لماذا لا يكون الصنوبر مثمرا؟

لماذا لا يكون الصنوبر مثمرا؟
أخبار البلد -  

أخبارالبلد- جاءت دعوة أسبوع الغابات في الشرق الأدنى الذي دعت له هيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى العربية لحماية الطبيعة كمتحدث في النسخة الخامسة من الفعالية التي عقدت أعمالها في الأردن، ونحن نحتفل هذا العام بذكرى التأسيس العشرين.
 

عبر هذه الأعوام، كان نضالنا دائماً نحو سيادة الشعوب على غذائها ومواردها الطبيعية في الأردن وفلسطين وكافة الوطن العربي وذلك عبر دعم صغار المزارعين. عملنا في الميدان عبر ثلاثة برامج، الأول والثاني لزراعة الأشجار في الأردن وفلسطين حيث تمكنا من زراعة مليوني وتسعمائة ألف شجرة استفاد منها أكثر 39 ألف مزارع يعيلون ما يزيد على ربع مليون فرد. أما برنامجنا الثالث فيهدف للتأثير على السياسات الزراعية عالمياً واقليمياً ومحلياً، وقد نجحنا عبر نضال دام 7 أعوام في أروقة الأمم المتحدة، وخاصة منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة FAO، في وضع أنظمة الغذاء المحلية وموضوع الحروب والصراعات والاحتلال ضمن الأولويات في المداولات والسياسات بعد أن كان موضوع الصراعات محرّماً تداوله. 
 

واقليمياً عملنا من خلال عضويتنا في اللجنة الفرعية للقضاء على الجوع في جامعة الدول العربية، والشبكة العربية للسادة على الغذاء التي أسسناها، نجحنا في إدراج الأمن الغذائي والتكامل العربي لتحقيقه، وإيقاف الحروب البينية كأولوية قصوى لتحقيق السيادة الغذائية. كما رحبت الجامعة العربية بمبادرتنا «طريق الشجر العربي» المشتركة مع منظمة الفاو والتي نأمل أن يستمر الدفع لإنجازها.
دار الحديث بشكل كبير عن زراعة الأشجار الحرجية ودورها بالتكيف مع تأثيرات التغير المناخي، ووجدتها مناسبة لتقديم خبرة منظمتنا الطويلة في هذا المجال، التي جمعت ما بين الزراعة والبيئة وفق نهج تنموي مستدام وحقيقي وقابل للتنفيذ، وعن أهم ما تعلمناه وما نأمل بأن يتحقق من خلال خبرتنا الطويلة هذه في زراعة الأشجار.
قدمنا رؤيتنا عن الحراج الزراعي وبدايةً أكدنا أن الغياب الكبير لاستراتيجيات تشاركية مدروسة لزراعة الأشجار وبالتالي خطط عملية تشاركية يعد أمراً مؤسفاً ويجرنا إلى قرارات ارتجالية غير متكاملة. إن الشراكة المطلوبة التي تشمل القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني والأكاديمي تبدأ من وضع الأولويات ثم الاستراتيجيات وصولاً إلى وضع المعايير وآليات التنفيذ انتهاء بالمراقبة المستمرة والمحاسبة وليس فقط في مرحلة التنفيذ. 
كما أشرت في حديثي إلى أنها لم ولن تنجح عمليات التحريج الزراعي إذا لم تُشرك المجتمعات المحلية في مشاريع التحريج ليس كشركاء اسميين، بل كمنفذين وكمستفيدين. وهذا يقودنا للنقطة الثانية الفائقة في أهميتيها وخطورتها وهي اشتراط الممول الدولي المؤسف على الجمعيات زراعة الأشجار الحرجية غير المثمرة وأن تكون «بلا غايات استثمارية» أي لا فوائد اقتصادية.
بنظرنا أن للأشجار فوائد عظيمة بيئية واقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية وروحية معاً؛ فمن منا لا يخشع عند سماع الآية الكريمة « وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ»، أو الحديث الشريف « ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة».
إن زراعة أشجار حرجية مثمرة كالخروب والبلوط والبطم والصنوبر المثمر يمكن أن يضيف إلى فائدة التقليل من الانبعاثات فوائد جمة في الأمن الغذائي والعلف الحيواني والصناعات الدوائية وبالتالي لها مساهمة مضاعفة في التكيف المنشود.  
في حي صغير من أفقر أحياء محيط مدينة جرش تجتمع بعض النسوة سنوياً لجني أكواز الصنوبر المثمر Pinus pinea لتحسين دخلهن. المحزن هنا أن معظم غابات الأردن مزروعة بالصنوبر غير المثمر Pinus halepensis الذي لو كان مثمراً لشكل دخلاً مهماً كما يحصل حالياً في لبنان مثلاً.  
وبشكل عام نقول إن أخطر ما ينادي به مهندسو القمم المناخية والتي كثيراً ما نراها تفتقر للعدالة هو ضرورة تقليص حجم الزراعة في دول الجنوب كأحد الحلول المهمة بنظرهم لتقليص نسبة انبعاثات الكربون من هذا القطاع بدل التركيز على البدء بحل المشكلة في دولهم وفي القطاعات الأكثر تأثيراُ في المناخ خاصة عبر برامج التعويض Compensation، ويعد الوطن العربي من أكثر المتضررين من هذه الرؤية المجحفة التي تنكر حقنا بالسيادة على غذائنا. 
نحن نحتاج إلى عدالة مناخية بحيث يُنظر إلى مسألة التغير المناخي كقضية ليست بيئية فقط، بل سياسية وأخلاقية لها علاقة بالمساواة وحقوق الانسان والحقوق الجماعية ومنها الحق في التنمية المستدامة لجميع سكان هذا الكوكب. 

