أحمد الناجي - أكد الخبير الاقتصادي، د. عامر الشوبكي، أن الأردن تقوم بمفاوضات جادة مع الإدارة الأمريكية، وعليها أن تحتاط خلال فترة الـ90 يوماً لمواجهة العواقب فيما بعد مدة التعليق، والعمل على إيجاد تصريف للبضائع التي كانت تصدر لأمريكا في حال تعذر إيجاد حل مرضي للجانب الأمريكي أو محاولة تخفيض الضرائب للحدود الدنيا المفروضة أمريكياً على البضائع الأردنية بنسبة 10% للمساواة مع باقي الدول العربية.
وقال: "من الواجب على الحكومة الأردنية توضيح الواقع للصناعيين والصحافة"، مضيفاً أنه من المحيّر فرض النسبة الأكبر من الرسوم الجمركية على الأردن دوناً عن باقي الدول العربية، على الرغم من أنها دولة حليفة وتنعم باتفاقية التجارة الحرة مع أميركا، ويبقى ذلك مثيراً للتساؤلات.
وأضاف لـ"أخبار البلد"، أن للحكومة الأردنية قد يكون بعض أخطاء بنظر الولايات المتحدة الأمريكية، باختلافها لوجهات النظر الأمريكية بإغراق السوق الأردني بالسيارات الصينية ومشروع العطارات الذي جاء ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية والذي كبد الحكومة خسائر وأعباء اقتصادية، مشيراً إلى أن الحرب الاقتصادية في المرحلة الثانية قد تكون بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول تستخدمها الصين أو تتعاون معها بشكل كبير.
وعلى الصعيد الدولي، أوضح الشوبكي أن تعليق الرسوم الإضافية لمدة 90 يوماً مع استثناء الصين من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشير إلى اعتماده مبدأ العقاب والثواب، ليعاقب الصين والتي بدأت برد فعل انتقامي ضد أميركا برفع رسوم جمركية "مقابلة".
وبيّن أنه من الممكن اسثناء دول أخرى إلى جانب الصين من تعليق قرار رسوم الجمارك المفروضة من أميركا، إضافة إلى أنها قامت بمكافئة الدول التي لم تقوم بإجراءات مخالفة وقد بدأت بالتفاوض بتعليق الرسوم المفروضة عليها والبالغ عددها قرابة 75 دولة من ضمنها الأردن.
وقال الشوبكي، إن الهدف الرئيسي من فرض الرسوم هي الصين لمحاولة كبح جماح الصعود العسكري والاقتصادي فيها، إضافة إلى مصلحة أميركا من إعادة الصناعات والنمو الاقتصادي الكبير للداخل الأمريكي، لافتاً إلى أن الاستهداف طال كندا والمكسيك وبعض دول شرق آسيا والتي تستخدمها الصين في المحاولة للالتفاف على الرسوم والتي ليست بجديدة وإنما قام ترامب بالإعلان عنها خلال فترته الرئاسية الأولى، كما وقام بممارسة فرض رسوم على الصين عام 2017-2018 مما جعل الصين أن تتخذ بعض الإجراءات للالتفاف على الرسوم والرئيس الأمريكي يحاول ضبط المحاولات الصينية.
وتابع أن فترة تعليق الرسوم جاءت للمفاوضات مع الدول المفروض عليها رفع الرسوم الجمركية، وقد تكون نتائج هذه المفاوضات تقليل القيمة أو زيادتها وذلك يعود حسب تلبية الدول للرغبة الأمريكية والتفاوض معها.
وأوضح أن المكافئة الأمريكية للدول التي لم تقم بأي إجراءات انتقامية ضدها قد تتتمثل بتخفيف الرسوم أو وضع إجراءات مخففة للمفاوضات إضافة إلى مكافئة التعليق لمدة 90 يوماً، لافتاً أن بين أميركا والصين حرب تجارية حقيقة مما تستخدم كل منهما جميع الوسائل لمحاولة إضعاف والتأثير على بعضهما، حيث أن الصين تعتبر من أكبر الدول المستثمرة في سوق المستندات والديّن الأمريكي إلا أنها بدأت بالخروج منه، وفي المرحلة الأولى من النزاع قامت بتعميق جراح سوق المال الأمريكي بخروجها من سوق الأسهم الأمريكية، وحاولت منع انهيار السوق الصيني من خلال توجيه المحافظ الرأسمالية الرسمية للدولة الصينية بشراء الأسهم التي تنهار أسعارها.
وأضاف، أن الحرب الاقتصادية الشعواء بين أميركا والصين وصلت إلى فرض ضرائب بشكل مضاد من قبل كلا الطرفين بالازدياد حتى وصلت إلى 125%، مفروضة على الصين و84% مفروضة على أميركا، لافتاً أن المنتصر في هذه الحرب من الناحية التجارية التجارية هي الصين؛ لأن حجم صادراتها يبلغ 540 مليار دولار والتي تشكل 15% من صادراتها إلى أميركا، ويأتي الانتصار من خلال إيقاف صادراتها وذلك لأنه من الاستحالة أن تقوم الصين بإضافة رسوم تبلغ 125% على بضائعها المصدرة وتكون لها قابلية في السوق الأمريكي وقد يحل محلها منتجات أخرى، مما ستجعل الاقتصاد الأمريكي أن يتراجع وأن يصل إلى مرحلة الكساد في النمو بالسالب.
وقال الشوبكي، هناك فرصة لأميركا أن تصرخ أولاً؛ لأن تركيبتها الديمقراطية تسمح لأن يكون هناك احتجاجات من قبل الشعب الأمريكي والتي من الممكن أن تؤثر على الرأي الرئاسي وقراراته ودفعه لتغيير سياساته، كما وأن للشارع الأمريكي كلمته في القرار الأمريكي، بينما الصين لا ينطبق عليها بنظامها الشمولي والذي يكبح الاحتجاجات ولا يسمح للشارع الصيني بالتدخل حول هذا الأمر مما يجعل الكفة في صالح الصين.