يا عمال البوتاس ... لقد طفح الكيل

يا عمال البوتاس ... لقد طفح الكيل
أخبار البلد -  
مالك نصراوين -لليوم الثاني على التوالي ، يعتصم المئات من عمال شركة البوتاس العربية ، في مواقع الشركة الثلاث ، غور الصافي والعقبة وعمان ، بعد الاعلان عن مهزلة انصاف المظلومين من قبل الادارة الكندية ، بالتعاون مع نقابة المتآمرين على عمال المناجم والتعدين ، والادارة الوسطى العربية ، فجاء هذا الانصاف عكسيا ، ليحقق المزيد من القهر للعاملين ، فبدل ان يتم تعديل رواتب من حرموا من الزيادات التي يستحقونها منذ عام 2008، تم تحويل هذه الزيادة الى رواتب المدراء العرب الخيالية ، وحرمان صغار العاملين منها ، امعانا في القهر ، وتحديا سافرا لمطالبات العمال وتضحياتهم .
الم يكفي هولاء المدراء رواتبهم ، التي وصلت ادناها الى ما فوق الخمسة الاف دينار ، والامتيازات التي يتمتعون بها ، حتى تتم زيادة رواتبهم من 200 الى 400 دينار ، هل وصلتكم الرسالة بالخطأ ، وتم ترجمتها لكم ، بان العمال يطالبون بزيادة رواتب المدراء ؟ انها ليست من قصص الظلم الاجتماعي في العصور الوسطى ، انها من احداث القرن الحادي والعشرين ، وفي الاردن ، وتمارسها ادارة غربية ، في الوقت الذي يرفع فيه الغرب ، شعار الديمقراطية وحقوق الانسان ، فيحرض على الثورات ، وقلب انظمة الحكم في الدول العربية ، بدعوى حماية حقوق الانسان ، الم يكن الاجدى بكم ايها الغربيون ، ان تعطونا درسا بهذه القيم ، بعد ان تسلمتم زمام الامور في شركة البوتاس العربية ، الم يكن الاجدى بكم ، ان تستمعوا الى المظلومين اولا ثم تنصفوهم ، وتحققوا العدالة ، حتى نصدق ساستكم ، الذين صمَوا اذاننا بصرخات المطالبة بالحرية ومحاربة الديكتاتورية ؟ كيف يطالبنا الغرب بالديمقراطية ، واسقاط الديكتاتورية ، وادارتنا الكندية تمنح المدراء العرب ، الصلاحيات المطلقة لممارسة الظلم ، واغداق الرواتب والزيادات عليهم ، وترفض اي شكوى ضدهم ، وتغلق الابواب في وجه العمال .
ان ديمقراطيتنا "الديكتاتورية" افضل من ديمقراطيتكم ، ففي عهد الادارة العربية لشركة البوتاس ، كان لدينا ما يشبه الاستئناف والتمييز ، كان باستطاعة اي عامل ، ان يذهب الى مكتب نائب المدير العام للشؤون الفنية في اي وقت ، حيث كان يتواجد في مكتبه ليلا ونهارا ، وان يذهب الى اي مسؤول اعلى ، عندما يعجز عن نيل حقه ، وان لم تصدقوا اسالوا عن المهندس ناصر السعدون ، الذي كان يفعل ذلك ، لتنتهي اي مشكلة برضى كل الاطراف ، وليشعر الجميع بالعدالة النسبية الكبيرة ، التي نفتقدها الان ، اما اليوم ، فيستطيع المدير العربي ، ان يمارس كل اشكال الظلم ، بالتلاعب بالتقاييم السنوية ، والتلاعب بحجم العمل لاي من العاملين ، بتكبيره شكليا حتى يبدوا مؤهلا لمنصب اكبر ، وتقليصه حتى يكون حجة لتقزيم دوره ، فهو فوق المحاسبة ، بدعم من الادارة ، لكن القضاء الاردني العادل ، سيكون لهم بالمرصاد .
اما كارثة الكوارث التي حلت بنا ، الا وهي نقابة العاملين بالمناجم والتعدين ، والتي ابتلينا به منذ اواخر عام 2003 ، وهو عام الخصخصة ، فاننا نحمل المسؤولية عن كوارثها للعمال انفسهم ، الذين جددوا انتخاب قيادتها قبل عامين ، رغم التجربة المريرة معها في السنوات السابقة ، لم نتعظ ولن نتعظ ، ما دمنا لا نضع مصلحتنا فوق اي اعتبار اخر ، عندما نتقدم الى صندوق الاقتراع ، تماما كما هو حالنا مع مجلس النواب والنقابات والاحزاب ، نمارس انفصام الشخصية باجلى صورها ، نشكو ونتذمر من التقصير ، ثم ننتخب من كنا نشكوه ، وها هو مجلس النواب اوضح مثال ، فبعد حل مجلس النواب الخامس عشر ، انتخبنا مجلسا اسوأ منه ، نهتف ضده كل يوم ، لكنني على يقين ، اننا سننتخب الاسوأ منه لاحقا ، ولو طبقنا ارقى قوانين الانتخاب في العالم .
منذ عام 2008 ، وهو العام الذي قررت فيه الادارة الكندية من تلقاء نفسها ، تعديل رواتب العاملين ، دون ان يكون للنقابة اي فضل بذلك ، ودورها الوحيد كان بتشويه هذا الانجاز ، عندما رهن اعضائها التوقيع على الاتفاقية العمالية مع ادارة الشركة ، بتحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح اتباعهم ، ووجدوا ضالتهم في ادارة الموارد البشرية آنذاك ، التي وزعت المنح والعطايا على اتباعها ، وفق مبدأ "يا غلام اعطه الف درهم" ، مما حول هذا الانجاز الى كارثة ، وهناك طرفة حقيقية يتداولها العاملون ، تقول بان ادارة الشركة حجزت لاعضاء النقابة في فندق الموفينبك في البحر الميت لثلاثة ايام ، حتى يتسنى لهم دراسة هيكلة الرواتب قبل التوقيع ، فمكثوا ساعتين فقط ووقعوا ، بعد ان ضمنوا مصالحهم ، وكانوا يودون البقاء في الفندق للراحة والاستجمام ، الا ان الشركة الغت الحجز بعد توقيعهم ، ومنذ تلك الموقعة ، والعاملون ينتظرون العدالة ، بعد ان اعترفت كل الاطراف بغيابها ، وها قد تحققت تلك العدالة الاسبوع الماضي ، فتمت زيادة رواتب المدراء ، فيا لها من عدالة .
يا عمال البوتاس ، ان مطالبكم واضحة وعادلة ، العدالة في الرواتب لجميع الفئات ، والعدالة للجميع بالمكاسب ، وخاصة مكافاة نهاية الخدمة ، التي يتمتع بها بضع مئات ممن تم تعيينهم قبل عام 1986 ووصلت لبعضهم لانصاف الملايين ، وحرمت منها الاغلبية ، وبالاخص الذي شارفوا على التقاعد ، ويامل بها العاملون الجدد في قادم السنين ، بمن فيهم بعض اعضا، النقابة ، الذي جاهروا بتفاؤلهم بالحصول على المكافاة ، ما داموا في بداية مرحلتهم العملية ، ولا يهمهم المئات من قدامى العاملين ، الذي ضحوا وعملوا في اقسى الظروف ، وكانوا رواد البناء ، وها هم قد تساووا بالرواتب مع القدامي ، بعد تجاهل الخبرة الطويلة ، وفق مباديء العدالة الجديدة ، التي هلت علينا مع العولمة .
انكم مطالبون يا عمال البوتاس ، بالاستقالة من نقابة المناجم والتعدين ، والسعي لانشاء نقابة مستقلة بكم ، وها هم عمال الفوسفات قد اناروا لنا الطريق ، بعد ان فضحوا دور قيادة نقابة المناجم والتعدين ، فقزموا هذا الدور ، لتصبح عمليا نقابة للعاملين في البوتاس ، وها هم قد حققوا المكاسب لاتباعهم ، بعد ان تحرروا من هذه الصخرة الجاثمة على صدورهم ، ان هذا هو طريق الخلاص الاوحد .

