أخبار البلد -
الرئيس الاميركي باراك اوباما المنتخب حديثا اعلن امس في اول خطاب له بعد انتخابه انه سيسعى الى زيادة الضرائب على الاغنياء لسد العجز المالي في اميركا، اما الرئيس عبد الله النسور المعين حديثا في منصبه فيسعى نحو جيوب الفقراء الاردنيين الذين يشكلون الغالبية العظمى من الشعب؛ لسد العجز المالي في الموازنة التي هي اقل حتما من موازنة شركة كبيرة في اي بلد بالعالم.
اما اغرب ما في سعي الرئيس النسور قوله انه يريد ان يتحمل المسؤولية الوطنية كاملة، وان هذا ما يدفعه لاتخاذ قرار رفع الاسعار والغاء الدعم الحكومي، في المقابل يتحمل رئيس اكبر دولة بالعالم المسؤولية ايضا ولا يفكر بفقراء اميركا والطبقة المتوسطة الا لجهة دعمهم، وليس الانقضاض عليهم كما يريد ان يقترف رئيس وزراء دولة فقيرة .
يدرك الرئيس النسور ان سبب العجز المالي وتفاقم المديونية الكارثة خلال السنوات العشر الاخيرة هو تعاظم الفساد ونموه بدرجات ظلت تتصاعد دون توقف، وعمليات النهب المنظمة لمجمل مقدرات الدولة والاستحواذ عليها، من خلال البيع والتأجير الرخيص وشتى اساليب الاحتيال، وانه في فترة ما سنت قوانين لشرعنة الفساد في قطاعات التامين والحديد وغيرذلك، الامر الذي سهل عمليات النهب والسلب لفئات بعينها هي الان من اغنى الاغنياء، وان المسؤولية الوطنية الحقيقية تقتضي استعادة ما نهب، وهذا وحده يكفي لانقاذ الدولة برمتها وليس فقط سد العجز المالي. وهو، اي النسور، اكثر من يدرك ان الشعب الاردني ليس مسؤولا بالمطلق عن السياسات الحكومية، وانه لم يختر يوما حكومة ولا وزع المناصب، وان من تولوها هم الذين قادوا البلد الى ما نحن فيه، وليس الشعب ابدا الذي هو الضحية سابقا، ويريده النسور الان شهيدا انتحاريا وهو يبحث عما قد يجده المواطن ليدفعه تعويضا عما تم نهبه منه .
ثم اي مسؤولية وطنية هذه التي يتحدث عنها النسور وهو الذي وجد نفسه في موقع القرار الذي اشبعنا رفضا له طوال سنتين، ام انه خلالها لم يكن وطنيا ؟ . وهل من الوطنية ان لا ينتظر الحكومة البرلمانية الموعودة لتقرر مع مجلس النواب الموعود انتخابه بنزاهة بدلا منه ؟ وكيف يكون شكلها هذه الوطنية التي تضع كل الحلول جانبا ولا ترى سوى جيوب الناس الغلابى؟ هذه الاسئلة وغيرها اطرحها عليكم اعزائي المواطنين لتقولوا من هو الوطني حقا النسور ام اوباما .