يريد الأميركي من الأردن التنسيق الهادئ مع إسرائيل واستمرار لعب دور أساسي في منع التوسع الإيراني مقابل استمرار تقديم أميركا لأكبر تمويل منفرد لخزينة الأردن.
يريد الإيراني من الأردن السماح لمسيّراته الوصول لإسرائيل عبر مجاله الجوي وفتح جبهة على حدوده مع إسرائيل وانخراط الأردن الشعبي على الأقل في مواجهة قتالية معها، وفي الطريق فتح مواقع أردنية دينية للزوار الشيعة! مقابل وقف التحريض ضد الأردن ووقف عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات للأردن.
يتوقع الإسرائيلي استمرار هدوء الجبهة الأطول مع الأردن- البالغة 310 كيلو مترات!- مقابل حالة سلام والاستمرار بتزويد الأردن بالماء وضمان مداومة الدعم الأميركي لخزينة الأردن!
سيشعر الصفدي مباشرة بصعوبة تحقيق هذه الأهداف مجتمعة، وسوف يلتفت إلى محيطه الجيوسياسي ليشهد أن «الحشد الشعبي» في العراق يهدده بتجنيد 12 ألف مقاتل في الأردن، وأن حدوده ومجاله الجوي مع سورية والعراق يشهدان اختراق مسيرات وعمليات تهريب مخدرات وأسلحة، وسيلحظ أن الأردن في مهمة شاقة لمحاولة حماية حدوده الشمالية الشرقية.
سيجد الصفدي أن جبهة الحوثيين مع إسرائيل وعملياتها في البحر الأحمر أثرت بشكل مؤلم على حركة الملاحة والصادرات من ميناء العقبة، وهو الأمر الذي يزيد تفاقم التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأردن حتى من قبل أحداث الطوفان، وسيجد أن كبار قادة حزب الله يتوعدون علنا بمحاسبته على مواقفه من المسيرات!
وهنا سيلتفت الصفدي بلهفة إلى الخليج! وما أدراك ما الخليج، وبكل مشاعر الامتنان للدعم التاريخيّ والحالي للأردن سيكتشف أن الخليج اعتمد مؤخرا سياسة قطرة الحياة في تعامله مع الأردن؛ وهي إعطاء قطرة من المساعدات لتبقى الأردن على قيد الحياة، ولكن ليس بالضرورة ليساعده على تخطي تحدياته، وعلاوة على ذلك، سوف يسمع أو يشهد أن بعض دول الخليج «فقدت» شغفها بالأردن!
على الجبهة العالمية فإن الدعم العالمي للملك عبدالله والأردن بشكل عام كبير، ولكن ما زال دون المستوى الذي ينسجم مع ما يقدمه الأردن تجاه أزمات المنطقة، وتحديدا دوره في استقبال اللاجئين السوريين، ناهيك عن التحديات الاقتصادية العميقة على مستوى الجبهة الداخلية، كالبطالة وبين الشباب بشكل خاص، وفي أزمة المياه والطاقة، وفي موقع الأردن الذي هو نقمة ونعمة!
سيتذكر الصفدي أن خط الأردن الأحمر هو التهجير، الذي اعتبره وفي تصريح قبيل بدء عدوان الطوفان على غزة بمثابة «إعلان حرب على الأردن»، وسوف يهمس لنفسه أن هؤلاء السفلة بإمكانهم أن يفعلوها، وخاصة إن نجحت إيران في تنفيذ عمليات عسكرية على المستوطنات المحاذية لحدود الأردن، التي قد تستغلها حكومة اليمين الديني المتطرف لاحتلال الغور حتى مشارف البلقاء مثلا، لتدفع بفلسطينيي الضفة نحو الأردن، والصفدي يعرف أن التهجير ليس عقيدة صهيونية جديدة بل هو صلب العقيدة الصهيونية، بن غوريون كان يسمي هذا الفعل في مفكرته الشخصية «غيروتس» مما يعني الطرد، وقد قال مخاطبا الوكالة اليهودية «أنا أحبذ الطرد بالقوة، ولا أجد ذلك مخالفا للأخلاق» كما وأن نتنياهو قال في لقاء مصور عام 1971 أن» الأردن هي دولة فلسطين، ويجب على الفلسطينيين الانتقال إلى العالم العربي»، مما يفسر أن حكومة الاحتلال وهي تجهر الآن بأن الحل هو في اللأردن، لا تستحدث موقفا جديدا بل تستدعي موقفا مستمرا تاريخيا.
