علمتنا هذه الأزمة أن نظرية الاعتماد على "البلوغر" و"اليوتيوبر" و"التيكتوكر" في الدفاع عن البلد، سقطت إلى الأبد.
وعليه، يجب أن يُحاسَب من كان صاحب هذه النظرية… هذا أولًا.
أما ثانيًا، فقد علمتنا هذه الأزمة ضرورة التفكير جديًا بالبحث عن شراكات سرية، وأن نكون جزءًا من إعلام خارجي، وليس بالضرورة أن تكون هذه الشراكات مُعلَنة، لكنها ستكون مفيدة للبلد حين نحتاج إليها.
وعلمتنا هذه الأزمة ضرورة أن ندعم الإعلام الوطني، وألا نُضيّق عليه، لأنه مهما كانت له شطحة هنا أو شطحة هناك، فإن هذا الإعلام الوطني يتحول إلى جندي جاهز للدفاع عن وطنه، ويلبس "الفوتيك" بكل فخر، فلا تكسروا أجنحته.
وعلمتنا هذه الأزمة أن إعلام الديوان الملكي لم يكن كفؤًا، لا في مواجهة البيت الأبيض الماضية، ولا في افتراءات موقع لندن الأخيرة، وأنه كان عاجزًا عن إدارة الأزمة بكافة تفاصيلها، في الأولى والثانية.
وعلمتنا هذه الأزمة أيضًا أنه لا يجوز أن يكون الدفاع عن الوطن "فزعة" و"لَمّة شباب" بشكل عشوائي غير منظم، لأن العشوائية أحيانًا قد تؤذي الرسالة الإعلامية التي نريد أن نوصلها للخارج.
وعلمتنا هذه الأزمة أننا إذا لم نتحرك الآن للملمة الملف الإعلامي وتنظيمه، فسنواجه – لا سمح الله – أزمات قادمة سنبدو أمامها عاجزين عن الدفاع عن وطننا، لأننا نخاطب الداخل ولا نستطيع أن نخاطب الخارج، الذي هو الأهم ومفصل القضية في الخطاب.
اليوم… على عقل الدولة الأردنية أن يُجيد التفكير السريع، ويتحرك بهذا الاتجاه، وأن يُدرك أننا مستهدفون من عدة جهات، أجزِم أنها الآن سعيدة لأنها علمت حجم عجزنا في الإعلام الخارجي، وهذا هو مفصل القضية، إذ لا يجوز أن نترك ظهورنا مكشوفة لأي طعنة نتلقاها من الخارج.
أرجوكم… أعيدوا حساباتكم فورًا، فقد آن الأوان للتحرك واتخاذ القرار…
اللهم إني بلّغت… اللهم فاشهد.