كلنا انتظر بلهفة وترقب شديدين مقابلة سمو الأمير الحسن على التلفزيون الأردني والذي أحرز رقما قياسيا بعدد المشاهدين وذلك بعد الغياب الطويل عن ظهور سموه في الإعلام الأردني الرسمي. وإذا قرأنا ما بين السطور نلاحظ أن المذيعة التي نحترم ونقدر عبير الزبن لم توفق كعادتها في طرح الأسئله وبدت وكأنها قارىء للأسئلة دون أن تبدي التفاعل المتوقع كمحاورة مع القضايا التي تسوقها الأسئلة لإلتقاط الأفكار والنقاط التي تثري الحوار وتشد المشاهد والسبب ربما يكون خارج عن إرادتها كأن تكون الأسئلة مصاغة من قبل شخص آخر له رؤيته الخاصة وربما ليس لديها القناعة الكافية بمضمون الأسئلة وبالتالي فرضت عليها مما أدى لبعض الإرتباك من قبلها أحيانا . وبكل الأحوال نعذرها ولا ننسى أنها أمام شخصية عملاقة وبثقل الأمير الحسن وموقعه في قلوب الأردنيين لا بد أن يتركا أثرا على الطرف المحاور.
بعد مشاهدتي للمقابلة وقراءة ما بين ثناياها والتعمق في فهم وإدراك ما قاله الحسن وما قيل عنه من نقد وهجوم يخفي والله أعلم أجندات ودوافع خبيثة نخشى أن ينجح أصحابها ويحاربها الأردنيون ولن يتهاونوا في الوقوف بصلابة في طريقها لوأدها وإجهاضها في مهدها بعون لله, نلاحظ أن هجمة شرسة على سمو الأمير أخرجت حديثه عن سياقه فكأي إنسان يحق له التفاخر بأجداده وهم الذين قادوا أمة الإسلام وأهل لنفخر بهم جميعا. أليس من حقه أن يدافع عن نفسه عندما يسمع شتيمة أجداده ممن كان يوما سببا في رفع شأنهم ثم تنكروا له دون وجه حق؟
كلنا يعلم بساطة سموه عندما يخاطب العامة فهو قريب منهم ويفهمهم ويعرف مكنوناتهم وثقافتهم ويعرف معنى أبوة الأب وبنوة الإبن ولذلك عندما قال " أنخلكو" قالها بطريقة الأب الذي لا يرضى لأبنائه الفوضى والوقوع في الخطأ ناصحا لهم حتى لا يتمادوا في سلوك يراه هو ليس بصالحهم ولا بصالح الوطن والنظام. طريقة استخدم فيها كلمة عامية تمسك العصا من النصف فيها من شدة الأب الذي يستعمل الشدة بدافع الخوف وهيبة الأب الذي يعلم يقينا أن أبناءه لا يعصونه. وذلك عشم من سموه نقدره ونتفهمه ولا شك في أن هيبة الدوله من أولويات سموه كما هي من أولوياتنا ولا يرضى ولانرضى المساس بها لأن الهيبة إذا اهتزت أو سقطت في المعيار الإجتماعي والسياسي فالناتج هو الفوضى والتخبط والصدام والإقتتال. فمن يتحلى بجزء بسيط من الإنتماء والغيرة على وطنه لا يقبل أن يصل إلى ما أوحى إليه سموه وبطريقه غير مباشرة.
فلماذا لم يتم التركيز على قوله " آن الآوان لتفعيل دور المواطن كشريك في تقرير المصير " ؟ فالحسن بثراء فكره وعمق استبصاره يحتاج منا التروي والتأني عند سماعه ومن ثم الحكم على ما يقول. ففكره الراقي لا بد أن ينضح بمعان تنسجم وذلك الفكر. فهو غالبا ما يبدو أنه يخاطب النخبة المثقفة التي يفترض أن تدرك مراميه وتلتقط رسائله التي يرسلها خلال أحاديثه . فيا أيتها النخبة التي على كاهلكم يُلقى تفسير كلام سموه الذي هو عناوين وعليكم الإنطلاق منها بصدق وأمانة وأن تسمّوا الأشياء بمسمياتها .
هذه وجهة نظري ولست مستفيدا من الدفاع عن سموه سوى تحري الحقيقة وقول الحق كما بدى لي ، فهو ليس محتاجا لأحد للدفاع عنه لكني ارتأيت أن هناك إجحاف وشطط في تفسير ما قاله سموه وكأني أشتم رائحة ليست بزكية من خلال ما كُتب من بعض من كتبوا مع قناعتي أن البعض الآخر كتب بدافع الغيرة وحسن النية وذلك مرده للفكرة التي يتداولها الكثير ممن درجت تسميتهم بأصحاب الشد العكسي ومفادها احتمالية عودة سموه للإسهام في المساعده في الحكم ، وهم يعلمون ونحن نعلم أن سموه لا يهادن ولا يجامل ولا يتهاون عندما يصطدم بما يشعر أنه يسيء للأردن شعبا ووطنا ونظاما . وهنا تتقاطع وتتضارب المصالح بين نهج سموه وبين من يحاربون الإصلاح ومؤسسي الفساد .
