خرجوا من صلب أب واحد، ليستقروا في رحم أم واحدة، تشاركوا فيه لأشهر طويلة دم واحد، وغذاء واحد، وهواء واحد، ثم شق الله ذلك الرحم ليخرج هؤلاء 'الأشقاء'، ويكونوا أول من يشعرون ببعضهم عندما تخرج كلمة 'أخ' من أحدهم بسبب وجع أو ألم.
هؤلاء الأخوة من يحملون واحدة من أرقى العلاقات وأقواها وأقدرها على البقاء يداً بيد، يتمكن من خلالها الأخ الصادق أن يمضي بأخته إلى جنة أخوية من التفاهم والتراحم، وتمضي الأخت الصادقة بأخيها إلى جنة أخوية من التآلف والتآخي والتناصح، وجدير بنا أن نحرص على توثيقها في زمن أصبحت العلاقات فيه متصدعة، فنرى العلاقة تتوتر بين بعض الأخوة وينقطع الاتصال، ويتراكم الجليد بينهم، وتختفي معاني الأخوة والتصافي لأسباب لا تستحق الذكر عندما يغفلون عن أهمية بقاء بنيانهم الأسري قوي ومرصوص.
في حين أن التعامل الإيجابي بين الأشقاء هو من صلب ديننا الحنيف، بل وجميع الديانات السماوية، والأعراف والتقاليد الأصيلة، وهو ما يعمق الأواصر ويضبطها، من أجل حفظ شجرة العائلة مثمرة بالمحبة والإحترام دائماً، من خلال الوفاء للوالدين الذين أفنوا حياتهم بحفظ ذلك البنيان الأسري وترسيخه، والعمل على إحاطته بالحب والحنان، فكم هو رائع أن يرقب أحدنا أخواته ليتلمس حاجياتهم ويكون قريباً منهم، وينتقي لهم أجمل العبارات الصادقة النابعة من قلبه، وكم هو جميل أن تقف الأخت بجانب أخيها برغم إنشغالاته الكثيرة، وتكون له خير العون والسند بعد الله في السراء والضراء، وكم هو راق أن يتحمل الأشقاء بعضهم بكل عيوبهم ويتعاونون على إصلاحها، ويعملون على تعزيز إيجابياتهم ويشجعونها فيما بينهم.
عن هشام بن عروة عن أَبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها خرجت فيما كانت تعتمر فنزلت ببعض الأَعراب فسمعت رجلا يقول: أَي أَخ كان في الدنيا أَنفع لأَخيه؟ قالوا: لا ندري ! فقال: أَنا واللَّه أَدري !! قالت فقلت في نفسي في حلفه لا يستثني، إنه ليعلم أي أَخ كان في الدنيا أنفع لأخيه، فقال: موسى عليه السلام حين سأَل لأَخيه هارون النبوة، فقلت: صدق واللَّه، قلت: ومن هذا قال اللَّه تعالى في الثناء على موسى عليه السلام 'وكان عند اللَّه وجيهاً' سورة الأحزاب الآية 69.
إن إعطاء أخوتنا قدراً من المسؤولية والصبر على أخطائهم مع تقويمها برفق وروية خير وأبقى، والعمل على إشاعة الثقة وحسن الظن في التعامل تعلمهم خلق الأنبياء، كما أن الحلم والصبر عليهم يفتح قلوبهم لتقبل الآخرين، فرغم أنهم يعيشون متفاوتين في السن والجنس (ذكوراً وإناثاً)، وفي المستوى الثقافي والفكري، وفي الحالات النفسية والصحية والميول والمؤهلات الذاتية، إلا أن العيش في الأسرة يتطلب منهم أن يكونوا منسجمين، الأمر الذي يتحقق بالحب والإيثار، والتحية، والهدية، والاحترام المتبادل، والتعاون، وتناول الطعام في مأدبة مشتركة، والتفاهم من خلال الأحاديث الودية، والعفو والتسامح في حال حدوث المشاكل بينهم، والعمل على حلها عن طريق التفاهم، كما أنه من الضروري إستيعاب الآخر، فيمكن أن يكون أحد أفراد الأسرة عصبياً، أو حساساً، أو يثير مشاكل مع الآخرين، وقد يطلق كلمات جارحة، أو يقوم بعمل مثير للغضب، وقد يرد الأخ على أخيه بالمثل، فعندئذ تتوتر العلاقة في الأسرة، وتتعقد الأجواء، وتتطور المشكلة، وعندما تحدث مثل هذه الحالات ينبغي أن يقابل الغضب والانفعال بالهدوء، ودونما مواجهة، ثم العودة بعد فترة، أو في اليوم التالي، لبحث المشكلة مباشرة بين الطرفين، أو من خلال أحد الأبوين أو الأخوة، أو الأصدقاء للعمل على حلها .