* رئيسة الهيئة الإدارية للعربية لحماية الطبيعة، ومؤسِسة الشبكة العربية للسيادة على الغذاء، عضو اللجنة الفرعية للقضاء على الجوع في المنطقة العربية
شريط الأخبار الأمم المتحدة حول تفجير أجهزة اتصال في لبنان: جريمة حرب الدفاع المدني يخمد حريق مستودع مفروشات في اربد ويسعف سيدة مصابة ما مصير عقيل وقادة الرضوان وأين كانوا مجتمعين.. معلومات جديدة حول الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية ماذا دار بين ماكرون ونتنياهو بمحادثتهما المتوترة؟ التربية : لا تغيير على اوقات الدوام والحصص المدرسية غدا السبت خلوة حكوميَّة غداً بعنوان: رؤية التَّحديث الاقتصادي.. ليتواصل الإنجاز لتنظيم عمل الوزارات والمؤسَّسات الحكوميَّة من هو إبراهيم عقيل القيادي في حزب الله الذي أعلن الاحتلال استهدافه في بيروت؟ حسناء البيجر.. لغز سيدة أعمال غامضة ربما تكون وراء تفجيرات لبنان 10 ساعات .. قطع مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق شمال المملكة غداً (أسماء) أفعى الحراشف المنشارية تلدغ ثلاثينية في مندح وتدخلها إلى العناية الحثيثة من هي الدول التي عارضت قرارا أمميا يطالب إسرائيل بإنهاء الاحتلال؟ الهيئة العامة للجنة المالية في اتحاد شركات التأمين تنتخب رئيساً وأعضاءً جدد للجنة التنفيذية.. أسماء لفتح قنوات للتواصل.. حسان يتواصل هاتفيَّاً مع اعضاء مجلس النوَّاب العشرين المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرات مسيرة للتذكير.. غدا السبت دوام رسمي للمدارس الحكومية 350 يوما للعدوان.. مجازر بشعة في غزة والحدود اللبنانية تشتعل والكشف عن مخطط "البيجر" هل هواتفنا الذكية معرّضة للانفجار .. تقرير مفصّل هل يحضر نصر الله لعمل "من حيث لا يحتسبون؟".. قراءة في خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني قديروف يتّهم إيلون ماسك ب«تعطيل» سيارته «تسلا سايبرترك» عن بُعد تفاصيل 3 أحداث أفجعت الشارع الأردني خلال أسبوع