ألحل... قراءة فيما قاله الحسن
راتب يوسف عبابنه
لو نتدبر ونستوعب ما يقوله سمو الأمير الحسن في مناسبات ومواقع دولية عديدة سواء على مدار السنوات التي مضت أو ماجاء في حديثه مؤخرا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) في بريطانيا ، لوجدنا كثيرا من الحلول لكثير من المشكلات المحلية الأردنية والعربية والعالمية. وقولُ سموه قولٌ فصْل في زمان يعجّ بالأزمات ومُتخم بالصدامات وتقاطع المصالح وتحقيق الأطماع وانتشار الفساد الذي يقضّ مضاجعنا في الأردن حتى أصبح المواطن يتآكل أمام التحديات والتبعات التي فرضها عليه الفاسدون حتى باتت تتشكل لديه شبه قناعة بأن الفساد والإفساد هما القاعدة والنزاهة هي الإستثناء.
هنالك الكثير من الرسائل المخلصة التي يرسلها سموه تكرارا كلما سنحت له الفرصة واللبيب بالإشارة يفهم. رسائل تصدر من شخص رضع السياسة في مدرسة الحياة العملية ومدرسة الحكم ومدرسة شقيقه الحسين طيب الله ثراه بطول خبرته وتجربته الثرية. رسائل تأتي بعصارة تجربة العارف بدهاليز الأمور والتركيبة السكانية للأردن بعشائره حضرهم وبدوهم, رسائل علينا جميعا التقاطها وتحليلها وتطبيقها نظاما وحكومة وأردنيين إن لم يكن جميعها فبعضها لنسد رمقنا بدلا من أن نستمر في الجري صوب سراب نحسبه ماءا.
يقول سموه"أما نحن العرب، فإننا غالبا ما نأتي في مرحلة استدراكية" يعني بعد وقوع الفأس بالرأس نبدأ بالبحث عن حلول لما يواجهنا من مشكلات وأزمات وغالبا ماتكون حلول سريعة متسرعة تؤخذ على عجل دون دراسة جدوى وتؤدي بالنهاية للتخبط والقلق والتوتر. ما يعنيه ذلك هو غياب التخطيط وغياب الحلول الجاهزة لمشكلات ذات احتمالية عالية لتصبح واقعا مريرا. كما أن غياب الإستماع والإصغاء لذوي الخبرة من الناصحين المخلصين الغيورين يشكل عاملا مهما في تسريع الوقوع في الخطأ. بالإضافة لذلك، تتولد قناعة مزيفة عند المسؤول كبُر أو صغر أنه هو الذي يملك الحقيقة وما عداه عليه السمع والطاعة والتصفيق والثناء عليه وعلى كل ما يقوم به.
ويضيف سموه أن هناك حاجة إلى "سد العجز في ميزان الكرامة الإنسانية، حيث أن ذلك ضروري لأي فهم للأمن" جملة بليغة تستحق أن يُكتب عنها الكثير من التحليل حتى يُفهم ما ترمي إليه من إشارة إلى واقع العالم الثالث عموما وعالمنا العربي خصوصا والأردن تحديدا، حيث الكرامة الإنسانية فيها من الإمتهان لدرجة أنها لاعب رئيسي في تقرير ورسم ملامح الأمن أي أن الكرامة المصانة بشكل تام وغير الممتهنة هي التي تقرر وجود الأمن أو عدمه. وليس المقصود بالأمن هنا تواجد الشرطة في الشوارع ووجود مخابرات قوية فقط بل توفير وإيجاد مقومات الأمن والأمان التي تجعل النظام آمنا مطمئنا من خلال سد العجز الموجود في كرامة الانسان، فالقط عندما تمتحن قوته يتحول إلى أسد، فكيف بالإنسان صاحب العقل والعواطف والكرامة والحق عندما يتيقن أن كل ذلك عُرضة للنهش والإستخفاف؟ لابد له من التحول إلى طاقة هائلة إذا انفجرت ستدمر ما حولها.
