السيناريو الآخر: السنوار ونصر الله أبطال قوميون

السيناريو الآخر: السنوار ونصر الله أبطال قوميون
ممدوح المهيني
أخبار البلد -  

لو أجرينا استفتاء بين الشعوب العربية: ماذا تريدون؟ لأجابت الغالبية منهم: لا نريد الحروب... نريد أن نعيش بسلام وفي حياة كريمة، محاطين بمن نحب، وداخل وطن آمن، ودولة مستقرة.

 

إذا كان هذا هو الجواب المتوقع، فلماذا إذن نرى دولاً عربية منهارة ومفككة وتعيش في حالة من الحروب والنزاعات المستمرة، و«الدولة» فيها ضعيفة، ومعدلات الفقر متصاعدة؟ الجواب الواضح بكلمتين: الحكم الرشيد.

ولكي نتأكد من هذا الجواب، دعونا نتخيل التاريخ بصورة معاكسة ونقرأ النتائج:

ماذا لو قرر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بدلاً من غزو الكويت توثيقَ علاقته بها وبدول الخليج، وعمل على تطوير اقتصاد بلاده وتحسين معيشة العراقيين؟ ماذا إذن لو قَوَّى الدولة العراقية بدل إضعافها وتسليمها لشخصيات يقول حتى المسؤولون العراقيون أنفسهم في حكومته إنها كانت متهورة وفاسدة ولا تصلح للحكم؟ وماذا لو استثمر الرئيس العراقي الثروة النفطية بالطريقة الصحيحة؟ كل هذه افتراضات متخيلة، وهي تقودنا إلى أن أميركا لم تكن لتغزو العراق، ولا كانت إيران تدخلت فيه، وما كان ليزيد نفوذُ الميليشيات وتضعف «الدولةُ» فيه، ولا نشأ بعد ذلك «داعش»... لكان عراقاً قوياً متعافياً غير الذي نراه الآن.

ماذا لو قرر يحيى السنوار أن يحوّل غزة إلى سنغافورة كما وعدت «حماس»؟ ماذا لو قرر أن يستثمر طاقات أهل غزة ومواهبهم ويطور من القطاع ويصنع منه نموذجاً ناجحاً ومزدهراً اقتصادياً؟ ماذا لو قرر أن يستثمر المال في الإنسان الغزاوي بدل حفر الأنفاق والسراديب؟ ماذا لو جعل من «طوفان الأقصى» طوفاناً للتنمية وأصبحت غزة قبلة للاستثمارات؟ صحيح أنها تعاني من الحصار والظلم، ولكن نموذج النجاح والسلام هو أكبر إحراج للاحتلال والحصار. اتخذ السنوار للأسف القرار المعاكس تماماً، وغزة الآن حطام من الأنقاض، والركام، والجثث، والآلام.

ماذا لو كان قرر حسن نصر الله بعد الانسحاب الإسرائيلي أن يكون قائداً لبنانياً خالصاً، وليس إيرانياً وجندياً في «الحرس الثوري»؟ ماذا لو كان قرر أن يتخلى عن السلاح ويصبح لاعباً أساسياً في بناء الدولة وترسيخ سيادتها على أراضيها؟ ماذا لو كان عمل مع القيادات اللبنانية الأخرى على دعم العملية الديمقراطية؟ هذه مجرد خيالات وأحلام وردية؛ لأننا نعرف ارتباط «حزب الله» بطهران، وأهدافه السياسية والآيديولوجية. ولكننا نقرأ التاريخ بصورة معاكسة. ولو كان نصر الله قرر حينها أن يكون قائداً لبنانياً تهمه مصلحة بلاده، وهدفه الأساسي ازدهارها، لكان لبنان يعيش الآن في استقرار ودون حروب مجانيّة، ولأصبح قبره مزاراً لكل اللبنانيين، بدل أن يدفن خلسة بليل ولا أحد يعرف مكانه.

