عاد يوسي بيلين، أحد أبرز رموز ما سُميَّ ذات يوم «معسكر السلام» في دولة الصهاينة، إلى الأضواء «قبل يومين»، بعد طول غياب عن الساحة السياسية والحزبية، اللهم إلاّ في بعض مقالات غير منتظمة, ينشرها في الصحيفة اليمينية المُسمّاة «إسرائيل هيوم/إسرائيل اليوم» كان آخرها يوم الجمعة «1/12» سنعود إليها لاحقاً، لكن عودته العتيدة كانت مثابة فضيحة, كشفت من بين أمور أخرى كيف عاد دعِيّ السلام المزيف, «إلى رؤيته الصهيونية وتعصّبه اليهودي»، ليس فقط في إجاباته على أسئلة مذيع في قناة RT الروسية (باللغة الانجليزية), والتي أعاد فيها سلسلة الأكاذيب التي روّجتها حكومة وجيش الفاشيين الصهاينة, حول أحداث السابع من أكتوبر، زاعماً/بيلين أن اغتصاباً وقتلاً وإعدامات قد تّمت، بل لجأ إلى لغة سوقية محمولة غضب من أسئلة المذيع قائلاً له: هل أنت مجنون؟ (وذلك رداً على سؤال عن الأنباء التي نشرتها صحيفة/هآرتس, حول قيام مروحية إسرائيلية باطلاق النار على جمهور الحفل الموسيقي, ثم ما لبث أن قام بإطفاء التلفاز الذي ينقل المقابلة على منصة/ زووم, دون إستئذان أو إخبار المذيع أنه لن يُكمل المقابلة، في خروج سافر عن اللياقة وآداب التعامل وخصوصاً صراخه وتبرّمه, ومحاولاته التي لم تتوقف لمقاطعة المذيع وإسكاته».
هل جاءكم نبأ 'يوسي بيلين'.. 'نبيّ' السلام المُزيف؟
محمد خروب
أخبار البلد -
يوسين بيلين، كما هو معروف هو أحد رموز «حزب العمل», الذي احتُسب ذات يوم على معسكر اليسار (خاصة بعدما جمعته اتفاقية شراكة مع حزب «مبام» اليساري, ما لبثا ان إنفصلا لاحقاً), وهو/ بيلين اشتهر بعقد «اتفاقيات سلام» مع رموز «فصائلية» فلسطينية, مثل ياسر عبدربه وقبله محمود عباس (قبل ان يصبح الأخير رئيساً وكان مُخوّلاً من ياسر عرفات بمتابعة تطبيق اتفاق اوسلو). سميّت حينذاك وثيقة أبو مازن - بيلين, لكن اغتيال اسحق رابين في 5 تشرين الثاني 1995 وما أحدثه هذا الاغتيال غير المسبوق في تاريخ دولة العدو، دفع شمعون بيرس إلى منع نشر الوثيقة (حتى لا يتفاقم الوضع داخل الكيان الغاصب). علماً أن الوثيقة هذه تم إنجازها, في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الأول 1995. بعد مباحثات «سريّة» لأكثر من عام ترأس الجلسات محمود عباس وشخصيات فلسطينية أخرى, من مُهندسي اتفاق أوسلو. منهم سري نسيبة وحسين الآغا وأحمد سامح الخالدي. فيما ترأّس الجانب الصهيوني يوسين بيلين/ كوزير في حكومة بيرس ومستشاراً له, إضافة إلى يائير هيرشفيلد أحد أهم مُفاوضي أوسلو..
لاحقاً بعد وثيقة أبو مازن ــ بيلين, عاد الأخير إلى عقد اتفاقية «سلام» أخرى, لكن مع ياسر عبدربه وزير الإعلام وقتذاك, حيث وقّع الاثنان وثيقة سُميّت «اتفاقية جنيف» يوم 3/12/2003, أثارت غضباً فلسطينياً واسعاً خاصة ما تعلق منها بقضية اللاجئين, التي كانت–كما هو معروف–ضمن ملفات الحل النهائي في اتفاق أوسلو, الذي دفنها ارئيل شارون «رسمياً وعلنياً» عند اجتياحه الضفة الغربية المحتلة, عبر ما سمي عملية «السور الواقي»، وكاد النص الذي جاء فيها يكاد يتطابق مع اتفاق أبو مازن - بيلين, إذ جاء فيها: (تُوافِق إسرائيل على اقامة دولة فلسطينية, في «معظم» أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي المُقابل فإن الفلسطينيين سوف «يتخلّون» عن «حق العودة» إلى إسرائيل بشكل ملائم، و«يُشجّعون» بدلاً من ذلك, اللاجئين الفلسطينيين على الاقامة في الدولة الفلسطينية الجديدة».
ما سبق أعلاه وغيره مما حفلت به سنوات ما قبل إتفاق اوسلو وخصوصاً بعد فشله, يكشف الدور الذي لعبه نبي السلام الصهيوني المُزيف/يوسي بيلين, الذي جُنّ جُنونه من «سُؤالين» مجرد سؤالين وجّههما له مذيع RT, حول «رأيه» في المعلومات المتعلقة بهجمات جيش العدو «المُحتملة» على المدنيين الإسرائيليين؟، والآخر حول زيارة نتنياهو «لمُسلحي تنظيم داعش الإرهابي في عام 2014؟. (عندما زار/نتنياهو المشفى «الميداني» الذي اقامة جيش العدو في الجولان السوري المحتل, لاستقبال جرحى «داعش» وتحدث معهم طويلاً). إضافة إلى سؤال «ثالث» حول العزلة الدولية لإسرائيل، بسبب الصراع في غزة, ما دفع اليساري/الديمقراطي الصهيوني الى قطع الإتصال مع المذيع الروسي.
** إستدراك:
قال يوسي بيلين في مقالة بصحيفة/إسرائيل اليوم, تحت عنوان «مُفاجأة واسمها بايدن»: (منذ 6 أكتوبر انكشف بايدن آخر تماماً. فهو يصل إلى إسرائيل بعد أن رفض على مدى فترة طويلة استقبال مكالمة هاتفية من نتنياهو (بل وأهانه في لقاء قصير في نيويورك)، يبعث إلى هنا بسلاح وحاملات طائرات، يتحدث مع رئيس الوزراء في كل يوم، وجعل حرب إسرائيل ضد حماس الموضوع المركزي في جدول أعماله. هو مُطلع على التفاصيل، يتصل بزعماء المنطقة، يدخل إلى أسئلة تفصيلية, وبالأساس «يُعارض على الملأ وقف المعركة", ويُؤيد إزالة حماس من الحكم وتوجيه الضربة لقدراتها العسكرية).
مُنهياً مقالته على النحو التالي: لا للإنثناء... لا لقبول شروط حماس. «لا للموافقة على وقف نار طويل». لا لوقف المعركة قبل أن يُصفّى حكم حماس في قطاع غزة. لا يمكننا أن نسمح بهذا لأنفسنا.
هكذا يتحّدث أحد «الحمائم» في الدولة العنصرية..أليس بن غفير وسموتريتش «يُغرّدان» الرطانة ذاتها؟.