الدكتور : رشيد عباس
ما نوع الجار الذي لا تفضل أن يسكن بجوارك ؟ بهذا السؤال الخبيث قررّت صحيفة واشنطن بوست الأميركية , تصنيف الأردن كثالث دولة عنصرية في العالم , بمعنى أن الشعب الأردني لا يبدي تسامحاً مع الأعراق الأخرى ! بهذا السؤال المسموم قررّت صحيفة واشنطن بوست الأميركية وهي(صحيفة تديرها مجموعة تعد الأكثر عنصرية في الولايات المتحدة وقد دأبت على نشر تقارير تسيء إلى العرب والمسلمين) , قررّت التشكيك بأيديولوجية الشعب الأردني , هذه الصحيفة فصّلت العنصرية بطريقتها الخاصة , وصنّفت دول العالم بطريقتها الخاصة , كيف لا وهي صحيفة أميركية بلوب صهيوني !
الغريب العجيب أن هذه الصحيفة لم تتطرق إلى عنصرية الجنس الأمريكي أصحاب العيون الزرقاء , ولم تتطرق إلى عنصرية(آل صهيون) أصحاب الطواقي الصغيرة المستديرة التي تلصق بالرأس بمُثبِّت , فقط ركزت هذه الصحيفة على تصنيف الأردن كثالث دولة عنصرية في العالم , من خلال سؤال لقيط .
وبحسب استطلاع الرأي الذي نشرته الصحيفة , فقد جاء ترتيب أول ثلاثة دول على النحو الأتي : هونج كونج , بنغلادش , الأردن , يبدو أن لهذه الصحيفة اجندات مع هذه الدول , أو أن المفاهيم المتعلقة بالجار عند صاحب هذا الاستطلاع , مختلفة تماما كما هي عندنا بالإسلام , لم ولن يقرأ صاحب هذا الاستطلاع قوله تعالى : (واعبدوا لله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجُنُبِ والصّاحِبِ بالجَنبِ وأبن السبيل وما ملكت إيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا). ونقول لصاحب هذا الاستطلاع في صحيفة واشنطن بوست الأميركية , أن الجار ذي القربى هو الجار الذي يربطنا به صلة قرابة , أما الجار الجُنُبِ هو الجار الغريب , ربما يكون غير المسلم , في حين أن الصاحب بالجَنبِ هو الجار الرفيق أو الزوجة , كل هؤلاء جيران , حافظنا عليهم لأننا مسلمين أردنيين .
وهنا نقول : كان أولى بصحيفة واشنطن بوست الأميركية أن تتحدث عن أشكال وأنماط عنصرية صاحب هذا الاستطلاع , في الوقت الذي يوجه فيه تهمة لأيديولوجية الشعب الأردني , هذا الشعب الذي أكرم الضيف وما زال , وحمى الجار وما زال , وأقتسم رغيف الخبز الدائري مناصفة مع كل من افترش ارض الأردن الطاهرة , وتغطى بسمائه الصافية وما زال , هذا الشعب الذي لم ولن يقل (لا) إلا في التشهد , وما زال .