وصل الإفلاس والتدليس بجميع قادة كيان الاحتلال إلى اختلاق عشرات الأكاذيب التي أصبحت مجالا للتندر والفكاهة والسخرية، فبعد أن حمل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو نسخة عربية من كتاب "كفاحي" للزعيم الألماني أدولف هتلر، وقال إن القوات الإسرائيلية عثرت على هذا الكتاب في غزة، مضيفا أن "هذه هي الطريقة التي يعلم بها النازيون الجدد أطفالهم".
جاء دور رئيس الاحتلال إسحق هرتسوغ، لمزيد من التهريج والرقص البذيء حين عرض أمام مؤتمر ميونخ للأمن نسختين من كتاب "نهاية اليهود"، زعم أن قوات الاحتلال استولت عليهما في قطاع غزة، حول تدمير اليهود، وأن المؤلف هو القيادي في حركة حماس محمود الزهار.
ومدعيا أن هذا دليل على نوايا "حماس" باستهداف اليهود وتدميرهم، وما هي المناهج التي يعلمون سكان القطاع عليها.
لكن هرتسوغ وقع في شر أعماله حيث إن الكتاب المزعوم للزهار هو من تأليف الكاتب المصري أبو الفداء محمد عزت محمد عارف، وألفه قرابة عام 1990، من القرن الماضي، وطبع في جدة بالسعودية، ولا علاقة تربط المؤلف بحركة حماس.
الكتاب الذي عرضه هرتسوغ موجود في المكتبة الوطنية الإسرائيلية، ويعد ضمن أحد مصنفاتها، ومتاح للقراءة والاطلاع عليه داخل قاعاتها.
وكذلك الأمر كتاب "كفاحي" الذي يتحدث عن السيرة الذاتية لهتلر، ويشرح فيه بالتفصيل عن النازية، ونشرت طبعته الأولى عام 1925 .
والكتاب متاح في مكتبات معظم دول العالم.
وهذه ليست الفضيحة الأولى لرئيس الاحتلال، في محاولته الزعم بأن المقاومة الفلسطينية تستهدف اليهود، وتخطط لقتلهم، حيث عرض في بداية العدوان على غزة ما قال إنها خطط لحماس من أجل إنتاج أسلحة كيماوية.
وتبين أن الصورة التي عرضها هرتسوغ، وقال إن الجنود حصلوا عليها من غزة، عبارة عن منشور موجود على شبكة الإنترنت، ويعود لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف عربيا وعالميا بـ"داعش"، ويستعرض التنظيم فيه سيرة حياة أحد عناصر تنظيم القاعدة.
وللمصادفة، يزعم الجيش الإسرائيلي أنه عثر على هذه الكتب في مبان فلسطينية مدمرة في غزة، وقد سلمت هذه الكتب من الدمار تماما حتى غبار الأتربة وآثار القصف لم تؤثر بها! فبدت نظيفة لامعة وكأنها أخرجت من المطبعة للتو!
على أية حال أصبح العالم على دراية كاملة بطبيعة هذا الكيان الذي بني على الكذب والأساطير والمزاعم التي هي أقرب إلى الهلوسة والهذيان.
ولن تفيد عملية البحث عن الكتب التي تتحدث عن نهاية هذا الكيان، لأن هذه النهاية مغروسة في العقول ويؤمن بها كل عربي يرى أن هذا الكيان ساقط لا محالة لولا الدعم الأمريكي، ولن يصمد أكثر من أسبوعين في أحسن الأحوال.