مالك نصراوين
m_nasrawin@yahoo.com
23/4/2012

التاريخ : 2012/04/23
شريط الأخبار في سابقة قضائية... الحكم بالإعدام على شخصين بتهمة إضرام النار عمدًا في مخزن نتج عنه وفاتان تهديدات بالقتل تتسبب بنشر 1500 ضابط لمباراة كرة السلة بين ألبا برلين ومكابي تل أبيب توقعات بتخفيض أسعار البنزين ورفع الديزل في الأردن الشهر المقبل "حرارة انفجار ذخيرته تقارب حرارة سطح الشمس".. بوتين يشرح آلية عمل "أوريشنيك" هذا ما قاله نتنياهو عن وقف إطلاق النار والحرب في غزة هذا ما كشفه المجالي بشأن عودة رحلات الملكية إلى بيروت تنويه من إدارة السير 49 مليون دينار موازنة "النقل" في 2025 حافلة ريال مدريد تتعرض لحادث مروري بعد الخسارة أمام ليفربول تنقلات واسعة شملت 6 عمداء و23 عقيدًا في الأمن العام... (أسماء) إرادة ملكية بإعادة تشكيل مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية (أسماء) تنويه هام من مؤسسة الضمان الاجتماعي "مفوضية اللاجئين" تعلق حول إغلاق مكاتبها في الأردن وزير العدل يترأس الوفد الأردني المشارك في اجتماع مجلس وزراء العدل العرب الملك يفتتح مركز البحث والتطوير والابتكار في شركة البوتاس العربية الملك لأهل الهية.. أنتم دائما مثال الأصالة والشهامة وأرض مؤتة الخالدة في كرك المجد والتاريخ شاهدة الملك اوعز بتجميدها والشعب يسأل عن ضريبة الكاز التي "رجعت" مع الشتوية وزيرة النقل تستقبل السفير الهندي لبحث تعزيز التعاون في مجال النقل الأعيان يشكل لجانه الدائمة ويختار رؤساءها والمقررين - اسماء الخبير الشوبكي: الـ 3.5 مليون دينار المخصصة من الحكومة للتنقيب عن النفط لا تكفي لحفر بئر واحد !!