إذا اتفقنا أن التهجير هو أخطر تحديات الأردن السياسية، وإذا اتفقنا أن إيران تسعى لفتح جبهة أردنية مع إسرائيل، وإذا اتفقنا أن إسرائيل مستعدة لاستغلال ذلك وتحقيق تهجير على الأرض، فقد نجحت السياسة الخارجية الأردنية -وهو الملف الذي يتولاه جلالة الملك مباشرة-، في عدم الإنجرار إلى ساحة معركة الأطراف، فقد تبنى الأردن التركيز على سبب الصراع الأساسي، وهو الاحتلال، وإن كافة مظاهره الأخرى في المنطقة بما في ذلك التواجد الإيراني هو من إفرازات هذا الاحتلال، ولهذا قاد الأردن معارك دبلوماسية ناجحة للدعم والمطالبة بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ولإنهاء الاحتلال وفضح عدوان إسرائيل باعتبار أن ليس للمعتدي حق بالدفاع عن النفس. وأمام هذا الموقف المتشابك المشتبك، يفعل الأردن كل ما يستطيع لتفادي إعطاء الصهيوني فرصة للاعتداء عليه، بما في ذلك منع استخدام مجاله الجوي وردع أي عمليات عسكرية من حدوده الغربية.
سوف يلتفت الصفدي واستمرارا لأدائه المميز الشجاع منذ العدوان على غزة للوزراء الثلاثة ويقول لهم: رسالتي لكم هي أن الأردن رغم كل التحديات ليس ساحة خلفية لتسوية الصراعات، من حقه أن يختار معاركه في الوقت والمكان الذي يتفق مع مصالحه الوطنية، الأردن دولة معمرة مئوية، وسوف يقاتل دبلوماسيا وعسكريا وشعبيا إن لزم للدفاع عن أرضه وشعبه ودستوره، وأعتقد أنه أوصل هذه الرسالة، عفية أيمن الصفدي يعطيك العافية جنابك.
يتوقع الإسرائيلي استمرار هدوء الجبهة الأطول مع الأردن- البالغة 310 كيلو مترات!- مقابل حالة سلام والاستمرار بتزويد الأردن بالماء وضمان مداومة الدعم الأميركي لخزينة الأردن!
سيشعر الصفدي مباشرة بصعوبة تحقيق هذه الأهداف مجتمعة، وسوف يلتفت إلى محيطه الجيوسياسي ليشهد أن «الحشد الشعبي» في العراق يهدده بتجنيد 12 ألف مقاتل في الأردن، وأن حدوده ومجاله الجوي مع سورية والعراق يشهدان اختراق مسيرات وعمليات تهريب مخدرات وأسلحة، وسيلحظ أن الأردن في مهمة شاقة لمحاولة حماية حدوده الشمالية الشرقية.
سيجد الصفدي أن جبهة الحوثيين مع إسرائيل وعملياتها في البحر الأحمر أثرت بشكل مؤلم على حركة الملاحة والصادرات من ميناء العقبة، وهو الأمر الذي يزيد تفاقم التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأردن حتى من قبل أحداث الطوفان، وسيجد أن كبار قادة حزب الله يتوعدون علنا بمحاسبته على مواقفه من المسيرات!
وهنا سيلتفت الصفدي بلهفة إلى الخليج! وما أدراك ما الخليج، وبكل مشاعر الامتنان للدعم التاريخيّ والحالي للأردن سيكتشف أن الخليج اعتمد مؤخرا سياسة قطرة الحياة في تعامله مع الأردن؛ وهي إعطاء قطرة من المساعدات لتبقى الأردن على قيد الحياة، ولكن ليس بالضرورة ليساعده على تخطي تحدياته، وعلاوة على ذلك، سوف يسمع أو يشهد أن بعض دول الخليج «فقدت» شغفها بالأردن!