لذلك جاءت هذه الهجمة المفتعلة والظالمة قتلا لشخصه وتشويها لصورته الذهبية في قلوب الأردنيين الذين يرون فيه سيفا بالحق وخنجرا في قلوب الفاسدين وعصا يهزها عند الفلتان وصولجانا يشير به إلى الدرب المؤدي للهدف ونبراسا يضيء في نهاية النفق المظلم .
وللتذكير وإحقاقا للحق وإعمالا للتوازن والعقلانية, لماذا لم يقم هؤلاء المأزومون ومن يلهثون خلفهم بإبراز ما قاله الحسن من رسائل في لقاءاته الإعلاميه السابقة عن الأردن وعن النظام نفسه وموجها رسائل للنظام تفيد بأن مصلحة النظام من مصلحة المواطن ؟ وتلك دعوة للنظام لزيادة الإهتمام بالمواطن. لماذا تصطادون في الماء الراكد والعكر كي تزيدوا من تعكيره لتفوح رائحة أسَنِه وتولون الأدبار مختبئين بغطاء أرصدتكم وجنسياتكم ؟
فقول سموه قول حكيم من صاحب بصيرة وخبرة طويلة وتجربة قلّ نظيرها وصاحب فكر يعد مدرسة ترقى للمثالية العملية ونظرياته وطروحاته في الإقتصاد والسياسة والحوار بين الأديان والحضارات تشهد على أنه يخاطب الإنسان أينما وجد وفكره أممي وليس محليا والأردن أمة ضمن أمم العالم . وهو بالتأكيد حريص كل الحرص ألا يحشر نفسه في زاوية تستقطب النقد من مواطنيه وتجعله محط أنظار المأزومين . ولذلك تم عن قصد وسوء نية تفسير كلماته التي كانت بدافع وغيرة الأب نحو أبنائه فحواها النصح والإرشاد وتوضيح معالم الطريق والتحذير من المزالق التي يمكن أن تعترض سبيل مسيرتهم.
فلا تأبه أبا راشد بالمتزلفين والمرتجفين والمرعوبين الذين هم حريصون على أن يبقى الفساد "ليرتقي" من "مؤسسة" ليصبح "إمبرطورية" فلا تأبه بالذين ينفقون الملايين لقتل الإصلاح والمصلحين وأنت الجبل الذي لا تهزه ريح .
ورغم ما صدر عن الديوان الملكي بأن ما قلته يمثل رأيكم الشخصي ، فلا أظنك إلا مستشير لابن أخيك ولا أظنه إلا منير ومستنير لما يصدر عنكم ولكن لإرضاء فضول وغرور المأزوميين الراجفين لابد للمرحلة من قول وموقف .
وحمى الله الأردن والغيارى على الأردن . والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com
بعد مشاهدتي للمقابلة وقراءة ما بين ثناياها والتعمق في فهم وإدراك ما قاله الحسن وما قيل عنه من نقد وهجوم يخفي والله أعلم أجندات ودوافع خبيثة نخشى أن ينجح أصحابها ويحاربها الأردنيون ولن يتهاونوا في الوقوف بصلابة في طريقها لوأدها وإجهاضها في مهدها بعون لله, نلاحظ أن هجمة شرسة على سمو الأمير أخرجت حديثه عن سياقه فكأي إنسان يحق له التفاخر بأجداده وهم الذين قادوا أمة الإسلام وأهل لنفخر بهم جميعا. أليس من حقه أن يدافع عن نفسه عندما يسمع شتيمة أجداده ممن كان يوما سببا في رفع شأنهم ثم تنكروا له دون وجه حق؟
كلنا يعلم بساطة سموه عندما يخاطب العامة فهو قريب منهم ويفهمهم ويعرف مكنوناتهم وثقافتهم ويعرف معنى أبوة الأب وبنوة الإبن ولذلك عندما قال " أنخلكو" قالها بطريقة الأب الذي لا يرضى لأبنائه الفوضى والوقوع في الخطأ ناصحا لهم حتى لا يتمادوا في سلوك يراه هو ليس بصالحهم ولا بصالح الوطن والنظام. طريقة استخدم فيها كلمة عامية تمسك العصا من النصف فيها من شدة الأب الذي يستعمل الشدة بدافع الخوف وهيبة الأب الذي يعلم يقينا أن أبناءه لا يعصونه. وذلك عشم من سموه نقدره ونتفهمه ولا شك في أن هيبة الدوله من أولويات سموه كما هي من أولوياتنا ولا يرضى ولانرضى المساس بها لأن الهيبة إذا اهتزت أو سقطت في المعيار الإجتماعي والسياسي فالناتج هو الفوضى والتخبط والصدام والإقتتال. فمن يتحلى بجزء بسيط من الإنتماء والغيرة على وطنه لا يقبل أن يصل إلى ما أوحى إليه سموه وبطريقه غير مباشرة.
