اخبار البلد
نشرت "العربية نت” مقالا باللغة الانجليزية كتبه علي يونس، ويتحدث فيه عن حركة الإخوان المسلمين في مصر وتونس و الأردن و كيفية استفادة هذه التنظيمات من الثورات العربية التي حصلت العام الماضي والتي ساهمت بصعود هذه الحركة ووصولها للسلطة بعد أن كانت مهمشة أو حتى محظورة في بعض البلدان.
يقول الكاتب أنه يبدو أن تنظيم الإخوان المسلمين قد بدأ فعليا بجني ثمار الانتفاضات، خاصة في مصر و تونس وعلى نحو أقل في الأردن. مضيفا أن هذه المنظمات كانت تاريخيا محظورة أو مهمشة حيث سجن العديد من أعضائها و تم منعهم من تشكيل أحزاب.
ففي مصر وتونس ، بالإضافة إلى كون هذه الحركات محظورة ومشتتة، تم استخدامها من قبل ” الأنظمة القديمة” كوسيلة للضغط على الغرب عن طريق جعلها "كرجل القش” أوالفزاعةلتخويف الغرب من الخطر الإسلامي في حال تم الإصلاح السياسي في هذه البلدان أو حدث انفتاح ديمقراطي. الخوف الكامن هو في وصول الحركة الإسلامية للسلطة كجزء من النظام الديمقراطي الجديد.
ويقول الكاتب بأنه ينبغي أن لا يكون هنالك خوف أو شعور خاطئ في كون الجماعات الإسلامية جزءا من النظام السياسي مثل حق المجموعات الأخرى أو المجموعات اليسارية، وحتى الفوز في السلطة، إذا كانت الديمقراطية الحقيقية هي الهدف هنا.
ويستعرض الكاتب كيفية اقتراب الإخوان للسلطة قائلا بعد أن ثار المصريون وأطاحوا بالنظام الفاسد للرئيس السابق حسني مبارك، ويبدو أن التنطيم على وشك الاستيلاء على الرئاسة خاصة بعد أن حصلوا على غالبية المقاعد في مجلسي البرلمان. نفس العملية جرت في تونس حيث حصل الحزب المرتبط بالإخوان المسلمين (حزب النهضة) على أغلبية المقاعد في البرلمان و الحكومة.
أما في الأردن، فيقول الكاتب إن جماعة الإخوان المسلمين تواجه حملة تشويه وتشهير صعبة من فبل المخابرات الأردنية، بواسطة الربط بينها وبين وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) والاستخبارات العسكرية البريطانية (أم أي فايف) واستخدامها لتخويف/إبعاد المواطنين الأردنيين عن الحركة. يقول الكاتب أن ما أثار الحركة المؤيدة للديمقراطية للإصلاح في الأردن هو الركود السياسي والاقتصادي والفساد الذي حول البلد في السنوات الأخيرة إلى ” دولة هشة على وشك الانهيار”.
وأضاف أن الدين قد بلغ أكثر من 17 مليار عام 2011 ، والذي بدوره أدى لتفاقم المشاكل الاقتصادية حيث يستخدم نصف المساعدات الأمريكية للأردن و البالغة 660 مليون دولار بالعام لتغطية هذا الدين. ويضيف الكاتب قائلا أن الفساد السياسي والسياسات الاقتصادية السيئة جعلت من مفهوم أمن الأردن الوطني بلا معنى، ذلك أن البلد تقريبا معتمد اعتماد كليا على برامج المساعدات الأمريكية الخارجية و المساعدات المالية من المملكة العربية السعودية.
إضافة إلى ذلك أن الجيش الأردني هو لوحده في منطقة ليس لديها نظام لاستدعاء الاحتياط في وقت الحروب، وصغير جدا للدفاع عن الأراضي الأردنية، الأمر الذي يجعل البلد معتمدا في وجوده على حسن نوايا الآخرين في المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية.