ولنتذكر أن العفو والتسامح والسيطرة على النفس عند الغضب، هو موقف أخلاقي يكشف عن قوة الشخصية، وسلامة النفس من الحقد والروح العدوانية، ولقد امتدح الله عز وجل ذلك في قوله عزوجل: (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران/ الآية 134.
سأل أحد السلف رحمه الله: أيهما أحب إليك صديقك أم أخوك؟ فأجاب: إنما أحب أخي لأنه صديقي!
يدك يا أخي لا تبخل بمدها لإخوتك وأنت معهم، ولا بابتسامتك وإظهار حبك لهم، فالحياة قصيرة ولا يبقى فيها إلا طيب الأثر، فهنيئاً لكل من عرف نعمة الأشقاء، وكان معهم بقلب محب صادق، ويداً ممدودة لهم في السراء والضراء، وكان كحبة السكر تترك أجمل الأثر حتى بعد إختفائها.
ولا يمكن أن يفوتني إهداء هذه السطور إلى الزهرات الخمسة التي تركها لي والدي ووالدتي رحمهما الله لتزين لي حياتي، الزهرة الكبرى التي ترمز لصاحبة العمل الصالح، والثانية والثالثة اللاتي حملن ما يرمز لما يطال إليه النظر لروعته، والرابعة التي حملت ما يرمز للأحلام والأماني، والخامسة شهد الحياة التي هي أحلى من العسل، من سيبقى قلبي متوجاً بهم ما حييت بإذن الله.
هؤلاء الأخوة من يحملون واحدة من أرقى العلاقات وأقواها وأقدرها على البقاء يداً بيد، يتمكن من خلالها الأخ الصادق أن يمضي بأخته إلى جنة أخوية من التفاهم والتراحم، وتمضي الأخت الصادقة بأخيها إلى جنة أخوية من التآلف والتآخي والتناصح، وجدير بنا أن نحرص على توثيقها في زمن أصبحت العلاقات فيه متصدعة، فنرى العلاقة تتوتر بين بعض الأخوة وينقطع الاتصال، ويتراكم الجليد بينهم، وتختفي معاني الأخوة والتصافي لأسباب لا تستحق الذكر عندما يغفلون عن أهمية بقاء بنيانهم الأسري قوي ومرصوص.
في حين أن التعامل الإيجابي بين الأشقاء هو من صلب ديننا الحنيف، بل وجميع الديانات السماوية، والأعراف والتقاليد الأصيلة، وهو ما يعمق الأواصر ويضبطها، من أجل حفظ شجرة العائلة مثمرة بالمحبة والإحترام دائماً، من خلال الوفاء للوالدين الذين أفنوا حياتهم بحفظ ذلك البنيان الأسري وترسيخه، والعمل على إحاطته بالحب والحنان، فكم هو رائع أن يرقب أحدنا أخواته ليتلمس حاجياتهم ويكون قريباً منهم، وينتقي لهم أجمل العبارات الصادقة النابعة من قلبه، وكم هو جميل أن تقف الأخت بجانب أخيها برغم إنشغالاته الكثيرة، وتكون له خير العون والسند بعد الله في السراء والضراء، وكم هو راق أن يتحمل الأشقاء بعضهم بكل عيوبهم ويتعاونون على إصلاحها، ويعملون على تعزيز إيجابياتهم ويشجعونها فيما بينهم.