فمن باب النصح أقول إذا لم تكن هناك نوايا صادقة تترجَم واقعا ملموسا لسد ذلك العجز فلا محالة لما تبقى من كرامة من أن تتفاعل عناصره ومكوناته لتنفجر في وجوه من امتهنوه.
فما يجري اليوم في إطار الربيع العربي لهو نتيجة لها مسبباتها ولابد من ربط الإثنتين معا باستشعار النتائج والمسببات ؛ حتى تصبح لدينا القدرة على وضع الحلول الناجعة لتختفي هذه النتيجة المُقلقة والتي إن استمرت دون اجتثاث جذورها فستكبروتتضخم وتتوالد حتى يستحيل التعامل معها لا قدرالله. وبهذا الخصوص يقول الحسن "إننا بحاجة إلى ربط القضايا بمسبباتها الرئيسة، باعتبار ذلك حجر الأساس الذي يتم منه إعادة رسم السياسات لمنطقتنا في ظل يقظة الصحوة العربية".
فسموه يسمي تلك النتيجة ألا وهي (الحراك) يقظة عربية واليقظة غالبا تجُبّ ما قبلها حتى تحقق ما تؤمن به ويرضيها من استرداد للعجز في الكرامة والحقوق المنقوصة والعدالة لتكون للجميع وليست لكي يزداد الفاسد فسادا والفقير فقرا. فلنبحث عن المسببات ونشخص العلة حتى نستطيع أن نتناول الدواء المناسب والشافي الذي يريحنا نظاما ودولة وشعبا، وإلا ستكون النتائج أسوأ مما يصوره "الناصحون" أصحاب الحظوة.
والأردن, بمليكه وشعبه الغيور, مؤهل "أن يكون مثالا يحتذى عبر بيان أن المنهجية التنويرية المبنية على إصلاحات فعالة سواء كانت دستورية أو غير ذلك، يمكنها تحقيق الإستقرار والنظام العام والتقدم" لا فض فوك سمو الأمير الحسن وليس بعد قولك قول، فاستقرارنا ونظامنا العام وتقدمنا يتم تحقيقها من خلال التنوير الذي أساسه الإصلاح والذي بدوره يؤدي لنتائج مرضية تساعد على التخلص ممن جعلوا نهب الوطن وظيفة وإفقاره هدفا وتركيع أردنيّيه مطلبا لينتهوا به مُثقلا سهل الغرق.
فلتكن صحوة نظام وليكن ربيع دولة نستبق بهما الصحوة العربية والربيع العربي لقطع الطريق على من هم ليسوا أهلا للثقة ونُصّبوا أوصياء على وطن ينهبوا منه ليل نهار أشبعونا شعارات بلا تطبيق ووطنيات تُنطق ولا تمارس ونظريات مثالية لا مقومات لتطبيقها بسبب عدم ملاءمتها لتركيبتنا وثقافتنا وديننا. نظريات تتلائم مع من صنعها لبيئة مختلفة لتلبي احتياجاته وما تطبيقها إلا لهدف التقليد ونتيجة للإعجاب بالغرب والرقص بطريقته لينعموا بنظرة رضا وليس لهدف رفعة الأردن. نظريات خرجت من رحم مجتمعات تحكمها قوانين رخوة فيما يتعلق بمنظومة الأخلاق والدين حيث ديننا الحنيف جاء لإتمام مكارم الأخلاق التي يفتقر إليها كثير من المتحذلقين والمتسلقين الذين يلمعون ظاهرا ولكنهم يُخفون العفن والكراهية خلف لمعانهم لإحراق الأردن وأهله.
في الختام أتمنى على أولي الأمر التدبّر مليّا واستعراض الصورة كاملة وليس اجتزاءا حتى تتضح لهم المعالم كلها لتشخيص المرض ومن ثم وصف المضادات "الحيوية" التي من شأنها قتل الورم الخبيث قبل أن يفتك بكامل الجسد. "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن.
والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com
راتب يوسف عبابنه
لو نتدبر ونستوعب ما يقوله سمو الأمير الحسن في مناسبات ومواقع دولية عديدة سواء على مدار السنوات التي مضت أو ماجاء في حديثه مؤخرا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) في بريطانيا ، لوجدنا كثيرا من الحلول لكثير من المشكلات المحلية الأردنية والعربية والعالمية. وقولُ سموه قولٌ فصْل في زمان يعجّ بالأزمات ومُتخم بالصدامات وتقاطع المصالح وتحقيق الأطماع وانتشار الفساد الذي يقضّ مضاجعنا في الأردن حتى أصبح المواطن يتآكل أمام التحديات والتبعات التي فرضها عليه الفاسدون حتى باتت تتشكل لديه شبه قناعة بأن الفساد والإفساد هما القاعدة والنزاهة هي الإستثناء.
هنالك الكثير من الرسائل المخلصة التي يرسلها سموه تكرارا كلما سنحت له الفرصة واللبيب بالإشارة يفهم. رسائل تصدر من شخص رضع السياسة في مدرسة الحياة العملية ومدرسة الحكم ومدرسة شقيقه الحسين طيب الله ثراه بطول خبرته وتجربته الثرية. رسائل تأتي بعصارة تجربة العارف بدهاليز الأمور والتركيبة السكانية للأردن بعشائره حضرهم وبدوهم, رسائل علينا جميعا التقاطها وتحليلها وتطبيقها نظاما وحكومة وأردنيين إن لم يكن جميعها فبعضها لنسد رمقنا بدلا من أن نستمر في الجري صوب سراب نحسبه ماءا.
يقول سموه"أما نحن العرب، فإننا غالبا ما نأتي في مرحلة استدراكية" يعني بعد وقوع الفأس بالرأس نبدأ بالبحث عن حلول لما يواجهنا من مشكلات وأزمات وغالبا ماتكون حلول سريعة متسرعة تؤخذ على عجل دون دراسة جدوى وتؤدي بالنهاية للتخبط والقلق والتوتر. ما يعنيه ذلك هو غياب التخطيط وغياب الحلول الجاهزة لمشكلات ذات احتمالية عالية لتصبح واقعا مريرا. كما أن غياب الإستماع والإصغاء لذوي الخبرة من الناصحين المخلصين الغيورين يشكل عاملا مهما في تسريع الوقوع في الخطأ. بالإضافة لذلك، تتولد قناعة مزيفة عند المسؤول كبُر أو صغر أنه هو الذي يملك الحقيقة وما عداه عليه السمع والطاعة والتصفيق والثناء عليه وعلى كل ما يقوم به.
ويضيف سموه أن هناك حاجة إلى "سد العجز في ميزان الكرامة الإنسانية، حيث أن ذلك ضروري لأي فهم للأمن" جملة بليغة تستحق أن يُكتب عنها الكثير من التحليل حتى يُفهم ما ترمي إليه من إشارة إلى واقع العالم الثالث عموما وعالمنا العربي خصوصا والأردن تحديدا، حيث الكرامة الإنسانية فيها من الإمتهان لدرجة أنها لاعب رئيسي في تقرير ورسم ملامح الأمن أي أن الكرامة المصانة بشكل تام وغير الممتهنة هي التي تقرر وجود الأمن أو عدمه. وليس المقصود بالأمن هنا تواجد الشرطة في الشوارع ووجود مخابرات قوية فقط بل توفير وإيجاد مقومات الأمن والأمان التي تجعل النظام آمنا مطمئنا من خلال سد العجز الموجود في كرامة الانسان، فالقط عندما تمتحن قوته يتحول إلى أسد، فكيف بالإنسان صاحب العقل والعواطف والكرامة والحق عندما يتيقن أن كل ذلك عُرضة للنهش والإستخفاف؟ لابد له من التحول إلى طاقة هائلة إذا انفجرت ستدمر ما حولها.
