النواب أمام ملف القضايا المالية

النواب أمام ملف القضايا المالية
زيدون الحديد
أخبار البلد -  
ليس من مظالم كما تلك المظالم في القضايا المالية،التي يتم إرسال أصحابها الى السجون فيمضون عمرهم سجناء على ذات القضايا.

على سبيل المثال فقد يتم الحكم على شخص على خلفية نفقة زوجته،او على خلفية إيجار منزل،فإذا تم سجنه،يخرج لاحقا من السجن،فإذا لم يسدد المطلوب منه،عاد الى السجن مجددا،بذات الاحكام.حسناً.ماهي نهاية القصة مادام المدين عاجزا عن الدفع؟!

مئات السجناء حالياً يمضون عمرهم في السجون على خلفية قضايا نفقة للزوجات،وعدد هؤلاء بالمئات،وهناك مئات البشر يمضون عمرهم في السجون على خلفية قضايا مالية لها علاقة بإيجارات المنازل غير المدفوعة.

إذا كان المرء عاجزاً عن الدفع وهو خارج السجن،فكيف سيدفع وهو داخل السجن؟،ثم أين العدالة في خروجه وعودته لاحقاً على ذات الاحكام،بعد ان ُيجدّد صاحب القضية قضيته؟،ولوتم اقتطاع لحم السجين على طريقة «شايلوك» لكان أرحم له.

هناك رأي قانوني طريف يقول ان يوم السجن للسجين يجب ان تكون له قيمة مالية،اذ ليس معقولا ان يحبسك شخص ثلاثة اشهر على مطالبة بألف دينار،وتبقى تعود وتكرر ذات المدة،وكأن السجن هنا،ليس عقوبة محسوبة معنوياً أو مالياً؟!.

قد يتم حكم شخص على خلفية أربع قضايا أجرة،بالسجن تسعين يوما على كل قضية،والمجموع هو عام كامل،وبعد ان يخرج ولايسدد بسبب ظرفه المالي،يعود الى السجن مجددا لعام آخر جديد،وقد يمضي عمره بهذه الطريقة.

هذا يفرض على النواب إجراء تعديلات على قوانين القضايا المالية،وهذه القضايا لا تسجن في دول الغرب،لكنها تسجن هنا.

السؤال المطروح ماهي كلفة السجن على السجين وعائلته،وماكلفة السجن على ذات الدولة،والذي يتم سجنه على خلفية قضية مالية،تقوم التنمية الاجتماعية بالدفع لعائلته،وتقوم الدولة بالانفاق عليه في السجن،ولو حسبنا كلف الانفاق على السجين وعائلته،لاكتشفنا ان المبالغ المدفوعة اضعاف المبالغ المطلوبة!.

أين العدالة في التدمير الاجتماعي لعائلة السجين،زوجته،بناته،أولاده،وقضايا مالية كثيرة قيمتها قليلة لكنها ترسل الى السجون التي باتت غارقة بقضايا الأجرة،والأبواب مفتوحة وتقول:هل من مزيد؟!.

لا أحد يقبل ضياع حقوق الناس بالمقابل،غير ان على الدولة ان تجد حلولا جديدة للقضايا المالية،وان تجري تعديلات على القوانين،والذي يدرس القضايا المالية واحكامها،يعرف ان المحكوم يتم اعدامه ببطء،لعجز الانسان عن الدفع بسبب الظروف المالية التي يمر بها،وليس كل عاجزعن الدفع محتال او نصاب.

المفارقة ان السجين يتم تدميره،فلا يدفع لصاحب الحق حقوقه لمنعه من العمل،والمفارقة الاخرى ان الدولة تمول حكم السجين عبر المعونة الوطنية وعبرالانفاق عليه في السجن بشكل يفوق المطلوب منه.

آن الاوان ان تتم اعادة النظر في ملف القضايا المالية من الشيكات الى الكمبيالات الى سندات الامانة،وصولا الى قضايا الاجرة بأشكالها المختلفة،لاننا نشهد تعسفاً كبيراً،في ظل تراجعات اقتصادية تقول اننا سنكون بحاجة الى سجون اضافية من أجل سجن العاجزين عن الدفع.

لعل النواب يعيدون قراءة القوانين المتعلقة بالقضايا المالية،ويعدلون عليها،فوق سعيهم لاصدارعفو عام،عمن ُيمكن العفو عنه،ولانقصد هنا عتاة المجرمين،لكننا نتحدث عن احكام الحق العام على الاقل،وعن القضايا التي يمكن العفو فيها.

التخفيف عن الناس،دون الإضرار بحقوق الآخرين،ممكن ومتاح.
 
شريط الأخبار وفيات الجمعة 19 - 12 - 2025 الاتحاد الأردني لكرة القدم يعلن موعد عودة النشامى إلى عمان الذهب يسجّل أعلى مستوى له في التاريخ الأمن العام: خذوا تحذيراتنا على محمل الجد... الشموسة أداة قتل أجواء باردة في أغلب المناطق.. وتحذيرات من تدني مدى الرؤية الأفقية البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب الملكة تشكر النشامى.. "أداء مميز طوال البطولة" الملك يشكر النشامى.. "رفعتوا راسنا" «لدورهم في 7 أكتوبر»... تحركات إسرائيلية لإعدام 100 من عناصر «القسام» وزير التربية: إرسال مسودة قانون وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية لمجلس النواب الشهر المقبل المنتخب الوطني وصيفا في كأس العرب بعد مشوار تاريخي دور شراب الشعير في علاج حرقة البول مجمع الضليل الصناعي خبران هامان عن الشقاق وحمد بورصة عمان تغلق على ارتفاع بنسبة 0.56 % الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي الأحد المقبل وزير المالية: النظر في رفع الرواتب خلال موازنة 2027 صوت الأردن عمر العبداللات يمثل الأردن في ختام بطولة كأس العرب 2025 "شركة التجمعات الاستثمارية" لغز الاقالة سيعيد الشركة للمربع الأول مبادرة "هَدبتلّي" تصنع الفرح في الشارع الأردني وبين الجمهور والنوايسة: الشماغ رمز أصيل للهوية الوطنية يعكس لباسه معاني الشموخ خطط واجراءات حكومية قادمة من رئاسة الوزراء