إطفاء الحروب لإشعالها

إطفاء الحروب لإشعالها
ماهر أبو طير
أخبار البلد -  


أكثر ما يثير الاعصاب في التحليل للشؤون السياسية ما تسمعه من البعض حين يصر اننا مركز الكرة الأرضية، لأن العاطفة هنا، يجب ألا تعميك عن رؤية كل المشهد الدولي، وهو مشهد تحت التفكيك، والخطر، وربما يقف العالم كله امام لحظات فاصلة بشكل متدرج.


إذا أردنا وصف ما يجري في الاقليم بكونه اعادة رسم للجغرافيا السياسية، والفك واعادة التركيب، وطمس حقوق الشعوب، فإننا نعد جزءا من نظام دولي تتداعى اركانه، في كل مكانه، وخذوا مثلا ما يريده الرئيس الاميركي، فهو فرض ضرائب ورسوما جديدة ضد كندا والمكسيك والصين، ويتوعد اوروبا، برسوم وضرائب وجمارك ويقول علنا عن الأوروبيين.. (إنهم يستفيدون من الاميركيين حقا كما تعلمون، لدينا عجز بقيمة 300 مليار دولار، إنهم لا يأخذون سياراتنا ولا منتجاتنا الزراعية، لا شيء تقريبا، ونحن نأخذ كل شيء، ملايين السيارات ومنتجات زراعية بمعدلات هائلة، وان المنتجات الأوروبية ستكون قريبا جدا مستهدفة بدورها برسوم جمركية).


الرئيس الاميركي ايضا يعلن خلال فترة قصيرة أن على الدنمارك أن تتنازل عن غرينلاند للولايات المتحدة، وان على كندا أن تصبح الولاية الحادية والخمسين الاميركية، وانعلى جمهورية بنما أن تتنازل عن قناة بنما لأميركا، وان على دول عربية ان تستثمر مئات المليارات في الولايات المتخدة، وان على الأردن ومصر استقبال اهل الضفة الغربية وغزة، وان اسرائيل بحاجة للتمدد، وان كولومبيا يتوجب ان تتم معاقبتها لرفضها عودة مواطنيها المهاجرين اليها بشكل مخالف، وانه لا بد من تغيير اسم خليج المكسيك، وان على دول الناتو زيادة الانفاق العسكري 2 % من ناتجها القومي، وان على الدول المنتجة للنفط زيادة الانتاج لخفض سعره الدولي، وإضعاف روسيا، وأن على المانيا واليابان دفع المليارات مقابل القوات الاميركية في اراضيها، وان على الصين زيادة مستورداتها من الولايات المتحدة، وتهديد دول البريكس اذا تخلت عن عملة الدولار في معاملاتها الاقتصادية، وهو تهديد حاد جدا، والتهديدات تشمل ايران، وتشيلي، ودول اميركا الجنوبية، ولم يبق احد سالما.

هذه بعض المؤشرات وهو يدخل في حرب اقتصادية مع اغلب دول العالم، ومواجهة سياسة مع دول ثانية، ولا يمكن ان تسكت كل هذه الدول على تضرر مصالحها، لأننا مثلا امام تضرر صادرات كندا، وارتفاع اسعارها، سنكون من جهة ثانية امام ارتفاع اسعار السلع والمنتجات والمستوردات المرسلة الى الولايات المتحدة، بما يعنيه ذلك من ضرر ايضا على طبيعة الحياة الاقتصادية في الولايات المتحدة، وهكذا توجهات تضرب بالاتجاهين، الاميركي، والمستهدف، وامام كثرة الاطراف المتضررة في العالم، فإن الدفع للتكتل ضد الموقف الاميركي سيكون قريبا بشكل او آخر، بما يعنيه ذلك على مستوى المنطقة العربية.



العرب جزء من العالم، ونقع في منطقة ثرية جدا، وحساسة امنيا وعسكريا، وهشة اجتماعية، وتخضع لصراع قوى، وعلى الارجح ذاهبة الى توقيت صعب جدا، لخمسة اعتبارات اولها حسابات المنطقة ذاتها، وثانيها الآثار الجانبية للصراع الاميركي الدولي الذي وصل حتى الى حلفاء تقليديين لواشنطن مثل الكنديين والأوروبيين والعرب، وثالثها الملف الاقتصادي حيث يريد الرئيس الحصول على ثروات الشعوب والامم والدول لحل مشاكل بلاده الاقتصادية، وهو امر لن تقبله دول كثيرة، بالشكل الذي يظنه البعض، ورابعها ارتداد هذه السياسات على الحسابات السياسية داخل الولايات المتحدة، وخامسها ان مبدأ ترامب بإطفاء الحروب العسكرية يوازيه مبدأ اشعال الحروب الاقتصادية، والحصول على ما يريد دون حرب بالدم.

نحن في المنطقة لسنا مركز الكرة الارضية كما اشرت بداية، ونتأثر بأزماتنا، والواضح ان تأثرنا هذه المرة سيأتي مركبا بسبب ما نراه من استدراج الدول لمواجهة دولية مفتوحة.

إطفاء الحروب لإشعالها وليس لوقفها كليا، هذا ما يريده الرئيس حاليا.

شريط الأخبار البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب الملكة تشكر النشامى.. "أداء مميز طوال البطولة" الملك يشكر النشامى.. "رفعتوا راسنا" «لدورهم في 7 أكتوبر»... تحركات إسرائيلية لإعدام 100 من عناصر «القسام» وزير التربية: إرسال مسودة قانون وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية لمجلس النواب الشهر المقبل المنتخب الوطني وصيفا في كأس العرب بعد مشوار تاريخي ولي العهد والأميرة رجوة وعدد من الأمراء يساندون "النشامى" في ستاد لوسيل الإعلان عن تشكيلة "النشامى" في نهائي كأس العرب أمام المغرب القريني يكشف مصير مباراة الأردن والمغرب دور شراب الشعير في علاج حرقة البول مجمع الضليل الصناعي خبران هامان عن الشقاق وحمد بورصة عمان تغلق على ارتفاع بنسبة 0.56 % الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي الأحد المقبل الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي - تفاصيل وزير المالية: النظر في رفع الرواتب خلال موازنة 2027 صوت الأردن عمر العبداللات يمثل الأردن في ختام بطولة كأس العرب 2025 "شركة التجمعات الاستثمارية" لغز الاقالة سيعيد الشركة للمربع الأول مبادرة "هَدبتلّي" تصنع الفرح في الشارع الأردني وبين الجمهور والنوايسة: الشماغ رمز أصيل للهوية الوطنية يعكس لباسه معاني الشموخ خطط واجراءات حكومية قادمة من رئاسة الوزراء مستثمر أردني يقع فريسة عملية تهريب اموال يقودها رئيس وزراء لبناني أسبق