على الجبهة العالمية فإن الدعم العالمي للملك عبدالله والأردن بشكل عام كبير، ولكن ما زال دون المستوى الذي ينسجم مع ما يقدمه الأردن تجاه أزمات المنطقة، وتحديدا دوره في استقبال اللاجئين السوريين، ناهيك عن التحديات الاقتصادية العميقة على مستوى الجبهة الداخلية، كالبطالة وبين الشباب بشكل خاص، وفي أزمة المياه والطاقة، وفي موقع الأردن الذي هو نقمة ونعمة!
سيتذكر الصفدي أن خط الأردن الأحمر هو التهجير، الذي اعتبره وفي تصريح قبيل بدء عدوان الطوفان على غزة بمثابة «إعلان حرب على الأردن»، وسوف يهمس لنفسه أن هؤلاء السفلة بإمكانهم أن يفعلوها، وخاصة إن نجحت إيران في تنفيذ عمليات عسكرية على المستوطنات المحاذية لحدود الأردن، التي قد تستغلها حكومة اليمين الديني المتطرف لاحتلال الغور حتى مشارف البلقاء مثلا، لتدفع بفلسطينيي الضفة نحو الأردن، والصفدي يعرف أن التهجير ليس عقيدة صهيونية جديدة بل هو صلب العقيدة الصهيونية، بن غوريون كان يسمي هذا الفعل في مفكرته الشخصية «غيروتس» مما يعني الطرد، وقد قال مخاطبا الوكالة اليهودية «أنا أحبذ الطرد بالقوة، ولا أجد ذلك مخالفا للأخلاق» كما وأن نتنياهو قال في لقاء مصور عام 1971 أن» الأردن هي دولة فلسطين، ويجب على الفلسطينيين الانتقال إلى العالم العربي»، مما يفسر أن حكومة الاحتلال وهي تجهر الآن بأن الحل هو في اللأردن، لا تستحدث موقفا جديدا بل تستدعي موقفا مستمرا تاريخيا.
إذا اتفقنا أن التهجير هو أخطر تحديات الأردن السياسية، وإذا اتفقنا أن إيران تسعى لفتح جبهة أردنية مع إسرائيل، وإذا اتفقنا أن إسرائيل مستعدة لاستغلال ذلك وتحقيق تهجير على الأرض، فقد نجحت السياسة الخارجية الأردنية -وهو الملف الذي يتولاه جلالة الملك مباشرة-، في عدم الإنجرار إلى ساحة معركة الأطراف، فقد تبنى الأردن التركيز على سبب الصراع الأساسي، وهو الاحتلال، وإن كافة مظاهره الأخرى في المنطقة بما في ذلك التواجد الإيراني هو من إفرازات هذا الاحتلال، ولهذا قاد الأردن معارك دبلوماسية ناجحة للدعم والمطالبة بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ولإنهاء الاحتلال وفضح عدوان إسرائيل باعتبار أن ليس للمعتدي حق بالدفاع عن النفس. وأمام هذا الموقف المتشابك المشتبك، يفعل الأردن كل ما يستطيع لتفادي إعطاء الصهيوني فرصة للاعتداء عليه، بما في ذلك منع استخدام مجاله الجوي وردع أي عمليات عسكرية من حدوده الغربية.
سوف يلتفت الصفدي واستمرارا لأدائه المميز الشجاع منذ العدوان على غزة للوزراء الثلاثة ويقول لهم: رسالتي لكم هي أن الأردن رغم كل التحديات ليس ساحة خلفية لتسوية الصراعات، من حقه أن يختار معاركه في الوقت والمكان الذي يتفق مع مصالحه الوطنية، الأردن دولة معمرة مئوية، وسوف يقاتل دبلوماسيا وعسكريا وشعبيا إن لزم للدفاع عن أرضه وشعبه ودستوره، وأعتقد أنه أوصل هذه الرسالة، عفية أيمن الصفدي يعطيك العافية جنابك.