هنا يقتبس الكاتب مقالا عن صحيفة "الغد” للصحافي الأردني أسامة الرنتيسي مستندا إلى مصادر في المنطقة يذكر فيها أن القيادي في جماعة الأخوان المسلمين في الأردن الدكتور همام سعيد و القيادي السابق للإخوان المسلمين في مصر الدكتور كمال الهلباوي قد التقيا في اسطنبول في تركيا يونيو الماضي مع نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق ستيفن كابس و المديرة السابقة للاستخبارات العسكرية البريطانية اليزا منينغهام بولر .وبحسب الكاتب فان كلا كابس و بولر كانا متقاعدين من الخدمة عند الاجتماع المزعوم و أن الصحافي الرنتيسي قد نقل في تقريره أن كلا المسئولين تعهدا خلال الاجتماع أن حكومة الولايات المتحدة وأجهزة مخابراتها ستدعم أهداف الإخوان المسلمين في الوصول للسلطة وقاموا بحث القياديين على محاربة الإرهاب وتحقيق السلام مع إسرائيل. علما أن جماعة الأخوان المسلمين نفت الادعاءات الواردة في التقرير ورفعت دعوى ضد الرنتيسي و صحيفة الغد.
الكاتب يضيف بأنه سأل الرنتيسي عما إذا كان يؤكد على محتوى التقرير فأجابه بنعم مضيفا أنه "يستند في معلوماته على التقرير الغير رسمي أو دقائق هذا الاجتماع المزعوم”.
يدخل الكاتب هنا في تاريخ الأخوان المسلمين في الأردن و علاقة الحركة مع النظام و كيفية تحولها من متحالفة مع النظام ضد القوميين العرب و اليساريين خلال الخمسينات و الستينات و السبعينات و لكن في أواخر الثمانينات والتسعينات و حتى الآن، انتقلت الجماعة إلى المعارضة لأسباب عدة أولها معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994 و التي تعارضها الحركة بشدة..
في غضون ذلك يرى الكاتب أنه في الوقت الذي ساهمت الانتفاضات في العالم العربي في تعزيز حظوظ الجماعات الاسلامية في مناطق مثل مصرو ليبيا و تونس و المغرب، إلا أن جماعة الإخوان في الأردن "واجهت عدوا قاسيا في الأردن وهو المخابرات والأجهزة الأمنية الأخرى” حيث صورت أجهزة الأمن الأردنية جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة فلسطينية غريبة أو بوصف آخر "فلسطنة” الجماعة وجعلتها تبدو عل أنها "عدو وتمثل تهديدا للأردن” مضيفا أن هذا كان متعمدا لمنع توحيد المواطنين الأردنيين و الأردنيين من أصل فلسطيني ضد سياسة الحكومة.
يرى الكاتب أن كون الأردنيين من أصل فلسطيني عنصرا كبيرا في المواطنة الأردنية، كان من الملائم للحكومة أن تصور الفلسطينيين "تهديدا” لسائر المواطنين، و في الوقت نفسه اخافة الفلسطينيين من السعي للحصول نصيبهم العادل من السلطة في البلاد.
يقول الكاتب أن كلا من الدكتور همام سعيد، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الأردن و مسئولين في المخابرات الأمريكية نفوا بشدة المزاعم عن هذا الاجتماع في اسطنبول.لكن الغريب عن تقرير الرنتيسي هو أنه استخدم أسماء اثنين من أكبر أعضاء سابقون في الاستخبارات الغربية ليتزامن مع المؤتمر الإسلامي التي وقع في تركيا في الوقت نفسه، و يضيف الكاتب قوله بأن هذا يعني أن كل من وضع هذا التقرير للنشر في الصحف الناطقة باللغة العربية كان لديه موارد استخباراتية وإمكانات وموارد متوفرة فقط لدول أو لدولة.
و ينتهي الكاتب بوصف الجماعات الإسلامية في مصر و تونس على أنها بخلاف الجماعة في الأردن تحرص في رسائلها على إرضاء الحكومات الغربية، وذلك كجزء من التحول الجديد مضيفا أن حركات الإخوان المسلمين أثبتت أنه يمكن أن يكون تنظيم مرن و غير معارض في أن يكون أقل التزاما بالأيديولوجية لصالح مسار واقعي للسلطة.