لا ينطبق هذا على زعماء وقيادات عربية فقط، ولكن؛ حتى غربياً وشرقياً، هناك أيضاً قيادات ارتكبت أخطاء فادحة ودمرت دولها وشعوبها. لنتذكر الزعيم النازي أدولف هتلر الذي قاد بلاده إلى الدمار الكامل خلال الحرب العالمية الثانية، التي ذهب ضحيتها نحو 75 مليون إنسان. وكذلك الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، الذي تسببت أفكاره عن «القفزة إلى الأمام» و«الثورة الثقافية» في موت عشرات الملايين. والشيء ذاته حدث مع الإيطالي بينيتو موسوليني، والإمبراطور الياباني هيروهيتو. ولكن لحسن حظ هذه الدول، فإن من أتوا بعد هزيمة هؤلاء واستسلامهم أو قتلهم وبعد أن أصبحت بلادهم محطمة ومدمرة ومحتلة، اختاروا طريقاً مختلفة عن الطريق التي سلكوها؛ طريق السلام والتنمية والازدهار والواقعية والبعد عن الحروب، وصنعوا من بلدانهم دولاً قوية مستقرة هي الآن من بين أقوى 20 اقتصاداً في العالم، وقادوها خلال عقود قليلة لتصبح ناجحة ومزدهرة. نرى ذلك في الدول الخليجية التي تسير بحكمة وواقعية، وتتجنب الحروب، وتركز على الاقتصاد، وتحسن مستوى معيشة المواطنين والمقيمين على ترابها.

كم سيكون جميلاً واقعنا العربي لو أن السيناريو الآخر المتخيل هو الذي حدث، ولكن الأمم تتعلم من أخطائها.

ما يريده العرب والشعوب قيادات حكيمة تؤمن بالواقع وليس بالشعارات، وتحفظ لهم حياتهم وتعمل على ازدهارها. قادة الميليشيات والمتهورون يقودون إلى الدمار والفقر، ويقفون بعد ذلك على الركام ويقولون: «انتصرنا، وخسائرنا تكتيكية». يكفي أن ننظر حولنا بحزن لنعرف هذه الحقيقة المّرة، ولكن، كما حدث في بلدان أخرى، والتاريخ يعلّمنا: من رحم المأساة تولد الفرص. فهل نتعلم الدرس

شريط الأخبار مقتل 3 جنود إسرائيليين وجرح 7 في كمين مركب بغزة إسرائيل: مقتل 28 شخصا وإصابة 3238 في النزاع العسكري مع إيران انفجارات في دمشق "الأوراق المالية" وشركات الخدمات المالية تبحثان قضايا سوق رأس المال القيادات المسيحية في الأردن وفلسطين تستنكر تفجير كنيسة بدمشق مركز الأزمات: 8 إصابات وأكثر من 250 جسم سقط على المملكة جرّاء الحرب الإسرائيلية الإيرانية مكاتب أصحاب استقدام العاملات في العقبة يهددون بالاضراب احتجاجا على غرامة ال 1500 دينار الملك: حماية مصالح الأردن والحفاظ على أمنه على رأس الأولويات بعد الهدنة.. إسرائيل تهاجم هدفاً رمزياً في إيران النيابة العامة تستدعي نائب سابق بخصوص الجماعة المحظورة الملخص اليومي لحركة تداول الاسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الثلاثاء مستو: شركتا طيران منخفضتا التكاليف قررتا وقف رحلاتهما من الأردن وإليه إلغاء رحلات يربك المسافرين.. وهيئة الطيران تحسم الجدل حول التعويض هيئة الأوراق المالية ونقابة شركات الخدمات المالية تبحثان عددا من القضايا التي تواجه سوق رأس المال فايز الشوابكة ومسلسل الولائم على شرف نُخب الوطن الأركان العامة الإيرانية: طهران لم تطلق أية صواريخ باتجاه إسرائيل في الساعات القليلة الماضية خوري: آلة القتل لم تعد تُرهب وهي حافزًا إضافيًا لمحور المقاومة الأردن يؤكد ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار استئناف رحلات من مطار الملكة علياء لـ مطار حلب الدولي حمزة المحاميد يودع العزوبية ويدخل القفص الذهبي.. ألف مبروك .. شاهد الصور