فمن باب النصح أقول إذا لم تكن هناك نوايا صادقة تترجَم واقعا ملموسا لسد ذلك العجز فلا محالة لما تبقى من كرامة من أن تتفاعل عناصره ومكوناته لتنفجر في وجوه من امتهنوه.
فما يجري اليوم في إطار الربيع العربي لهو نتيجة لها مسبباتها ولابد من ربط الإثنتين معا باستشعار النتائج والمسببات ؛ حتى تصبح لدينا القدرة على وضع الحلول الناجعة لتختفي هذه النتيجة المُقلقة والتي إن استمرت دون اجتثاث جذورها فستكبروتتضخم وتتوالد حتى يستحيل التعامل معها لا قدرالله. وبهذا الخصوص يقول الحسن "إننا بحاجة إلى ربط القضايا بمسبباتها الرئيسة، باعتبار ذلك حجر الأساس الذي يتم منه إعادة رسم السياسات لمنطقتنا في ظل يقظة الصحوة العربية".
فسموه يسمي تلك النتيجة ألا وهي (الحراك) يقظة عربية واليقظة غالبا تجُبّ ما قبلها حتى تحقق ما تؤمن به ويرضيها من استرداد للعجز في الكرامة والحقوق المنقوصة والعدالة لتكون للجميع وليست لكي يزداد الفاسد فسادا والفقير فقرا. فلنبحث عن المسببات ونشخص العلة حتى نستطيع أن نتناول الدواء المناسب والشافي الذي يريحنا نظاما ودولة وشعبا، وإلا ستكون النتائج أسوأ مما يصوره "الناصحون" أصحاب الحظوة.
والأردن, بمليكه وشعبه الغيور, مؤهل "أن يكون مثالا يحتذى عبر بيان أن المنهجية التنويرية المبنية على إصلاحات فعالة سواء كانت دستورية أو غير ذلك، يمكنها تحقيق الإستقرار والنظام العام والتقدم" لا فض فوك سمو الأمير الحسن وليس بعد قولك قول، فاستقرارنا ونظامنا العام وتقدمنا يتم تحقيقها من خلال التنوير الذي أساسه الإصلاح والذي بدوره يؤدي لنتائج مرضية تساعد على التخلص ممن جعلوا نهب الوطن وظيفة وإفقاره هدفا وتركيع أردنيّيه مطلبا لينتهوا به مُثقلا سهل الغرق.
فلتكن صحوة نظام وليكن ربيع دولة نستبق بهما الصحوة العربية والربيع العربي لقطع الطريق على من هم ليسوا أهلا للثقة ونُصّبوا أوصياء على وطن ينهبوا منه ليل نهار أشبعونا شعارات بلا تطبيق ووطنيات تُنطق ولا تمارس ونظريات مثالية لا مقومات لتطبيقها بسبب عدم ملاءمتها لتركيبتنا وثقافتنا وديننا. نظريات تتلائم مع من صنعها لبيئة مختلفة لتلبي احتياجاته وما تطبيقها إلا لهدف التقليد ونتيجة للإعجاب بالغرب والرقص بطريقته لينعموا بنظرة رضا وليس لهدف رفعة الأردن. نظريات خرجت من رحم مجتمعات تحكمها قوانين رخوة فيما يتعلق بمنظومة الأخلاق والدين حيث ديننا الحنيف جاء لإتمام مكارم الأخلاق التي يفتقر إليها كثير من المتحذلقين والمتسلقين الذين يلمعون ظاهرا ولكنهم يُخفون العفن والكراهية خلف لمعانهم لإحراق الأردن وأهله.
في الختام أتمنى على أولي الأمر التدبّر مليّا واستعراض الصورة كاملة وليس اجتزاءا حتى تتضح لهم المعالم كلها لتشخيص المرض ومن ثم وصف المضادات "الحيوية" التي من شأنها قتل الورم الخبيث قبل أن يفتك بكامل الجسد. "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن.
والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com