فلماذا لم يتم التركيز على قوله " آن الآوان لتفعيل دور المواطن كشريك في تقرير المصير " ؟ فالحسن بثراء فكره وعمق استبصاره يحتاج منا التروي والتأني عند سماعه ومن ثم الحكم على ما يقول. ففكره الراقي لا بد أن ينضح بمعان تنسجم وذلك الفكر. فهو غالبا ما يبدو أنه يخاطب النخبة المثقفة التي يفترض أن تدرك مراميه وتلتقط رسائله التي يرسلها خلال أحاديثه . فيا أيتها النخبة التي على كاهلكم يُلقى تفسير كلام سموه الذي هو عناوين وعليكم الإنطلاق منها بصدق وأمانة وأن تسمّوا الأشياء بمسمياتها .
هذه وجهة نظري ولست مستفيدا من الدفاع عن سموه سوى تحري الحقيقة وقول الحق كما بدى لي ، فهو ليس محتاجا لأحد للدفاع عنه لكني ارتأيت أن هناك إجحاف وشطط في تفسير ما قاله سموه وكأني أشتم رائحة ليست بزكية من خلال ما كُتب من بعض من كتبوا مع قناعتي أن البعض الآخر كتب بدافع الغيرة وحسن النية وذلك مرده للفكرة التي يتداولها الكثير ممن درجت تسميتهم بأصحاب الشد العكسي ومفادها احتمالية عودة سموه للإسهام في المساعده في الحكم ، وهم يعلمون ونحن نعلم أن سموه لا يهادن ولا يجامل ولا يتهاون عندما يصطدم بما يشعر أنه يسيء للأردن شعبا ووطنا ونظاما . وهنا تتقاطع وتتضارب المصالح بين نهج سموه وبين من يحاربون الإصلاح ومؤسسي الفساد .
لذلك جاءت هذه الهجمة المفتعلة والظالمة قتلا لشخصه وتشويها لصورته الذهبية في قلوب الأردنيين الذين يرون فيه سيفا بالحق وخنجرا في قلوب الفاسدين وعصا يهزها عند الفلتان وصولجانا يشير به إلى الدرب المؤدي للهدف ونبراسا يضيء في نهاية النفق المظلم .
وللتذكير وإحقاقا للحق وإعمالا للتوازن والعقلانية, لماذا لم يقم هؤلاء المأزومون ومن يلهثون خلفهم بإبراز ما قاله الحسن من رسائل في لقاءاته الإعلاميه السابقة عن الأردن وعن النظام نفسه وموجها رسائل للنظام تفيد بأن مصلحة النظام من مصلحة المواطن ؟ وتلك دعوة للنظام لزيادة الإهتمام بالمواطن. لماذا تصطادون في الماء الراكد والعكر كي تزيدوا من تعكيره لتفوح رائحة أسَنِه وتولون الأدبار مختبئين بغطاء أرصدتكم وجنسياتكم ؟
فقول سموه قول حكيم من صاحب بصيرة وخبرة طويلة وتجربة قلّ نظيرها وصاحب فكر يعد مدرسة ترقى للمثالية العملية ونظرياته وطروحاته في الإقتصاد والسياسة والحوار بين الأديان والحضارات تشهد على أنه يخاطب الإنسان أينما وجد وفكره أممي وليس محليا والأردن أمة ضمن أمم العالم . وهو بالتأكيد حريص كل الحرص ألا يحشر نفسه في زاوية تستقطب النقد من مواطنيه وتجعله محط أنظار المأزومين . ولذلك تم عن قصد وسوء نية تفسير كلماته التي كانت بدافع وغيرة الأب نحو أبنائه فحواها النصح والإرشاد وتوضيح معالم الطريق والتحذير من المزالق التي يمكن أن تعترض سبيل مسيرتهم.
فلا تأبه أبا راشد بالمتزلفين والمرتجفين والمرعوبين الذين هم حريصون على أن يبقى الفساد "ليرتقي" من "مؤسسة" ليصبح "إمبرطورية" فلا تأبه بالذين ينفقون الملايين لقتل الإصلاح والمصلحين وأنت الجبل الذي لا تهزه ريح .
ورغم ما صدر عن الديوان الملكي بأن ما قلته يمثل رأيكم الشخصي ، فلا أظنك إلا مستشير لابن أخيك ولا أظنه إلا منير ومستنير لما يصدر عنكم ولكن لإرضاء فضول وغرور المأزوميين الراجفين لابد للمرحلة من قول وموقف .
وحمى الله الأردن والغيارى على الأردن . والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com