الذهب .. من نتائج قرارات ترامب
تحتفظ أكبر دولتين تملكان احتياطي الذهب في العالم (امريكا ثم المانيا) بذهبهما لدى البنك المركزي الأمريكي، ويتحدث تقرير ألماني رصين عن تفكيرالحزب الذي سيتولى الحكم في ألمانيا في نقل الذهب الألماني من أمريكا إلى ألمانيا، أو على الأقل نقله خارج أمريكا، وذلك بعد حرب ترمب التجارية على العالم، لأن المانيا اليوم ترى أن "أمريكا ترمب" لم تعد الحليف الموثوق، وهو ما سبق وقاله رئيس الوزراء الكندي الجديد، كذلك يرى بعض السياسيون الالمان ضرورة إجراء تفتيش حسّي ألماني دوري على رصيد المانيا من الذهب المخزون لدى البنك المركزي الأمريكي للتأكد من وجوده بالكامل هناك، إلى حين اتخاذ قرار بنقل الذهب الالماني إلى المانيا، ويصعب التكهن برد ترمب على الطلب الألماني إن حصل، خاصة أن لأمريكا سوابق في حجز ودائع دول أخرى لديها.
يمثلّ هذا التفكير المعلن رسالة لكل من يحتفظ بذهبه وودائعه من العملات الأجنبية لدى البنك المركزي الأمريكي والبنوك الأمريكية، ولا أبالغ إن قلت، رسالة إلى كل من يستثمر في امريكا، هذا علما بأن ترمب يسوّق الآن "بطاقته الذهبية" التي يبيعها للمستثمرين الأجانب بخمسة ملايين دولار، والتي ستعطيهم حرية الإقامة الدائمة هناك.
يدخل ترمب منذ العام 2017 تغييرات هيكلية عميقة على الداخل الأمريكي، تشريعيا وقضائيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا وتحالفيا، وتدخل قرارته الأخيرة تغييرات هيكلية مماثلة على بنية العالم، وما بين التفاعلات المستمرة لهذه التغييرات، امريكية وعالمية ونتائجها، فإنه ينصح أن تقوم الدول، صغيرة وكبيرة بتشكيل لجنة خبراء دائمة لمتابعتها وتقديم توصياتها لصناع القرار بما يمكن أن تفعله أو لا تفعله، والأردن من بينها.