عن هشام بن عروة عن أَبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها خرجت فيما كانت تعتمر فنزلت ببعض الأَعراب فسمعت رجلا يقول: أَي أَخ كان في الدنيا أَنفع لأَخيه؟ قالوا: لا ندري ! فقال: أَنا واللَّه أَدري !! قالت فقلت في نفسي في حلفه لا يستثني، إنه ليعلم أي أَخ كان في الدنيا أنفع لأخيه، فقال: موسى عليه السلام حين سأَل لأَخيه هارون النبوة، فقلت: صدق واللَّه، قلت: ومن هذا قال اللَّه تعالى في الثناء على موسى عليه السلام 'وكان عند اللَّه وجيهاً' سورة الأحزاب الآية 69.
إن إعطاء أخوتنا قدراً من المسؤولية والصبر على أخطائهم مع تقويمها برفق وروية خير وأبقى، والعمل على إشاعة الثقة وحسن الظن في التعامل تعلمهم خلق الأنبياء، كما أن الحلم والصبر عليهم يفتح قلوبهم لتقبل الآخرين، فرغم أنهم يعيشون متفاوتين في السن والجنس (ذكوراً وإناثاً)، وفي المستوى الثقافي والفكري، وفي الحالات النفسية والصحية والميول والمؤهلات الذاتية، إلا أن العيش في الأسرة يتطلب منهم أن يكونوا منسجمين، الأمر الذي يتحقق بالحب والإيثار، والتحية، والهدية، والاحترام المتبادل، والتعاون، وتناول الطعام في مأدبة مشتركة، والتفاهم من خلال الأحاديث الودية، والعفو والتسامح في حال حدوث المشاكل بينهم، والعمل على حلها عن طريق التفاهم، كما أنه من الضروري إستيعاب الآخر، فيمكن أن يكون أحد أفراد الأسرة عصبياً، أو حساساً، أو يثير مشاكل مع الآخرين، وقد يطلق كلمات جارحة، أو يقوم بعمل مثير للغضب، وقد يرد الأخ على أخيه بالمثل، فعندئذ تتوتر العلاقة في الأسرة، وتتعقد الأجواء، وتتطور المشكلة، وعندما تحدث مثل هذه الحالات ينبغي أن يقابل الغضب والانفعال بالهدوء، ودونما مواجهة، ثم العودة بعد فترة، أو في اليوم التالي، لبحث المشكلة مباشرة بين الطرفين، أو من خلال أحد الأبوين أو الأخوة، أو الأصدقاء للعمل على حلها .
ولنتذكر أن العفو والتسامح والسيطرة على النفس عند الغضب، هو موقف أخلاقي يكشف عن قوة الشخصية، وسلامة النفس من الحقد والروح العدوانية، ولقد امتدح الله عز وجل ذلك في قوله عزوجل: (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران/ الآية 134.
سأل أحد السلف رحمه الله: أيهما أحب إليك صديقك أم أخوك؟ فأجاب: إنما أحب أخي لأنه صديقي!
يدك يا أخي لا تبخل بمدها لإخوتك وأنت معهم، ولا بابتسامتك وإظهار حبك لهم، فالحياة قصيرة ولا يبقى فيها إلا طيب الأثر، فهنيئاً لكل من عرف نعمة الأشقاء، وكان معهم بقلب محب صادق، ويداً ممدودة لهم في السراء والضراء، وكان كحبة السكر تترك أجمل الأثر حتى بعد إختفائها.
ولا يمكن أن يفوتني إهداء هذه السطور إلى الزهرات الخمسة التي تركها لي والدي ووالدتي رحمهما الله لتزين لي حياتي، الزهرة الكبرى التي ترمز لصاحبة العمل الصالح، والثانية والثالثة اللاتي حملن ما يرمز لما يطال إليه النظر لروعته، والرابعة التي حملت ما يرمز للأحلام والأماني، والخامسة شهد الحياة التي هي أحلى من العسل، من سيبقى قلبي متوجاً بهم ما حييت بإذن الله.