لماذا تأخر التحول الرقمي في الأردن؟
هل هو نقص في المهارات الأردنية المدربة؟ أم استبعاد للكفاءات الحقيقية عن المسرح الذي يُفترض أن يقود هذه المرحلة؟
أم هو ضعف في البنية التحتية الرقمية رغم أنها شهدت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية؟
أم أن القدرة الاقتصادية لا تسمح، رغم أن الأردن أنفق الملايين على اللجان والمؤتمرات والدراسات التي كان الهدف منها تسريع التحول الرقمي… ولو وُضعت تلك الأموال في مكانها الصحيح، لربما كنّا اليوم في مقدمة دول المنطقة في هذا المجال؟
الحقيقة أن جزءًا كبيرًا من التأخير سببه مقاومة التغيير؛ تلك المقاومة الصامتة التي تتغذى على الخوف من الجديد، وعلى العادات الإدارية القديمة التي لا تزال تتمسك بقيود الورق والطابع الرسمي التقليدي.
لكن السبب الأعمق والأكثر تأثيرًا، والذي لا يمكن تجاهله، هو غياب الرؤية الواضحة والاستراتيجية المحددة بزمن، استراتيجية تفرض على جميع الجهات المعنية الالتزام بالتنفيذ وتضعهم تحت طائلة المساءلة عند حصول التقصير أو التأخير.
لطالما قلناها، ونكررها اليوم وغدًا:
أعطوا الخبز لخبازه.
أطلقوا العنان للطاقات الشبابية الأردنية، فهم أصحاب الأفكار الخلاقة، وهم جنود التحول الرقمي الحقيقيون. ضعوهم تحت إدارة مسؤولة، صادقة، لا تبحث عن مكاسب شخصية، بل عن تقدم الوطن أولًا وأخيرًا.
عندها فقط… يمكن للأردن أن يقف في الصفوف الأولى، لا كمتابع للتحول الرقمي، بل كصانع له ومُلهِم لغيره.


