جوزيف بايدن وبنيامين نتنياهو شريكا حرب الإبادة والتجويع والتعطيش والتدمير, أمام اسبوع حاسم, سيُقرر مستقبلهما السياسي والشخصي, بعد إخفاق كل منهما, رغم ما بذلاه من محاولات لتكريس سيناريوهات التهجير ومستقبل اهالي قطاع غزة, وما «المشهد الجديد» الذي سيُلزمان الشعب الفلسطيني بقبوله, عبر إصرارهما على إجتثاث «فكرة» الدولة المستقلة وحق تقرير المصير من عقول وأفئدة هذا الشعب العنيد. دون إهمال رفضهما لأي دور تنهض به سلطة الحكم الذاتي في رام الله/ فتحستان وفق نتنياهو, وحركة حماس/ حماستان كما كرر الفاشي الصهيوني.
بُعدان بملفات متراكمة ومترابطة يصعب على كل منهما تفكيكها. أحدهما بُعد إقليمي بالنسبة لمجرم الحرب الصهيوني/نتنياهو, وبُعد عالمي بالنسبة لبايدن الذي يُواصل الرطانة عن «الإستثنائية» الأميركية, والدفاع عن «النظام الدولي المبني على القواعد", أي نظام القطب الواحد الأميركي, في محاولة محكومة بالفشل لمنع الإنهيار المتسارع للهمينة الأميركية, التي تجلّت من بين تطورات جيوسياسية إخرى, بعد إنتهاء الحرب الباردة.
وإذا كان بايدن والفريق المُرتبك الذي يُحيط به, الآخذ في التصدّع خاصة بعد الإستقالة المدوية لـ» أندرو ميلر» نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية ــ الفلسطينية، إثر تزايد الإحباط في إدارة بايدن, بشأن العدد الكبير من االضحايا الفلسطينيين/المدنيين, ليكون/ ميلر أكبر مسؤول أميركي يستقيل من منصبه, منذ بدء الحرب الصهيواميركية على قطاع غزة. في وقت أكد ت صحيفة واشنطن بوست الأميركية فيه, أن «ميلر"استقال احتجاجاً على سياسة إدارة بايدن تجاه هذه الحرب.
نقول: بايدن وفريقه بثّا ضعفاً واضحاً, بعد الهجوم اللاذع الذي شنه نتنياهو على إدارة بايدن, بزعم انها تحول دون إنتصار إسرائيل, بمنعها توريد السلاح الفتاك الذي يحتاجه الجيش الصهيوني, ما راى فيه الأخير/بايدن, مسعى من رئيس الإئتلاف الفاشي في تل أبيب, لِـ"إسقاطه» في إنتخابات الخامس من تشرين الثاني المقبل الرئاسية, الأمر الذي أثار رعباً لدى فريقه الإنتخابي, خاصة أنه يستعد لإنجاح أو قل للحؤول دون مزيد من السقطات «الذهنية» للرئيس الطاعن في السن, في المناظرة الرئاسية «الأولى» مع الرئيس السابق ترامب, يوم الخميس الوشيك 27 الجاري, فإن ما يواجهه نتنياهو من أزمات و"مطبات» هو الآخر, تدفعه الى إتخاذ مواقف وقرارات تبدو في بعض تجلياتها متناقضة, بل ولا تمنحه هوامش اوسع يسعى لإستثمارها, سواء في ما خص أزمته مع قيادة الجيش, الذي «بقّ البحصة» أخيراً, مُعترفا إستحالة هزيمة حركة حماس, وان تكرار هذه المقولة لا يعدو كونه «ذراً للرماد في عيون الإسرائيليين", ام خصوصاً في شأن ما تعكسه إستطلاعات الرأي من عجز اركان الإئتلاف الفاشي الحالي, عن الفوز بأغلبية مريحة (كالتي يتمتعون بها الأن 64 نائبا من أصل 120 في الكنيست الحالية), فيما لو جرت إنتخابات مبكرة, باتت مطلباً للمتظاهرين من مختلف الأوساط, إضافة الى إحتجاجات أهالي الأسرى الصهاينة, الذين يتهمون نتنياهو بأنه لا يحفل بحياة ابنائهم. دون إهمال تداعيات قانون «تجنيد الحريديين", وما تم كشفه أمس عن مخطط إستيطاني كبير وشامل, عرضه سموترتش على نتنياهو ونال موافقته, والقاضي بضم «كامل» الضفة الغربية المحتلة, عبر عودة الإدارة المدنية’ (التي سبقت إتفاق اوسلو الكارثي).
وإذا كانت عطلة عيد الأضحى قد بدت مثقلة بالأخبار والأحداث والتطورات العالمية المتسارعة, التي القت بظلالها على حرب الإبادة والتجويع الصهيوأميركية على الشعب الفلسطيني, خاصة على صعيد التدهور المتدحرج في العلاقات الروسية الأميركية, ليس فقط في شان الحرب الأوكرانية المرشحة للتصعيد, وبروز مؤشرات على «مهمة» عسكرية وشيكة لحلف الناتو, يجري التحضير لها على ما كشف فيكتور اوربان رئيس الوزراء الهنغاري أمس (لفتا أن بلاده «لن» تُشارك فيها), بل خصوصا بعد الزيارة «التاريخية/ الإنتقامية» التي قام بها الرئيس الروسي بوتين, لكوريا الشمالية التي أرهقتها العقوبات الأميركية, وتوقيعه معاهدة دفاع مشترك معها (وإمداد بالأسلحة المتطورة والتكنولوجيا النووية), ما أثار حفيظة واشنطن وسيؤول وطوكيو ولندن, وبالطبع الاتحاد الأوروبي وحلف الشر المسمى/الناتو.