى ارضهم .
واعتقد ان هذه الحادثه هي درسا لوزارة الخارجيه في تحديد نشاطات السفراء والدبلوماسيين واقتصار عمل انشطتهم واحتفالاتهم وتحديد اماكن هذه النشاطات بمبنى السفاره او في منزل السفير وعدم السماح لهم باقامة مثل هذه الاحتفالات في اماكن عامه , ومن اراد الذهاب الى منزل السفير او مبنى سفارته وجب عليه سماع كل ما يرغب هذا السفير وغيره في قوله وعرض وجهات نظره الخاصه به , طالما انها لم تتعدى على سيادة الدوله او تتعارض معها .
ان لغة العقل تقول ان لا يتحكم غضبنا وعصبيتنا بردود افعالنا فلا نحتاج الى حرق سفاره وتكسيرها وقذفها بالحجاره ولا نحتاج هدر دم السفير ولا نحتاج الى قتل او ضرب , ما نحتاج اليه الان هو عمل سياسي ودبلوماسي وبما يتناسب مع حجم تجاوزات هذا السفير واعوانه وحراسه , واطالب الحكومه باتخاذ كل الاجراءات اللازمه والضروريه والمناسبه واخذ حق المواطن الاردني الذي تم الاعتداء عليه .