العقبة... حيث السواقة تصبح انعكاسًا للنظام

العقبة... حيث السواقة تصبح انعكاسًا للنظام
الكابتن أسامة شقمان
أخبار البلد -  
في أقصى جنوب الأردن، هناك مدينة لا تُشبه غيرها.

مدينة لا تُدرّس قواعد القيادة فيها في قاعات المحاضرات، بل تُدرَك من خلال التجربة اليومية، من خلال الصمت، ومن خلال الإحساس الجماعي.

العقبة ليست مجرد مدينة... إنها فكرة. بل حالة وعي.

في العقبة، الدوّار ليس مجرد حلقة من الإسفلت تُحاصرك بسيارات أخرى، بل مساحة يتجلى فيها احترام الذات والآخر.

كل دخول إلى دوّار هناك هو لحظة تأمل، وكل خروج منه يشبه يقظة داخلية.

كأن القيادة فيها رقصة صوفية، كل سائق يعرف متى يدخل ومتى يتوقف دون أن يُقال له، وكأن الجميع يتحرك على نغمة خفية لا يسمعها إلا من يصغي بقلبه.

في دوّار الأميرة هيا، لا تسمع أبواق السيارات ولا ترى عجلة توتر.

هناك، العيون تتخاطب بصمت، والنية الطيبة تسبق الإشارة الضوئية.

النظام لا يُفرض، بل يُولد من الداخل، من حسّ مشترك بالاحترام والتقدير المتبادل.

العقبة... النموذج الممكن

كنتُ، وما زلت، أشعر بشيء من الغيرة حين أزور مدن الخليج العربي — دبي، أبو ظبي، البحرين — حيث النظام في القيادة يُحترم، والهدوء يلف الطرق، وحيث لا يُنظر إلى الشارع كمعركة بل كفضاء مشترك.

كنت أتساءل: لماذا لا نملك نحن في الأردن مثل هذا السلوك؟
لماذا يبدو التوتر سيد الموقف في كثير من شوارعنا؟

لكنني وجدت الجواب في العقبة.
نعم، في مدينتنا الجنوبية، هناك نموذج يشبه تلك المدن.

العقبة تؤكد أن الالتزام ممكن، وأن الجمال يمكن أن يظهر في أبسط مظاهر الحياة اليومية، حتى في طريقة دخولنا إلى دوار وخروجنا منه.

ولهذا، نأمل أن تنتقل هذه الروح إلى باقي مدن المملكة.

أن تصبح العقبة مثالًا لا يُمدح فقط، بل يُحتذى.

اقتراح من قلب التجربة
ولذلك، أقترح — بل أدعو دعوة مؤسسة على التأمل والتجربة — أن تضيف دائرة السير شرطًا جديدًا لتجديد رخص القيادة:
ثلاث ساعات من التأمل الصامت في شوارع العقبة.

نعم، ثلاث ساعات يجلس فيها السائق كطالب في حلقة صوفية، يراقب كيف يُمارس النظام هناك.
كيف تسبق الأخلاقُ القوانين، وكيف أن احترام الطريق يبدأ من الداخل، لا من يافطة على الجدار.

فقط بعد هذا التأمل، فقط بعد هذا الإدراك، يمكن أن يُقال له:
"أنت الآن سائق".

العقبة ليست مدينة فحسب، بل مرآة نادرة لانعكاس الوعي المدني.

وفيها، الدوار ليس حلقة من الطريق، بل دائرة من الفهم.

القيادة هناك ليست طقسًا آليًا، بل ممارسة روحية، تهذيب للغرائز، وانتصار للذوق العام.

فيا سائقي الوطن...

شدّوا الرحال إلى هناك، ليس إلى البحر وحده، بل إلى دواراتٍ علمتني كيف أدخل... لأخرج إنسانًا آخر.



شريط الأخبار عشرات الآلاف يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى 3 وفيات وإصابة إثر تسرّب غاز في عمان الجيش: القبض على شخصين حاولا التسلل من الواجهة الشمالية عبيدات: تقليم أشجار الزيتون يلعب دورا كبيرا في تحسين الإنتاج شهيد باقتحام الاحتلال بلدة أودلا جنوبي نابلس الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة "درون" على الواجهة الغربية الملك يشارك في قمة أردنية أوروبية بعمّان في كانون الثاني 2026 الاتحاد الأردني لشركات التأمين يختتم أعمال البرنامج التدريبي الأخير ضمن خطته التدريبية لعام 2025 "إدارة الأزمات" تحذر من مخاطر عدم الاستقرار الجوي خلال الـ48 ساعة القادمة "النقل البري": إلزام سائقي التطبيقات الذكية بالضمان الاجتماعي قيد الدراسة (43 %) من متقاعدي الضمان تقل رواتبهم عن 300 دينار استقالة عكروش من رئاسة الجامعة الأمريكية في مأدبا غوغل تكشف أبرز مواضيع بحث الأردنيين في 2025 استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد مراسم الاستقبال الرسمي لبوتين أمام القصر الرئاسي في نيودلهي (فيديو) حفل سحب قرعة كأس العالم 2026 اليوم أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غداً وفيات الأردن اليوم الجمعة 5/12/2025 "شيطان يطاردني منذ 7 أكتوبر.. فعلت أشياء لا تغتفر": ضابط إسرائيلي في لواء غفعاتي ينتحر بعد اجتماع ديسمبر.. الفدرالي الأميركي يستعد لثمانية اجتماعات حاسمة في 2026!