أخبار البلد -
اخبار البلد
في قريتي، الربة، أعني أجمل مكان على الكوكب، يوجد منطقة أثرية، رومانية وبيزنطية، فيها أعمدة كأعمدة جرش، وفيها كذلك أهلها، أهل أمجاد كثيرة وكبيرة، من بينهم الشهيد هزاع المجالي، والبطل العربي المعروف، حابس المجالي، ومثلهم كل أهلها وأهل الكرك والجنوب الأردني، أعني أنهم يصطفون جميعا على ذات الدرجة والنظرة من العلاقة مع الصهاينة المجرمين..
بعد صلاة عصر الجمعة الماضية، وفي مسجد الربة الصغير، وقف سالم الجرادات، وهو شاب يملك محلا تجاريا في السوق المحاذية للموقع الأثري، وقف سالم أمام المصلين وذكر لهم الحادثة:
إخوتي الكرام: مرّ رهط أو قطيع صهيوني بالقرية، وكانوا ينظرون لي بازدراء بائن، فغضبت منهم ومن وجودهم في هذه البلاد الطاهرة، وقذفتهم بحذائي، تماما كما فعل منظر الزيدي مع القاتل بوش، ورغبت أن تعرفوا القصة الحقيقية مني في حال تم اعتقالي بتهمة الاعتداء على سياح.. قالها سالم لأنه مؤمن، لا يلدغ من جحر «سياحي» مرتين.
شوية الصهاينة، الذين أرخوا جدائلهم على أكتافهم، أجزم أنهم يعلمون أن الربة هي القرية التي أنجبت حابس المجالي، بطل اللطرون وباب الواد، الذي اكتفى بلغة وحيدة مجيدة، يفهمها المحتل الغازي المجرم، والذي قال عنه قادتهم: أنه وفي باب الواد واللطرون،استطاع أن يلحق خسائر في جيش الدفاع الاسرائيلي أكثر من خسائرهم في كل مواجهاتهم القتالية التي سبقت، وربما كان ازدراؤهم لسالم مبنيا على سخريتهم من أمة عربية قليلا ما أنجبت مثل الذي «حابس الذي حبسهم بالوادي..حابس وجنوده وكادي»..أجزم أن هؤلاء يعلمون أن هزاع المجالي هدّد يوما بالتخلي عن الالتزام بهدنة دولية من أجل إعادة عائلة مقدسية استولى الصهاينة على بيتهم آنذاك، فخرج المستوطنون من البيت وتمت إعادة العائلة الفلسطينية لبيتها.
أهل الأردن عموما، وخصوصا أهل الجنوب، معروفون باحترامهم للضيف من أية ملة، ولا يمكن لأي قديم أو مجدد في تاريخ الناس أن ينكر هذه القيمة العربية الأصيلة خصوصا عند أهل الكرك، لكن مثل هؤلاء الضيوف غير مرحب بهم في أي أرض طاهرة، فهم «دنس» ورد ذكرهم في القرآن الكريم، ولا يمكن لكركي من الربة أو أردني أصيل من أي منطقة كان.. لايمكن له أن ينسى أو يتغاضى عن حقيقة الاحتلال والاجرام الصهيوني بحق الأمة والعرب وحق فلسطين وأهلها، حتى لو تناسى «السياسون» وسائر العرب هذه الحقيقة، فلن ينساها مواطن مسيس كسالم أو أي مواطن آخر بسيط..
الأردنيون، وأهل الجنوب، وأهل الكرك وفي ذكرى النكسة وأخواتها، لا يسعهم إلا أن يقدموا نعالا كركية على وجوه صهيونية «سمجة»، جاءت تتمختر أو تستهزىء بالنبض العروبي «السالم»..النبض الذي لن يستقر إلا أن يعود الأقصى وتعود القدس وسائر فلسطين لأهلها..
فاحصوا النعال ايها المحتلون..ستزيد عددا، ويزداد أهل الحق مددا.