معروف البخيت.. لم ينصف

معروف البخيت.. لم ينصف
محمود الخطاطبة
أخبار البلد -   في السابع من تشرين الأول العام 2023، رحل رئيس الوزراء الأسبق، معروف البخيت، بعد صراع طويل مع المرض، بعد أن أمضى آخر عامين في بيته مُعتكفًا، بعيدًا عن أعين وألسنة الناس، الذين نستطيع القول بأن مُعظمهم لم ينصفه أبدًا، لا بل تعرض لخذلان ومرارة تركا أثرًا في نفسه.
 
 

رحل البخيت تاركًا وراءه إرثًا كبيرًا، يُشار له بالبنان، قسم كبير منه يُدرس ويُسجل له كرجل عسكري، وخبير إستراتيجي.. رجل دولة يتحمل، ووحده، تبعات قرارات وسياسات وإجراءات مُتخذة، وما يتمخض عنها من أضرار وسلبيات.. كيف لا وهو عسكري، ومعلوم عن العسكري بأنه دومًا يضع المسؤولية كاملة على عاتقه، غير آبه لتحقيق انتصار شعبوي هنا أو تمجيد هناك.
 

البخيت، الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى، صبيحة يوم عملية "طوفان الأقصى”، تعرض لانتقاد جارح أو حاد، نتيجة قرارات وإجراءات وسياسات اتخذتها "حُكومتاه”، ويمكن أن يكون قد تعرض للظلم، أكثر من الإنصاف، حتى أنه لم ينل ولو النزر اليسير من العدل الدنيوي، ولو من باب المجاملة.

البخيت، الذي شكل الحُكومة مرتين، في ظروف صعبة وقاهرة وحساسة، وكذلك أمنية واقتصادية؛ الأولى في العام 2005، بُعيد أحداث تفجيرات فنادق عمان الدامية التي وقعت في التاسع من تشرين الثاني 2005، وخلفت 60 شهيدًا والعديد من الجرحى.. والثانية العام 2011، أي خلال أحداث ما يُسمى بـ”الربيع العربي”، وقتها نال ثقة البرلمان بنسبة ضئيلة، أو بمعنى أصح وسط رفض نيابي.
ذلك يعني أن الظروف التي أحاطت بالراحل عند تربعه على كرسي الرئاسة، لم تكن "قمرة وربيع”، بكل كانت شائكة جدًا، واستطاع بحنكته العبور بالسفينة إلى بر الأمان، بأقل الأضرار، تحمل على إثرها العديد من الانتقادات والهجمات من كل حدب وصوب.
الراحل البخيت، لم يُنصف عندما أصر على تنفيذ مشروعين وطنيين، يُعبران عن إرادة إصلاحية حقيقية، ويكفلان بطريقة أو أُخرى تحقيق العدالة والإنصاف بين الموظفين كافة، الأول يتعلق بإعادة النظر بسلم رواتب أكثر من 200 ألف موظف في القطاع العام، ما أسهم في إزالة التشوهات الحاصلة في الرواتب منذ عشرات الأعوام، وبالتالي زيادتها بشكل منطقي.

أما المشروع الثاني، فذلك الذي تضمن هيكلة مؤسسات الدولة، الهادف إلى إزالة التشوهات في الأنظمة الإدارية، ومحاربة المحسوبية والفساد، وإن كان لم يكتمل تمامًا، إلا أنه كان يستحق الدعم والتأييد، وتكاتف الجهود من أجل إنجاحه، خصوصًا أن البخيت يؤمن بأن التشوهات التي حدثت للأنظمة الإدارية كانت بسبب معالجات جزئية، بالإضافة إلى إيمانه المُطلق بأن الإصلاح الإداري لا يقل أهمية عن الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

كما أن البخيت، لم يُنصف أيضًا فيما يتعلق بموضوع دمج البلديات، وما تبعه من مظاهرات واعتصامات واجهها البخيت وحده، وكان الراحل يقول بأن الهدف من هذا القرار هو الاستخدام الأمثل للموارد، وبالتالي فإنه ليس قرارا خاطئا، لكن الخطأ ربما يكون بطريقة تنفيذه.
وفي عهد حُكومة البخيت، تم استكمال منظومة قانون إشهار الذمة المالية، وإنشاء قانون ديوان المظالم، وهيئة مُكافحة الفساد، وشمول جميع الأردنيين الذين تزيد أعمارهم على الستين عامًا، بمظلة التأمين الصحي.

نسأل الله الرحمة للراحل البخيت، وننتظر مُذكراته، حيث كان قد بدأ بتجميع وثائقه وحقائق ومعلومات، لعل وعسى تُنصفه.
شريط الأخبار انخفاض الرقم القياسي العام لأسعار أسهم بورصة عمان الارصاد تحذر من طقس السبت ولي العهد يهنئ بإدراج أم الجمال على لائحة التراث العالمي الملك وبايدن يبحثان وقف إطلاق النار وإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة مهم من التنمية بشأن الأسر المنتفعة من المعونات وشمول الفقراء العاملين الصحة العالمية: أكثر من مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال سترسل لغزة طوفان أردني في وسط البلد نصرة للمقاومة الفلسطينية 3 آلاف دينار مكافأة.. البحث عن كلبة بربطة عنق يثير سخرية الأردنيين ليست النباتات فقط هي ما ينتج أكسجين الأرض جيش الاحتلال يعلن إصابة 4222 جنديا منذ 7 أكتوبر سرايا القدس تقصف عسقلان ومستوطنات غلاف غزة العكايلة : اعلن استقالتي (غير نادمٍ ولا أسفٍ) من العمل الاسلامي "القسام" تدمر دبابتي ميركافا وتفجر عبوة رعدية مضادة للأفراد بقوة إسرائيلية المهندس خالد بدوان السماعنة يكتب: قراءة| الحل والعقد .. بين العبثية والمال الأسود فصل التيار الكهربائي عن مناطق في المملكة غداً - أسماء من هو قيادي حماس الذي أُعلن عن استشهاده في سجون الاحتلال ؟ وفاة القيادي الإسلامي والنائب الأسبق إبراهيم الخريسات 35 ألف مصلّ أدّوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى تزامناً مع توافدهم لصلاة الجمعة .. شرطة الاحتلال تعتدي على المصلين بالهراوات في باب الأسباط شهداء في قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على غزة في اليوم ال294 من العدوان