تتسع رقعة الإجرام وعمليات القتل والخراب، وترتفع وتيرة الممارسات العنصرية التي لم تتوقف بحق شعبنا، ويواصل جيش الاحتلال حربه البربرية التي يشنها في كل مدينة وقرية ومخيم، وفي كل بقعة من فلسطين، فبينما دخلت حرب الإبادة في غزة يومها الـ263، بمجازر فادحة ومذابح هزت الضمائر ولا تزال وتيرتها تشتعل كل دقيقة. وفي الوقت ذاته يواصل تنفيذ الاغتيالات في جنين وقلقيلية ونابلس وطولكرم، وفي كل مشهد تعبير صارخ عن دموية هذا المحتل وعقيدته البشعة الراسخة في عقول جنوده المدججين بالعتاد والسلاح، والمتعطشة قلوبهم لسفك دماء الفلسطيني والتنكيل به حيًا وميتًا عبر مشاهد مروعة، يندى لها الضمير الإنساني، وهي خارج السلوك البشري، ويكاد العقل لا يصدقها لولا عين الكاميرا التي ترصد هذه الجرائم الوحشية بالصوت والصورة.
وبما يوازي مشاهد الإبادة في غزة، يواصل الاحتلال سلوكه الوحشي في شمال الضفة الفلسطينية، ومما لا شك فيه أنّ عقيدة جيش الاحتلال واحدة، فهي تقوم على كراهية لا حدود لها، وسلوك بربري أرعن لا يخشى العقاب، وأفكار متطرفة وعدوانية أعماها الحقد والكراهية، وهي ترتكب عمليات إبادة منظمة من دون رادع، ومن دون أن يخشى الجنود الحساب، لهذا فإنهم يوغلون في إرهابهم وإجرامهم وتطرفهم الأعمى، ويواصلون تنكيلهم بالأحياء والأموات، والشواهد عديدة لا حصر لها طيلة ٢٦١ يومًا من الإبادة الجماعية، التي لم تتوقف ولم تنته فصولها الدامية بعد.
إن سلوك الاحتلال البربري غير معهود ولا مسبوق، في كل الحروب وفي كل أشكال الاستعمار والاحتلال، فهذا الحجم من البشاعة لم يسبق للبشرية أن عرفته، ولم يسبق أن مارسه أيّ جيشٍ أو جماعةٍ بحق شعبٍ يرزح تحت الاحتلال. ويلات حرب الإبادة وهذا الجحيم يتربص بكل ما هو فلسطيني. وأمام كل هذا فإن حالة العجز الدولي والصمت الأممي تسيطر على المشهد الدامي، فلم تتحرك بعد القوى العالمية لوقف مسلسل الإجرام ووقف هذه المقتلة، بل إن الانحياز الأعمى لا يزال سيد الموقف.
القتل والتنكيل بالشهداء والجرحى وتخريب الممتلكات عن قصد، والعذابات التي يتعرض لها المعتقلون في سجون الاحتلال، وعمليات القصف المستمرة ومنع الأطقم الطبية من الوصول إلى الجرحى. لا فرق بين ما يحدث في غزة وما يحدث في مدن شمال الضفة، رغم فداحة المقتلة في غزة، فإن السلوك البربري نفسه، والجنود أنفسهم بأدوات حقدهم وأساليب عنصريتهم، وأهداف حكومتهم التي تهدد الضفة وتتوعدها، وتمارس إرهابها وتخطط وتتهدد بما هو أخطر.
إن سياسة نتنياهو الواضحة والمعلنة ذاهبة باتجاه تصعيد عملياتها في مدن الضفة والقدس، وما تقوم به دليل قاطع على نواياها، فهي، من جهة، تُضيّق الخناق الاقتصادي، ومن جهة أُخرى تمارس عمليات القتل والاعتقال والاقتحام والتخريب وتدمير البنى التحتية والمرافق العامة والخاصة، وهذا يتفق مع سياسة حكومة الاحتلال المتطرفة بزعامة نتنياهو وبن غفير وسموتريتش وأهدافهم، سواء أكانت في غزة أم في الضفة. وأمام كل هذا وأمام هول ما يحدث، فإن حالة الصمت الدولي والإقليمي عارٌ على جبين الإنسانية، ولا بد من موقف حازم يوقف هذه المقتلة بحق شعبنا.
....
إن سلوك الاحتلال البربري غير معهود ولا مسبوق، في كل الحروب وفي كل أشكال الاستعمار والاحتلال، فهذا الحجم من البشاعة لم يسبق للبشرية أن عرفته، ولم يسبق أن مارسه أيّ جيشٍ أو جماعةٍ بحق شعبٍ يرزح تحت الاحتلال.