التهور ولُعبة «الروليت الروسية»

التهور ولُعبة «الروليت الروسية»
د. محمد النغيمش
أخبار البلد -  

ذكر الناشط الحقوقي الأميركي مالكوم إكس في مذكراته أنه لعب بمسدسه لعبة «الروليت الروسية» القاتلة، ليؤكد لمن حوله أنه لا يخشى في الموت لومة لائم؛ إذ تقوم فكرتها على أن يضع الروسي طلقة واحدة في مسدسٍ، ثم يقوم بتدوير الأسطوانة التي تحمل عادة 6 طلقات، حتى لا يعرف ما إذا كانت تلك الرصاصة ستنطلق من عدمه، ثم يصوبها نحو رأسه أو رأس من يتبارى معه لعبة الحظ، ثم يسحب الزناد. ويحصل الفائز على أموال الآخر. يا له من جنون!

بعض البشر يتفاوتون في تصرفاتهم الهوجاء. فهناك من تظهر رعونته عندما يقود سيارة رياضية غير آبهٍ بمصيره ومصير من معه، أو يتجاوز الإشارة الحمراء ما لم تكن كاميرا بالمرصاد. وهناك من هو مستعد للدخول في مغامرة باختلاس أموال خفية ما دام أحد لن يكتشف أمره. ومنهم من لا يضعف سوى أمام المبالغ المليارية والمليونية، وما دون ذلك يجعله يتظاهر بدور الشريف! ولذلك جاءت لوائح الصلاحيات المالية والإدارية لتكبح جماح المتهورين.

فقد تعلمت المؤسسات عبر الزمن أن تقيِّد مسؤولية التوقيع على مبالغ كبيرة بشخصين، حتى تقلل من مخاطر صرف الشيكات في غير موضوعها. ولا تسمح لائحة الصلاحيات المالية والإدارية -مثلاً- للرئيس التنفيذي بأن يستدين أو يستثمر مبلغاً كبيراً، أو يحوله إلى أي حساب، من دون موافقة لجنة مختصة أو مجلس الإدارة. وكذلك الحال في قرار إفلاس الشركة المقيد بموافقة الجمعية العامة للمساهمين والقانون. وترسل المؤسسات –عادة- نسخة من تعليمات تلك اللوائح إلى المصارف، لتضبط قبول كل عملية بتعليمات اللائحة. ولا يمكن أن يوظف المدير العام كبار الموظفين (نوابه) من دون موافقات جهات أكبر منه أحياناً.

اكتشف علم النفس أن الناس تتفاوت في جرأتها. فهناك من تسري في عروقه جينات التهور والاندفاع، في حين تكبح جماح آخرين جينات التروي والهدوء. وهذا ما يوجب وضع قيود لائحية وقانونية مكتوبة.

الرئيس الأميركي ونائبه والحكومة الأميركية يصعب أن تشاهدهم في مكان واحد، كالطائرة مثلاً. فالعُرف يقتضي ألا يركب الجميع في مركب واحد، تجنباً لوقوع مكروه مفاجئ. ويُروى أن قرار إطلاق الصواريخ الحساسة في بلدان كثيرة ليس من صلاحيات شخص واحد؛ بل لمناصب عدة، تفادياً للأخطاء والتهور.

يختلف تهور الشخص عن تهور من يرتبط قراره -كحاكم وغيره- بجيل أو شعب كامل. ولذلك تقيِّد البرلمانات قرار «شن» الحروب بموافقة جماعية.

وكان من قواعد التعامل مع السلاح في مواقع تصوير الأفلام أن يتم التأكد من عدم حشو المسدسات بأي أعيرة نارية، تفادياً لما وقع الأسبوع الماضي من سجن مديرة الأسلحة في فيلم «راست» الهوليوودي التي وضعت طلقات حية بدلاً من الصوتية، في مسدس قتل به البطل مديرة التصوير، وأصاب المخرج بجروح خطيرة. التحقيقات عدَّتها متهورة.

وهناك من لديه تهور في الوقاحة، كأن يدخل مكاناً عاماً وهو شبه عريان، لا يكترث باشمئزاز من حوله. ولذلك أنزل طيار أميركي سائحة تركية كانت ترتدي ملابس عدَّها فاضحة (too revealing) لا تليق بالمكان، وتسبب إزعاجاً للعائلات. وقد حدث ذلك مرات كثيرة في أميركا مع مواطنات عدة. ورأيت في أوروبا المنفتحة ملصقات تمنع دخول من يرتدين لباس البحر إلى مراكز التسوق (المولات). ولوقف المزاجية في تفسير ما هو محتشم من عدمه، تضع المؤسسات المعتبرة لائحة زي رسمي مقبولة للموظفين.

التهور قد يكون اجتماعياً، أو جسدياً، أو شخصياً؛ لكن أسوأ أنواع التهور هو الذي يعرِّض الآخرين للخطر أو الضرر. ولذلك قيل: «تنتهي حريتك حيث تبدأ حرية الآخرين».

شريط الأخبار 3 حوادث سير تتسبب بأزمة مرورية خانقة في طلوع سلحوب باتجاه عمان وفاة الدكتور حكمت أبو الفول أمين عام وزارة الصحة الأسبق وفيات الأحد 24-8-2025 دعوى قضائية لإخفاء تفاصيل قضية غرق طفل طقس حار نسبيا اليوم وصيفي عادي حتى الأربعاء 1.6 مليون طالب وطالبة يتوجهون اليوم للمدارس الحكومية مع بدء الدوام 24 مشروعا جديدا ضمن المرحلة الثانية من برنامج رؤية التحديث الاقتصادي تخفيض الفاقد المائي بنسبة 6.7% خلال الفترة الماضية الفيصلي يفوز على الوحدات 2-0 في الجولة الخامسة من دوري المحترفين "التربية" تكمل رقمنة المناهج... وبصدد تطوير منصة وطنية شاملة الإفتاء العام: الاثنين أول أيام شهر ربيع الأول وليد القططي نائب لمدير عام شركة التأمين العربية (الأردن) مدير الناقل الوطني: المشروع سيوفر 40% كمية إضافية من مياه الشرب بحلول 2030 مقتل جندي إسرائيلي في غزة... وعمليات عسكرية معقدة للمقاومة وزارة التربية: 5 آلاف معلم عيّنوا قبل الفصل الدراسي الحالي ‏السفير الأميركي في إسرائيل يتهم الأمم المتحدة بأنها "فاسدة وتفتقر للكفاءة" بعد إعلانها عن تفشي المجاعة في قطاع غزة هام من وزير الاتصال الحكومي حول رؤية التحديث الاقتصادي للأردنيين انتم على موعد لعطلة رسمية - تفاصيل توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الاستراتيجي بين جمعية الفنادق الأردنية ومجلس الأعمال الأردني الأمريكي من يحمي براءة الطلاب من سعار الكلاب؟